دعت الهيئة العليا لشئون العشائر في قطاع غزة اليوم، القوى الوطنية والإسلامية، إلى ضرورة تشكيل لجنة مصالحة مجتمعية عاجلة.
تأتي هذه الدعوة لمعالجة النزاعات والخلافات الاجتماعية العميقة التي نشأت بفعل الحرب الأخيرة على القطاع، وما خلفته من توتر واحتقان في أوساط بعض العائلات والمجتمع الفلسطيني ككل.
- تداعيات الحرب على السلم الأهلي
أوضحت الهيئة، في رسالة وجهتها للقوى والفصائل الفاعلة، أن الحرب وما رافقها من ظروف أمنية صعبة وغير مسبوقة، أدت إلى نشوء خصومات مريرة، وفقدان في الثقة بين الأفراد والعائلات، وتراكم للأحقاد.
وحذرت الهيئة من أن هذا الوضع يهدد بشكل مباشر وحدة المجتمع ويقوّض أسس السلم الأهلي الذي طالما تميز به المجتمع الفلسطيني.
وأكدت الهيئة، أن معالجة هذه التداعيات الاجتماعية باتت ضرورة وطنية قصوى لا تقل أهمية عن الجهود المبذولة في الإعمار والدعم الإنساني، بل هي ركيزة أساسية لضمان نجاح تلك الجهود واستدامتها.
- مهام اللجنة المقترحة
طالبت الهيئة بتشكيل لجنة مصالحة شاملة تضم شخصيات وطنية واجتماعية نزيهة وموثوقة، بما في ذلك وجهاء ومخاتير ومشايخ العشائر، بالإضافة إلى ممثلين عن الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني.
وبحسب البيان ستتولى هذه اللجنة المهام التالية لضمان تحقيق المصالحة الشاملة والعدالة:
- حل النزاعات
العمل على حل النزاعات القائمة بين العائلات من خلال الحوار البناء، وجبر الضرر حيثما يلزم، وتشجيع العفو والتسويات العادلة التي ترضي جميع الأطراف.
- تعزيز قيم التسامح:
إطلاق مبادرات توعوية مجتمعية واسعة النطاق لتعزيز قيم التسامح، والعدالة المجتمعية، ونبذ الثأر والعنف والانتقام، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا.
- تهيئة بيئة آمنة:
السعي لتهيئة بيئة مجتمعية آمنة ومستقرة تمنع تجدد النزاعات مستقبلًا، وتوفر آليات واضحة للتعامل مع أي خلافات قد تنشأ.
- التوثيق والمتابعة:
توثيق كل النزاعات التي يتم التعامل معها، ومتابعتها قانونيًا، وأخلاقيًا، وعشائريًا، لضمان الإنصاف الكامل لجميع الأطراف المعنية.
صمام أمان للمجتمع
شددت الهيئة العليا لشئون العشائر على أن هذه الخطوة تمثل صمّام أمان حقيقي للمجتمع الفلسطيني، وخطوة حاسمة تمهّد الطريق نحو وحدة شعبية صلبة وقوية، قادرة على الصمود والتصدي لكل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وفي ختام بيانها، دعت الهيئة العليا لشئون العشائر القوى الوطنية والإسلامية كافة إلى التجاوب السريع والفعال مع هذا النداء الوطني والإنساني الملّح، وترجمته إلى خطوات عملية ملموسة، مؤكدة الهدف الأسمى هو إعادة الأمن الاجتماعي والاستقرار والوئام إلى عوائل قطاع غزة، وتمكينهم من تجاوز آثار الحرب والانطلاق نحو مستقبل أفضل.