عندما ينكسر القلب.. كيف تعيد الرياضة والعلاج النفسي النبض من جديد؟ - بوابة الشروق
الإثنين 8 سبتمبر 2025 10:19 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

عندما ينكسر القلب.. كيف تعيد الرياضة والعلاج النفسي النبض من جديد؟

سوزان سعيد
نشر في: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 10:07 ص | آخر تحديث: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 10:07 ص

كثيرًا ما نستخدم في كلامنا المعتاد تعبير "القلب المكسور" للإشارة إلى تعرض شخص ما إلى تجربة عاطفية مؤلمة، ولكن هل تعلم أن هذا المصطلح ليس تعبيرًا مجازيًا كما يظن البعض، بل متلازمة طبية تعرف باسم "متلازمة القلب المكسور" أو"تاكوتسوبو"، كما أن الأطباء ظلوا لفترة طويلة لا يعرفون علاجًا لهذه لحالة، إلى أن أجرى الباحثون تجربة عشوائية على عدد من المرضى من ذوي القلوب المكسورة، وتمكنت أخيرًا من علاج العديد من أعراضها التي قال الأطباء عنها سابقًا أنه لايمكن أن يشفى الشخص منها مدى الحياة.

فما هي متلازمة القلب المكسور؟ وماهي أعراضها؟ وما هي الأساليب التي اتبعتها التجبة لعلاج "تاكوتسوبو"؟.. يجيب التقرير التالي عن هذه الأسئلة.

-ما هي متلازمة القلب المكسور"تاكوتسوبو"؟

وفقًا لـ"مايو كلينيك"، متلازمة القلب المنكسر حالة مَرَضية للقلب تحدث غالبًا بسبب التعرض لمواقف مثيرة للتوتر ومشاعر شديدة الوطأة، ويمكن أن تحدث أيضًا بسبب الإصابة بأمراض جسدية أو جراحات خطيرة، وتكون متلازمة القلب المكسور مؤقتة عادةً، ولكنها قد يستمر الشعور بالإعياء بعد شفاء القلب لدى البعض.

-ما هي الأعراض التي يعاني منها أصحاب القلب المكسور "تاكوتسوبو"؟

وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، يشعر المصابون بمتلازمة القلب المكسور بأعراض مثل ألم مفاجئ في الصدر أو أنهم على وشك الإصابة بنوبة قلبية، وتؤثر متلازمة القلب المنكسر على جزء من القلب فقط، فهي تعوق لفترة وجيزة الطريقة التي يضخ بها القلب الدم، ويستمر باقي القلب في العمل كالمعتاد، وفي بعض الأحيان ينقبض القلب بمزيد من القوة.

ويرتفع خطر الوفاة المبكرة لدى المصابين به إلى الضعف مقارنة بالأشخاص العاديين.

يعاني أيضًا بعض المصابين به من قصور القلب، مما يؤدي إلى أعراض مثل الإرهاق، بالإضافة إلى قِصر العمر المتوقع.

-القلب المكسور يمكن إصلاحه

تم الكشف عن تفاصيل أول تجربة عشوائية مُحكمة في العالم لمتلازمة القلب المكسور خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، وهو أكبر مؤتمر لأمراض القلب في العالم، والتي وجدت أن 12 أسبوعًا من العلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى برنامج تمارين لاستعادة صحة القلب لمدة 12 أسبوعًا أيضًا، يشمل السباحة وركوب الدراجات والتمارين الهوائية، بالإضافة إلى جلسات نفسية قد ساعد قلوب المرضى على التعافي.

شملت الدراسة 76 مريضًا مصابًا بمتلازمة تاكوتسوبو، 91% منهم نساء، وبلغ متوسط أعمارهم 66 عامًا، وُزِّع المرضى عشوائيًا لتلقي العلاج السلوكي المعرفي، أو برنامج التمارين الرياضية، أو الرعاية الطبية الاعتيادية، وتلقى جميعهم الرعاية والعلاجات الأخرى التي أوصى بها طبيب القلب.

حصلت مجموعة العلاج السلوكي المعرفي على 12 جلسة فردية أسبوعيًا، تم تعديلها خصيصًا لحالتهم من قبل الباحثين، بالإضافة إلى الدعم اليومي إذا لزم الأمر.

خضعت المجموعة التي مارست التمارين الرياضية لدورة تدريبية مدتها 12 أسبوعًا، والتي تضمنت أجهزة ركوب الدراجات، وأجهزة المشي، والتمارين الرياضية، والسباحة، مع زيادة عدد الجلسات وتكثيفها تدريجيًا كل أسبوع.

استخدم الباحثون تقنية تصوير متطورة تُسمى مطياف الرنين المغناطيسي 31P، والتي تتيح دراسة كيفية إنتاج قلوب المرضى للطاقة وتخزينها واستخدامها.

-الرياضة والعلاج النفسي تزيد طاقة ضخ الدم للقلب

في مجموعتي العلاج السلوكي المعرفي والتمارين الرياضية، لوحظت زيادة ملحوظة في كمية الطاقة المتاحة لقلوب المرضى لتمكينها من ضخ الدم، وهو ما لم يُلاحظ لدى الأشخاص الذين تلقوا الرعاية الطبية المعتادة.

-تحسن في اللياقة البدنية

ارتفع متوسط المسافة التي يستطيع المرضى الذين خضعوا للعلاج السلوكي المعرفي قطعها في 6 دقائق من 402 متر إلى 458 مترًا. وتمكن الأشخاص الذين أكملوا برنامج التمارين من قطع مسافة 528 مترًا في المتوسط في ست دقائق، مقارنةً بـ 457 مترًا في البداية.

-زيادة الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين

لوحظت زيادة في الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين "VO2 max" لدى المرضى، وهو الحد الأقصى لكمية الأكسجين التي يمكن للجسم امتصاصها ونقلها واستهلاكها في الدقيقة لكل كيلوجرام من وزن الجسم خلال أقصى جهد بدني، والتي زادت بنسبة 15% في مجموعة العلاج السلوكي المعرفي و18% في مجموعة التمارين الرياضية، إذ تُعدّ زيادة مسافة المشي والحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين "VO2 max" علامتين على تحسن الصحة، لأنها تدل على كفاءة نظام القلب والأوعية الدموية واللياقة البدنية.

-العلاج الدوائي يمنح فوائد طويلة الأمد

بالرغم من أن التمارين الرياضية والعلاج السلوكي المعرفي ساهمت بشكل كبيرفي إصلاح القلوب المكسورة والحد من الأعراض، إلا أنه بحسب الخبراء، أشارت النتائج إلى أن العلاج الدوائي يمكن أن يمنح فوائد طويلة الأمد مثل تقليل الأعراض وخطر الوفاة لأولئك الذين يعانون من متلازمة القلب المكسور.

لا يمكن لنا أن تنبأ بما تخبئه لنا أحداث الحياة، فقد تحمل الأيام القادمة مفاجآت سارة أو العكس، وفي كل الأحوال يحاول العلم والطب دائمًا مساعدتنا في التكيف مع تحديات الحياة المختلفة، وربما كشف هذا التقرير أن فوائد ممارسة الرياضة تتجاوز الحصول على جسم مثالي والعيش بصحة أفضل، بل امتد أيضًا إلى القدرة على التعافي من صدمات الحياة وأزماتها، وربما يمكننا هذا من تفسير سبب القوة النفسية للأشخاص الذين اعتادوا على ممارسة النشاط البدني بانتظام، ولكن يبقى الإيمان بالله عز وجل هو ملاذ الإنسان في مواجهة تقلبات الحياة وخيبات الأمل التي تعتري الشخص من وقت لآخر، وأنه عز وجل يدبر الأمر ويختار الخير حتى وإن بدت الأحداث عكس ذلك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك