كشفت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، تفاصيل جديدة عن منفذ هجوم جزيرة "أوليرون" في فرنسا، الذي اسفر عن إصابة 5 أشخاص بينهم اثنين في حالة حرجة.
وقالت الإذاعة الفرنسية :"بينما ما زالت فرنسا تحت وقع الصدمة بعد الهجوم الذي شهدته جزيرة "أوليرون"، والذي أسفر عن إصابة 5 أشخاص بينهم اثنان في حالة حرجة، ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على الحادث، ما تزال دوافع المنفذ غير واضحة بشكل كامل، بينما تكشف التحقيقات الأولية ملامح شخصية غامضة وواقعًا اجتماعيًا مضطربًا.
هجوم متعمد.. ومشهد صادم
بحسب روايات الشهود وتسجيلات المراقبة، كان المنفذ يقود سيارته بعنف وعمداً، وواصل دهس المارة رغم تحطم زجاج مركبته.
ووفق وزير الداخلية الفرنسي لوران نونير، استمر "مساره الدموي" نحو 35 دقيقة قبل أن يشعل النيران في سيارته التي وجدت داخلها قنينة أو أكثر من الغاز، مرددًا عبارة "الله أكبر" لحظة اعتقاله.
ورغم أن أي وفاة لم تسجل، فإن الحادث تم التعامل معه بوصفه "اعتداءً شديد الخطورة"، بينما تبقى الدوافع النهائية قيد التحقيق.
من هو المنفذ؟
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلي معلومات جديدة لمنفذ المهجوم، موضحة أنه يدعي جون.جي(35 عامًا)، وينحدر من منطقة دوردون لأسرة تعمل في الصيد.
وكان يعيش في منزل متنقل (موبيل هوم) بمدينة سان بيير دو أوليرون، وينظر إليه في محيطه المحلي كشخص منعزل ومهمش اجتماعيًا، حيث لم يكن يمتلك عملًا ثابتًا، واكتفى بتنفيذ وظائف صغيرة ومتقطعة لكسب رزقه.
فيما تصفه شهادات السكان المحليين وبلدية المنطقة بأنه "يعيش حياة منعزلة"، و"يعاني من اضطرابات واضحة"، بينما قال شبان تعرفوا عليه إنه "كان يعاني مشاكل نفسية خطيرة".
سجل جنائي.. لكن بلا مراقبة أمنية
كان الرجل معروفًا لدى الشرطة بجرائم قانون عام تشمل، العنف، والسرقة، ومخالفات مرورية، لكنه لم يكن متابعًا من أجهزة الاستخبارات، ولم يُصنف سابقًا كشخص متطرف.
المخدرات والاضطرابات النفسية
فيما تحدث مسؤولون محليون عن "انزلاقات كثيرة بسبب تعاطي المخدرات والكحول". كما ذكرت مصادر إعلامية أن سلوكه خلال السنوات الأخيرة اتخذ منحى غير مستقر، مع تزايد العزلة والعنف.
هل تطرف مؤخرًا؟
ورغم غياب سوابق مرتبطة بالتطرف، قالت وزارة الداخلية الفرنسية إن تفتيش منزله كشف عن "مراجع دينية واضحة"، وإن التحقيق لا يستبعد فرضية "تطرف ذاتي حديث".
من جانبها، قالت مصادر قريبة من التحقيق إنه "بدأ اهتمامًا دينيًا حديثًا منذ نحو شهر"، فيما تحقق الشرطة الفرنسية فيما إذا كانت هذه الأفكار قد لعبت دورًا في الهجوم.
أما الهواتف وأجهزة الاتصال فقد وضعتها السلطات الفرنسية قيد التحليل للتأكد من وجود روابط أو مؤثرات خارجية، كما يجري فحص نفسي لتحديد طبيعة الجريمة.
وتنتظر السلطات تقريرًا نفسيًا جنائيًا يُفترض أن يحسم ما إذا كان الهجوم إرهابيًا أم مرتبطًا باضطراب عقلي.
وأكد وزير الداخلية أن القرار النهائي "سيعود إلى القضاء"، بعد مراجعة أدلة المداهمات، التحليل النفسي، والدراسة الرقمية لهواتف المشتبه به.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "صدمته" بعد الهجوم الذي شهدته جزيرة أوليرون يوم الأربعاء، عندما دهست سيارة عدة أشخاص بشكل متعمد.
وفي رسالة نُشرت الخميس على منصة "إكس"، أكد ماكرون أنه يثق "ثقة كاملة بالقضاء لإظهار الحقيقة والرد على هذا العنف بأقصى درجات الحزم".
من البرازيل، حيث يشارك في قمة مناخية بمدينة بيليم في الأمازون قبيل مؤتمر COP30، قال الرئيس الفرنسي:"نحن جميعاً مصدومون من الهجوم الذي وقع في أوليرون. أتوجه بكل التعاطف إلى الجرحى والعائلات المتضررة، وأعرب عن امتناني لقوات الأمن والإغاثة التي تحركت لحماية الفرنسيات والفرنسيين".