قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن المشهد السياسي الأمريكي يشهد «صعود الأقليات» إلى مقدمة المشهد، لقدرتهم على تقديم «برنامج مغري» يكتسب ثقة الناخبين ويدفع بهم إلى مناصب قيادية.
وأشار خلال تصريحات تلفزيونية عبر فضائية «الشمس» إلى تجلي ذلك في فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، والتي تعد تكرارًا لـ «مفاجأة» أوباما.
ولفت إلى أن السابقة الأبرز كانت انتخاب باراك أوباما، الذي كسر تقليدا تاريخيا امتد منذ تأسيس الولايات المتحدة، بعد كان منصب الرئيس حكرًا على «المجموعة البيضاء» البروتستانتية، باستثناء وحيد تمثل في انتخاب الكاثوليكي جون كينيدي.
ورأى أن «ممداني» يمثل «خلطة كبيرة»، موضحا أن الرجل يجمع بين الأصول الهندية، والديانة المسلمة، والمذهب الشيعي، كما قضى فترة من شبابه في القاهرة وتعلم اللغة العربية أثناء مرافقته لوالده، الأكاديمي محمود ممداني.
وأضاف أن «الخلطة الجديدة» تحمل عنصر المفاجأة الذي صاحب فوز أوباما، منوها في الوقت ذاته أن نيويورك مدينة ديمقراطية لا تعطي أصواتها على الإطلاق للمرشح الجمهوري، ولم تمنح صوتها لدونالد ترامب في أي من الانتخابات.
وأوضح أن الأمر لا يقتصر على انتخاب شخص من «أصول ملونة» ودين آخر كالإسلام؛ ولكنه أيضا ينتمي إلى «برنامج اشتراكي» يقوم على مبدأ أن كل شخص حسب قدرته المادية.
وأشار إلى أن برنامج «ممداني» المتسع نجح في كسب تأييد مجتمعات المتحولين جنسيًا باعتباره مدافعا عن الحريات العامة، كما اتخذ مواقف متساوية من الأديان المختلفة، جعلته يحصل على دعم قطاع الأقلية اليهودية في نيويورك.