تمكنت بعض الشركات الصغرى والعلماء المستقلين من الدخول إلى عالم استكشاف الفضاء، إذ لم يعد هذا الاستكشاف حكرًا على وكالات الفضاء العملاقة مثل "ناسا" أو "إيسا"، وذلك بفضل التطور التكنولوجي وانخفاض تكاليف إطلاق الأقمار الصناعية.
وينطلق إلى الفضاء خلال نوفمبر الجاري، تلسكوب صغير باسم "موڤ"(Mauve) ، الذي لم يتجاوز حجمه "فرن الميكروويف"؛ لكنه يحمل فكرة كبيرة قد تغيّر مستقبل علم الفلك، وفقًا لآراء بعض علماء الفلك.
* فكرة جديدة في استكشاف الفضاء
ومن المقرر إطلاق التلسكوب على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، إذ تم تمويل المشروع من الاتحاد الأوروبي ومن اشتراكات ما قبل الإطلاق، بجانب مساهمات من مستثمرين في مجال التكنولوجيا الفضائية، وذلك بخلاف التلسكوبات التقليدية التي تملكها وكالات حكومية، بحسب مجلة "ساينس" العلمية.
وتعتمد فكرته على بيع البيانات الفلكية للباحثين بنظام الاشتراك، في خطوة تشبه خدمات البث الرقمي ولكن للفضاء، فبدلاً من انتظار سنوات للحصول على وقت مراقبة في تلسكوب كبير مثل "هابل"، يمكن لأي فريق بحثي الآن الاشتراك السنوي للحصول على بيانات وصور مباشرة من الفضاء، مقابل تكلفة تقارب راتب طالب دكتوراه لمدة عام.
* مغامر علمي صغير
ورغم صغر حجمه، يحمل "موڤ" تلسكوبًا بقطر 13 سنتيمترًا قادرًا على التقاط الضوء فوق البنفسجي من النجوم الشابة، وهذه الموجات لا يمكن رصدها من الأرض بسبب الغلاف الجوي، مما يجعل التلسكوبات الفضائية المتخصصة فيها نادرة ومكلفة.
كما تأمل الشركة المنتجة للتلسكوب، أن يصبح بديلاً ميسّرًا لتلك الأبحاث، وأن يكون نموذجًا لتلسكوبات تجارية صغيرة يمكن أن تغيّر مفهوم الوصول إلى الفضاء.
* خطوة نحو علم فلك مفتوح
وتقول عالمة الفلك الأيرلندية إيما ويلان، وهي من أوائل المشاركين في المشروع: "إنها طريقة جديدة في علم الفلك، وإنها مغامرة علمية لا نعرف نتائجها بعد"، بحسب مجلة "ساينس".
ويرى علماء آخرون أن تلك التجربة قد تمهّد لمرحلة جديدة في علم الفضاء المفتوح، حيث يصبح بإمكان الجامعات والمراكز الصغيرة امتلاك أدوات بحث فضائية بتكلفة محدودة.
* الفضاء لم يعد بعيدًا
فيما تخطط الشركة حال نجاح إطلاق هذا التلسكوب، إلى إطلاق تلسكوب أكبر تحت مسمى "توينكل"، بقطر نصف متر، مخصص لدراسة الكواكب خارج المجموعة الشمسية.
ويشير الخبراء إلى أن انخفاض تكاليف تصنيع الأقمار الصناعية وإطلاقها سيجعل الفضاء ساحة أكثر انفتاحًا خلال السنوات المقبلة.
فربما يتحول ما كان يومًا حلمًا مقتصرًا وحصريًا على وكالات حكومية كبرى، إلى مشروع مشترك بين العلماء والقطاع الخاص، وربما يومًا ما إلى خدمة يستطيع أي شخص المشاركة فيها.