أحمد عبد الله.. السيناريست الذي جعل المجتمع بطلا لأفلامه‬ - بوابة الشروق
الجمعة 7 نوفمبر 2025 4:09 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

أحمد عبد الله.. السيناريست الذي جعل المجتمع بطلا لأفلامه‬

رنا عادل
نشر في: الخميس 6 نوفمبر 2025 - 7:43 م | آخر تحديث: الخميس 6 نوفمبر 2025 - 7:43 م

رحل بالأمس السيناريست أحمد عبد الله عن عمر ناهز 60 عاما، وهو من أبرز الكتاب في السينما المصرية والذي اشتهر بعدة أفلام متنوعة بين الكوميدي والاجتماعي.

وكانت من أبرز بصماته السينمائية هي الأفلام الاجتماعية ذات البطولة الجماعية، مثل: "الفرح" و"ساعة ونص" و"كباريه"، التي تناولت هموم وصراعات الطبقات المهمشة من خلال عرض لمحات من الحياة اليومية لشخصيات أبطاله وكيفية تفاعلهم مع الأحداث من حولهم. فكيف استطاع من خلال كتاباته توظيف تلك الشخصيات لينقل لنا عالم الأبطال كما يراه؟

- بين الواقعية الشديدة وخلفيته المسرحية.. أسباب تفرد كتابات أحمد عبد الله

ترى الناقدة الفنية علياء طلعت، أن أكثر ما ميز السيناريست أحمد عبد الله في كتابته وجعله مختلفا عن غيره من كتاب جيله هي الواقعية الشديدة وقدرته على رؤية شخصيات مختلفة وأن ينظر لكل شخصية منهم نظرة مختلفة وليست الشخصيات الدارجة فحسب فمثلا في فيلم الفرح لم يقدم لنا الشخصيات التقليدية والتي تتبادر إلى ذهن الجميع واستوحى من الحارات الشعبية نماذج لم نكن نعلم عنها شيئا كشخصية بائعة الكحول الرخيص التي قدمتها دنيا سمير غانم وجعلنا نعيش معاناتها ونرى كيف أن تواجد الفتاة في وسط تلك البيئة والظروف يجعلها عرضة للاستغلال والعنف الجنسي مما قد يضطرها إلى التنكر لحماية نفسها ومواصلة العمل.

وأشارت علياء، في تصريحات لـ"الشروق"، إلى عرضه الشخصية التي تعاني من قلقلة أخلاقية وصراع نفسي كشخصية الأسطى زينهم التي قدمها خالد الصاوي.

وترى علياء، أن سر نجاح أحمد عبد الله في ذلك هو تمتعه بتلك العين المختلفة عن الأخرين، التي استطاع من خلالها رؤية تلك النماذج المهمشة بطريقة عميقة ومعبرة، وملاحظة تفاصيل قد لا ينتبه لا كاتب سيناريو أخر في هذا السياق.

ومن ناحية أخرى، ترى الناقدة الفنية شيماء العيسوي أن خلفية أحمد عبد الله المسرحية، والتي تجلت في مسرحيتي "حكيم عيون" و"ألابندا" المعتمدتين على البطولة الجماعية وإحداهما غنائية، أسهمت في صقل أسلوبه لاحقا في السينما والدراما، مردفة: "فرغم سيطرة عادل إمام على المسرح التجاري آنذاك، حققت هاتان المسرحيتان نجاحا لافتا، ما مهد له طريق كتابة سيناريوهات مميزة تعتمد في معظمها على تعدد الشخصيات والأدوار الجماعية".

- الحدث هو مركز أعماله لا الشخصيات

وأضافت أن من أهم جوانب تميزه أيضا هو تناوله لطبقات متنوعة وغير دارجة؛ فغالبية الأعمال تركز على الطبقة الوسطى أو على الطريقة التي ترى بها الطبقة الوسطى باقي الطبقات، لذا قدم ثقافات وعادات مختلفة مثل عادة إقامة الأفراح لجني ما يسمى بـ"النقطة".

وأشارت إلى أنه استطاع تحويل المجتمع إلى بطل في أعماله السينمائية التي اعتمدت على البطولة الجماعية عن طريقة رؤية حدث معين لا رؤية شخصيات معينة، ويبدأ في ملاحظة الشخصيات الموجودة حول هذا الحدث، فيكون الحدث هو المركز الذي تتفاعل معه جميع الشخصيات ومن خلال ذلك نرى ذلك الحدث من خلال رؤيته ورصده للتفاعل بين الشخصيات والحدث.

وأوضحت أن من أهم العناصر التي برع في توظيفها عند تناوله للقضايا المجتمعية هو كتابة الشخصيات نفسها وتفاعل الشخصيات مع بعضها البعض وتفاعلها مع الضغوط، وبالرغم من أن شخصيات العمل تكون كثيرة العدد لكنه يحرص على أن يعطي كل شخصية حقها في النمو والتطور من خلال مرورها بأحداث فارقة في وقت زمني قصير أو قيامها بتصرفات غير متوقعة.

- كل شخصية تشكل قضية مستقلة

وترى العيسوي أن كل بطل في أعمال أحمد عبد الله هو فكرة مستقلة وقضية قائمة بذاتها؛ ففي فيلم "الفرح" على سبيل المثال نحد في شخصية "العسلي" التي جسدها ماجد الكدواني طرحا لقضية العلاقة المعقدة بالأب التي لا تشفى بمرور الزمن، بينما تقدم شخصية "سميرة" التي أدتها دنيا سمير غانم نموذجا نسويا متقدما لفتاة تتنكر في زي رجل كي تحصل على حقها في العمل لإعالة أسرتها.

وأضافت أن شخصيات أحمد عبد الله، حتى الثانوية منها، تكتب بعناية وتركيز ما جعل كل تفصيلة في العمل جزءا أساسيا من بنائه الدرامي المحكم، ليخرج في النهاية عملا جماعيا متكامل الأجزاء.

- نظرة جديدة للطبقات المهمشة

واختتمت طلعت حديثها بأن القضايا التي تناولها في تلك الأفلام حتى لو لم تخلق حوارا مجتمعيا جادا من وجهة نظرها إلا أنها تجعلنا نرى الطبقات الدنيا بشكل مختلف وأكثر واقعية، فعلى سبيل المثال في فيلم ساعة ونص استطعنا رؤية مجموعة كبيرة من الشخصيات الموجودة على هامش الحياة وكيف أن تعرضهم لحدث صادم أوضح أوجه مختلفة لهم في التعامل معه، تختلف عن الأوجه التي قد نراها من ركاب الدرجات الأولى والثانية في نفس الحدث، ومما دعم ذلك هو تحقق التركيز الدرامي في أعماله بشكل كبير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك