حذر المفتي الأعلى للطائفة الشيعية الجعفرية في لبنان أحمد قبلان، الأربعاء، من اتخاذ مواقف في ملف حصر السلاح "تخدم" إسرائيل وتغامر بالسلم الأهلي.
وبذلك يعقب قبلان على قرار مجلس الوزراء، الثلاثاء، تكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة (بما فيه سلاح "حزب الله") قبل نهاية 2025، وعرضها على المجلس خلال الشهر الحالي.
ويعد المفتي الجعفري في لبنان أعلى مركز ديني للطائفة الشيعية في الدولة، وهو مقرب من "حزب الله".
وقال قبلان، في بيان: "لبنان أكبر من توقيع يخدم إسرائيل، والسلم الأهلي يمر بحماية القوة الوطنية السيادية وتعزيزها لا تمزيقها وتطويقها".
وأضاف أن "المقاومة هي التي استردت لبنان يوم كان البعض جزءا من الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عمّن كان يجوب العالم للسياحة والترفيه".
وتابع: "الحكومة وظيفة وطنية وليست سوق بضاعة أمريكية أو إقليمية، ومن يغامر بالسلم الأهلي يضع لبنان بقلب المجهول".
قبلان ندد بحديث جهات لم يسمها عن سيادة لبنان وحصر السلاح، معتبرا أن تاريخها "ملطخ بالعمالة لإسرائيل وقتال الجيش اللبناني".
وحمّل "مَن يضع لبنان في قلب الكارثة، تداعيات مواقفه التي تخدم إسرائيل"، وفق البيان.
ووصف المرحلة التي يمر بها لبنان بـ"التاريخية"، مشددا على أن السيادة الوطنية للبلاد تجمع بين "الجيش والشعب والمقاومة".
واستطرد المفتي الأعلى للطائفة الشيعية الجعفرية: "الجيش اللبناني شريك المقاومة ورفيق سلاحها وتضحياتها".
وحذر قبلان من اتفاق "17 أيار" جديد، قائلا إن "البلد بارود وإطفاءه بالبنزين يضع لبنان كله بقلب النار".
واتفاق 17 مايو هو مشروع اتفاق سلام توصل إليه لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكية عام 1983، إلا أنه أُلغي قبل التصديق عليه بعد أقل من عام أمام الرفض الشعبي والاعتراض السوري.
والثلاثاء، حذر الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم من معالجة ملف سلاح الحزب "دون توافق داخلي لبناني".
وقال قاسم في كلمة متلفزة: "لا نقبل التخلي التدريجي عن قوتنا مقابل استمرار العدوان الإسرائيلي ولا نقبل الضغوط علينا".
ومرارا أعلن "حزب الله" رفضه طرح قضية سلاحه قبل وقف اعتداءات إسرائيل وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
والخميس، دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى سحب سلاح جميع القوى المسلحة، بمن فيها "حزب الله"، وتسليمه إلى الجيش.
ووصف مراقبون لبنانيون هذه الدعوة بغير المسبوقة، واعتبروا أنها تعكس تحولا في الخطاب الرسمي، وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة لحصر السلاح.
وفي الشهور الأخيرة زار المبعوث الأمريكي توماس باراك بيروت أكثر من مرة، ضمن ضغوط أمريكية مكثفة على لبنان لنزع سلاح "حزب الله"، وفق مراقبين.
وفي أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا.
وخرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ 27 نوفمبر 2024، أكثر من 3 آلاف مرة، ما خلف 267 شهيدا و567 جريحا.
وفي تحد للاتفاق، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان بينما لا يزال يحتل 5 تلال سيطر عليها في الحرب الأخيرة، إضافة لمناطق لبنانية أخرى يحتلها منذ عقود.
كما تحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.