المستويات القياسية للزبدة تصعد بمؤشر الفاو لأسعار الألبان في يونيو الماضي - بوابة الشروق
الإثنين 7 يوليه 2025 10:29 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

المستويات القياسية للزبدة تصعد بمؤشر الفاو لأسعار الألبان في يونيو الماضي

حياة حسين:
نشر في: الإثنين 7 يوليه 2025 - 1:50 م | آخر تحديث: الإثنين 7 يوليه 2025 - 1:50 م

ارتفعت أسعار منتجات الألبان في مؤشر أسعار الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بقيادة الزبدة، التي حققت مستوى قياسيا جديدا في يونيو، ما يضغط على مطاعم ومخابز أوروبا، التي تقاوم زيادة الأسعار أو الاستغناء عن المكون المفضل لزبائنها في منتجاتهم.

وزاد مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان بنسبة 0.5% في يونيو الماضي، مقارنةً بمايو السابق، حيث وصلت أسعار الزبدة إلى مستوى قياسي جديد وسط نقص في الإمدادات في أوقيانوسيا والاتحاد الأوروبي، إلى جانب استمرار الطلب القوي من آسيا، وفق تقرير الأسعار الشهري.

وأشارت تقارير عالمية عدة إلى أنه من غير الواضح أن أسعار الزبدة في أسواق عديدة لن تجد نهاية قريبة لزيادة أسعارها التي تحقق قفزات منذ مدة طويلة قد تزيد عن العام.

وهناك عدد من الأسباب المعقدة وراء هذه الارتفاعات، منها: التحديات التي يواجهها مزارعو الألبان من فرنسا إلى نيوزيلندا، والتغيرات في شهية المستهلكين الآسيويين التي تحفز الطلب العالمي، والقرارات التجارية التي يتخذها مصنعو الحليب للدفاع عن أرباحهم.

كما يتوقع تقرير لوكالة بلومبرج، أن تزيد موجة الحر الأخيرة في أوروبا الضغط على إنتاج الألبان في أهم مواقع الإنتاج عالميا، إذ تأتي نحو 70% من صادرات الزبدة حول العالم من: أوروبا ونيوزيلندا، وقد بدأتا 2025 بانخفاض تاريخي لمخزوناتهما.

وتمثل الزبدة لبعض الدول سلعة إستراتيجية، ففي دولة مثل بولندا، يجري تخزين كميات منها، على غرار ما تفعله مع الغاز لتلبية احتياجات الطاقة، واضطرت حكومتها في الربع الأخير من العام الماضي إلى طرح كميات كبيرة من هذه المخزونات للتخفيف من الارتفاعات الجنونية للأسعار، قبل أن تنخفض لأول مرة بعد 14 شهرا من الزيادات في ديسمبر الماضي.

غير أن هذا التراجع في ديسمبر لم يستغرق وقتا طويلا، إذ عاودت أسعار الزبدة الارتفاع في شهر أبريل، وفق بيانات (الفاو).

وتعود جذور هذا النقص إلى عام 2022، عندما بلغ سعر الحليب في أوروبا ذروته حيث أثر التضخم وتكاليف الوقود بشدة على المزارعين، ما دفع مُصنعي الألبان إلى البحث عن أفضل طريقة لتحقيق أقصى قدر من الأرباح، وفق بلومبرج.

وقالت مونيكا توثوفا، الخبيرة الاقتصادية في (الفاو): "تُصنع الزبدة عن طريق إزالة الكريمة من الحليب الخام وخضها. وبمجرد اكتمال العملية، يتبقى لديك الزبدة واللبن الرائب»، مضيفة أن "اللبن الرائب له بعض الاستخدامات الصناعية، ولكنها محدودة نسبيًا.. يُستخدم في بعض الطهي، ولصنع منتجات ألبان أخرى، وكعلف للماشية"، وفق بلومبرج.

على النقيض من ذلك، "إذا كنت تصنع الجبن، فأنت تعالج كامل كمية الحليب"، كما قالت توثوفا. حتى المنتج الثانوي الناتج عن صناعة الجبن، والذي يُسمى مصل اللبن، مطلوب بشدة من قِبل صانعي الأغذية التجارية للنكهة والتغذية، أو من قِبل عشاق الرياضة لزيادة البروتين في أنظمتهم الغذائية.

يُنتج مُصنّعو الألبان في الاتحاد الأوروبي المزيد من الجبن. ونتيجة لذلك، انخفض إنتاج الزبدة في الاتحاد بشكل مطرد، ومن المتوقع أن يصل إلى أدنى مستوى له في 8 سنوات هذا الموسم، وفقًا لتقديرات وزارة الزراعة الأمريكية.

كما أصبح إنتاج الحليب نفسه أكثر صعوبة. في أوروبا، تتقلص أحجام قطعان المزارعين بسبب الضغوط المالية، ويواجهون الآن مخاطر إضافية على أبقارهم من فيروس اللسان الأزرق، وفقًا لما ذكره خوسيه سايز، محلل سوق الألبان في وكالة إكسبانا لتقارير الأسعار.

كما ينتشر مرض الجلد العقدي، الذي يمكن أن يحد من إنتاج حليب الأبقار المصابة، في إيطاليا وفرنسا.

وقالت سوزي ستانارد، كبيرة محللي منتجات الألبان في مجلس تنمية الزراعة والبستنة في المملكة المتحدة، إن مشتريات الزبدة الخام في المملكة المتحدة قد ازدادت. وأضافت: "المستهلكون القادرون على تحمل تكاليفها سيظلون يشترون الزبدة"، لكنهم ليسوا بمنأى عن ضغوط الأسعار.

ولا يُتوقع أن يتحسن وضع المستهلكين قريبًا. كما تتأثر أسعار الزبدة بالصراعات العالمية، وانقطاعات سلاسل التوريد، وحروب التعريفات الجمركية التي عصفت بجميع السلع الأخرى.

وقد تُفاقم موجة الحر التي شهدتها أوروبا في الأسابيع الأخيرة الوضع. فارتفاع درجات الحرارة قد يُقلل من إنتاج الأبقار الحلوب، ويزيد الطلب على منتجات أخرى تُنافس الزبدة على الكريمة الدهنية المُستخرجة من الحليب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك