قال الفنان أشرف طلبة، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، إن ظاهرة الاستعانة ببعض البلوجرز ومقدمي المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في الأعمال الفنية باتت تمثل خطرًا حقيقيًا على الفن والمجتمع، واصفًا إياها بـ"الكارثة التي لا تستند لأي منطق".
وأضاف طلبة، في تصريحات لشاشة إكسترا نيوز، أن بعض صناع الأعمال الدرامية يقع اختيارهم على مقدمي المحتوى، بناءً على أعداد المتابعين فقط، دون النظر إلى الموهبة أو الكفاءة التمثيلية، مستكملا: "مجرد إن واحد عليه مشاهدات عالية على السوشيال ميديا، بياخد دور مهم.. وده شيء في منتهى الخطورة".
وأوضح أن معظم هؤلاء يقدمون محتوى سطحي أو يعتمد على الابتذال، وقد يُنظر إليهم باعتبارهم "دمهم خفيف"، لكن عند وضعهم في سياق تمثيلي حقيقي، يظهر ضعف إمكانياتهم بشكل واضح، قائلا: "لما بيقف قدام الكاميرا مش بيعرف يقول كلمة.. دمه بيتقل وبيخسر العمل".
وتابع: "البعض يظن أن النجاح في التمثيل يعني أن تكون طبيعيا أمام الكاميرا.. وده ليس منطق ده هبل، يجب أن تكون طبيعيا في إطار الشخصية المُقدمة لا طبيعي في المُطلق"، حسب تعبيره.
وشدد طلبة على أن التمثيل ليس مجرد تلقين أو حديث عابر أمام الكاميرا، وإنما هو تجسيد صادق لشخصية درامية وفق معايير فنية دقيقة، مضيفًا: "لو كل اللي بيتكلم عادي قدام الكاميرا يعتبر ممثل.. يبقى ما كانش بقى في أحمد زكي ولا محمود عبد العزيز".
وكشف عضو مجلس نقابة الممثلين، أن النقابة لا تملك سلطة منع أي فنان أو صانع عمل من اختيار فريقه، لكنه أكد في الوقت ذاته أن النقابة اتخذت إجراءً للحد من الظاهرة، قائلا: "بدأنا نطلع تصاريح خاصة للبلوجرز بمبالغ مرتفعة جدًا، بحيث نقلل انتشارهم قدر الإمكان".
واعتبر أن خطورة الظاهرة تتجاوز حدود الفن، وتمتد إلى تأثيرها السلبي على وعي المجتمع، قائلا: "لما بياخد دور في مسلسل، بيبقى هو النموذج اللي الشباب شايفينه قدوة.. يعني اللي بيقدم محتوى قليل الأدب على السوشيال، لما يشتغل في الدراما يبقى هو المثال؟"، مشددًا على منع إصدار تصاريح لأي مقدم محتوى "خارج أو فج".
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الحل لا يكمن فقط في المنع، وإنما في فتح حوار جاد مع المخرجين والمنتجين، لمحاولة إعادة الاعتبار لمعايير الاختيار الفنية، قائلا: "للأسف، اللي بقى بيحرك المشهد دلوقتي هو الفلوس.. لكن الجمهور واعي وبيميز الكويس من الوحش".