بالمزاح والوعي والمقاومة الناعمة.. الروائي أشرف العشماوي وجمهوره يواجهون تزوير روايته بالإفيهات - بوابة الشروق
الجمعة 7 نوفمبر 2025 3:06 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

بالمزاح والوعي والمقاومة الناعمة.. الروائي أشرف العشماوي وجمهوره يواجهون تزوير روايته بالإفيهات

شيماء شناوي
نشر في: الخميس 6 نوفمبر 2025 - 1:43 م | آخر تحديث: الخميس 6 نوفمبر 2025 - 1:43 م

روى الكاتب والروائي أشرف العشماوي في منشورٍ لقي تفاعلًا واسعًا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه عثر على نسخٍ مزوّرة من روايته الحديثة «السيمفونية الأخيرة» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، قائلًا إنه سأل البائع عن سعر الرواية فوجدها بنصف الثمن، فاشترى نسخة من روايته المزوّرة لنفسه، لكن المفاجأة جاءت حين تعرّف عليه البائع أثناء إعادة الباقي، وحلف له أنها «هدية»، مؤكدًا أن «النبي قبل الهدية!».

العشماوي، الذي اعتاد معالجة الواقع بسخرية أنيقة، نقل الحوار بينه وبين البائع بروحٍ خفيفة، حين سأله مازحًا عن خوفه من مباحث المصنفات، ليرد الأخير بثقة: «عندي نسخة أصلية لزوم التفتيش».

السخرية لم تتوقف هنا، إذ لاحظ العشماوي أن الغلاف الأصلي الذي صممه الفنان أحمد عاطف مجاهد أصبح «ضلمة» في النسخة المزوّرة، لكن البائع أجابه بلا مبالاة: «محدش بيقرا الغلاف يا باشا».

وبين دهشةٍ وسخريةٍ حزينة على سرعة تزوير روايته الجديدة، تساءل العشماوي: «لسه نازلة من أسبوع، إزاي لحقت تتزوّر وتتوزع؟» ليأتيه الرد الجاهز من البائع: «دي نزلت من ديك النهار يا باشا.. ما نقدرش نستنى كتير على رواياتك».

وبين السخرية والاستياء، تحوّل ما كتبه إلى مساحة نقاشٍ واسعة بين القرّاء الذين تفاعلوا مع التدوينة بطريقتهم الخاصة، بين من رأى فيها مفارقة ساخرة، ومن قرأها كصورةٍ موجعةٍ لحال النشر والثقافة في مصر.

وانهالت التعليقات على المنشور لتعبر عن الدهشة أولًا، ثم الحسرة، ثم السخرية التي تبقى سلاح المصريين في مواجهة العبث.

وكتب الكاتب شريف شعبان مازحًا: «مجاش في باله إنك مستشار في القضاء من السيرة الذاتية اللي في ظهر الغلاف مثلًا؟!».

وقال الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي: «احترت بصراحة أضع إيموجي ضاحك ولا باكي.. لكن اخترت الضاحك.. وعقبال الطبعة الشرعية العاشرة».

لكن الروائية نورا ناجي فأبدت تعجبها قائلة: «مش عارفة أقول إيه بجد!».

تعليقات أخرى أكدت أن الواقعة مكرّرة مع مؤلفات كثيرة، وأنها دليل على النجاح والشهرة، فكتب أحدهم: «ما تزعلش، التزوير دليل شهرة».

وأضاف آخر: «طالما وصل المزوّرون بسرعة كده يبقى الحمد لله الرواية ماشية كويس»، وعلّق آخر: «كده الرواية نجحت.. مبروك».

فيما كتب قارئ: «واحد صاحبي مرة قالي إن نجاح الروايات من وجهة نظره إنها تتباع على الرصيف، طول ما الروايات في المكتبة وبس معناها إنها مش مهمة للقراء، فإذا كان دا تفكير الناس يا باشا، فمبروك النجاح الكبير، وحسبي الله ونعم الوكيل».

فيما لم تغب الدعابة عن المشهد؛ فهناك من اقترح ساخرًا أن يطلب العشماوي من المزوّرين «يخلّوا الغلاف ألوانه أفتح شوية في الطبعة الجاية»، ليرد آخر: «الغلاف ضلمة لكن الرواية منوّرة».

وكتب أحد القرّاء متسائلًا: «لحق يزوّرها إزاي، كأن معاهم الدرافت؟!»؛ ليرد آخر: «علشان تحالف قوى الشعب العامل يقرا»، وقال ثالث: «الواحد احتار يضحك ولا يبكي»، ليعلّق آخر متعاطفًا: «سلامًا على سعة صدرك وتفهّمك والله».

أما ردود أشرف العشماوي فجاءت كما يعرفه جمهوره دائمًا: خفيفة الظل، ذكية، فقد أجاب على تعليقٍ يقول: «روايات حضرتك من أبرز الروايات المعروضة في سور الأزبكية»، بقوله: «ما هو فرّحني النهاردة بالخبر ده».

ولم يخلُ الأمر من حسٍّ ساخر حين رد على تعليق آخر يقول: «ده كلام خطير، فين حقوق الملكية الفكرية اللي دوّشونا بيها؟»، قائلًا: «موجودة عنده في الفرشة لزوم التفتيش، أكد لي».

أما من سأله ساخرًا من حال ظاهرة تزوير الكتب: «ابن مين في مصر إنت علشان روايتك ما تتزورش؟» فردّ عليه: «عبد الوهاب محمد العشماوي».

وحين سأله آخر: «طيب حضرتك بتوقّع النسخ المزوّرة؟» أجاب بخفة: «بإيدي الشمال».

وعلى تعليق يقول: «طب لما تقراها قولنا الفرق بينها وبين الأصلية، لو مفيش كتير يعني فصلة هنا ونقطة هناك، نبقى نشتريها من على الرصيف أوفر!»، رد العشماوي: «لأ، ما فاتتنيش دي وتأكدت إنها زي الأصل الحمد لله».

وحين سُئل: «طيب كنت سبت عنده كام نسخة مزوّرة موقّعة؟» أجاب ضاحكًا: «اتفقنا على حفل الإطلاق».

وجاء تعليق آخر يقول: «لحقوا يزوروها وبكل الإيمان ده، فعلاً إحنا شعب متدين بطبعه»، ليكتب آخر: «ديك النهار وعام نول دي معناها إنها عندهم قبل ما حضرتك تكتبها».

وعلّق آخر بأسى: «شيء مؤلم، لأن النسخ المزيّفة لا تخلو من الأخطاء المطبعية وبعض الصفحات اللي أصلًا تكون مش موجودة من سرعة السرقة والتزييف»، فيما كتب أحدهم ساخرًا: «مهرجان الطباعة للجميع، في ميزان حسناتك يا باشا».

وعندما اقترح متابع: «الحل هو طباعة نسخ شعبية رخيصة»، أجاب العشماوي: «عملها ناشري وقت صدور رواية البارمان من عشر سنين وبنص السعر، ومع ذلك زوروا الطبعة الشعبية برضه»>

أما الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد فشارك تجربته قائلًا: «أنا مرة شاب جاب لي رواية على القهوة أوقّعها له، بصيت لها وقلت له دي مزوّرة، قال لي معلش علشان رخيصة. وقّعت وسألته: إنت بتشتغل إيه؟ قال لي: محامي حقوق الملكية الفكرية!!، وعلى فكرة، كل فرشات وسط البلد عليها الروايات المزوّرة، وكل محطة الرمل وشارع النبي دانيال حكاية. أنا اشتريت مرة روايتين في إسكندرية علشان مش لاقي الأصلية».

وتحوّل منشورٌ واحد إلى «سيمفونية من الضحك والتأمل» شارك فيها الكاتب أشرف العشماوي وجمهوره بعفوية، كأنهم يعزفون لحنًا واحدًا ضد الفوضى التي تبتلع الثقافة.

وبين جملةٍ وأخرى، ظل العشماوي مخلصًا لأسلوبه: «يكتب عن الوجع بخفة، ويترك خلف الضحكة سؤالًا لا يفقد موسيقاه أبدًا».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك