تشهد سماء العالم مساء اليوم خسوفًا كليًا للقمر يتزامن مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض، ليبدو أكبر وأكثر إشراقًا مما هو معتاد، فيما يُعرف بالقمر الدموي العملاق. ومع أن مشاهدة الظاهرة بالعين المجردة متاحة للجميع، فإن كثيرين يسعون إلى توثيقها بالصور، سواء عبر الكاميرات الاحترافية أو الهواتف الذكية.
وفي هذا التقرير، نعرض أبرز النصائح والإرشادات لتصوير هذا المشهد النادر، حتى تحصل على صور تذكارية تستحق المشاركة والاحتفاظ.
متى وأين يمكن مشاهدة الخسوف؟
بحسب موقع photography life، من المهم أن تعرف أن خسوف القمر لا يُرى في جميع بقاع العالم في الوقت نفسه، فالمشاهدة تعتمد على موقعك الجغرافي وظروف الطقس في منطقتك. لذلك، ينصح الخبراء بزيارة مواقع متخصصة مثل timeanddate.com أو استخدام تطبيقات فلكية مثل PhotoPills وStar Walk، حيث توفر معلومات دقيقة عن وقت بداية الخسوف، ذروته، وموعد نهايته، إضافة إلى اتجاه القمر في السماء. كما أن متابعة توقعات الطقس لا تقل أهمية، فالغيوم قد تحجب القمر كليًا، ما يستدعي أحيانًا الانتقال إلى مكان آخر بسماء صافية.
أساسيات يجب معرفتها قبل التصوير
يختلف تصوير القمر في لحظات خسوفه عن تصويره بدرًا في الليالي العادية، والسبب الرئيسي هو انخفاض شدة الضوء عندما يغمره ظل الأرض؛ لذلك فإن الإعدادات المعتادة قد لا تصلح دائمًا.
وينصح المصورون بالتخطيط مسبقًا لمكان وزاوية التصوير، سواء كان الهدف صورة قريبة للقمر بتفاصيله الدقيقة، أو مشهد بانورامي يظهر القمر بلونه الأحمر خلف عنصر أمامي مثل برج أو قوس أثري أو جبل. هذا التخطيط يمنح الصورة طابعًا فنيًا ويبرز ضخامة القمر بالنسبة لما يحيط به.
نصائح للمصورين بالكاميرات الاحترافية
إذا كنت تستخدم كاميرا رقمية احترافية من نوع DSLR أو Mirrorless، فالأفضل تشغيلها على الوضع اليدوي (Manual Mode) وعدم الاعتماد على الضبط التلقائي. وتعد الإعدادات الأساسية المقترحة:
فتحة العدسة: بين f/4 وf/8 لتوفير وضوح كافٍ.
سرعة الغالق: ابدأ بـ 1/125 ثانية مع بداية الخسوف، ثم أبطئها تدريجيًا مع ازدياد ظلام القمر.
ISO: في البداية يكفي 100–400، لكن مع الخسوف الكلي قد تحتاج إلى رفعها حتى 1600 أو 3200، مع الانتباه إلى الضوضاء الرقمية.
التركيز: يفضل ضبطه يدويًا على القمر قبل بداية الخسوف ثم إيقاف التركيز التلقائي.
ولا غنى عن حامل ثلاثي لضمان ثبات الكاميرا، خاصة عند استخدام عدسات طويلة تتجاوز 200 أو 300 ملم، حيث تكون أي اهتزازات بسيطة كافية لتشويه الصورة. كما يساعد استخدام مؤقت الكاميرا أو جهاز تحكم عن بُعد على منع الاهتزاز.
نصائح للتصوير بالهاتف الذكي
وبحسب ABC NEWS، إذا كنت من هواة التصوير بالهواتف الذكية، فالخسوف مشهد يمكن توثيقه حتى بكاميرا الهاتف، وإن كانت النتيجة أكثر بساطة مقارنة بالكاميرات المتطورة. والنصائح الأساسية هنا هي:
تثبيت الهاتف على حامل صغير أو سطح صلب لتفادي الاهتزاز.
استخدام الوضع الليلي (Night Mode) إن كان متوفرًا.
الضغط على القمر في الشاشة لتثبيت التركيز، ثم تعديل التعريض الضوئي يدويًا بسحب الإصبع لأعلى أو لأسفل حتى يظهر القمر بوضوح.
يفضل التصوير عند شروق القمر أو قبل غروبه مباشرة، حيث يكون أكثر سطوعًا وأقل صعوبة على حساسات الهاتف.
تجنب التكبير الرقمي، واستعن بعدسات إضافية أو اكتفِ بالزاوية الواسعة لالتقاط القمر مع عناصر من المشهد تضيف عمقًا للصورة.
يمكن تنزيل تطبيقات متخصصة مثل NightCap أو ProCam، التي تمنح المستخدم تحكمًا أكبر في إعدادات التصوير.
أخطاء شائعة يجب تجنبها
يحذر المصورون من بعض الأخطاء مثل: استخدام الفلاش الذي لن يؤثر على القمر البعيد، الاعتماد الكامل على الإعدادات التلقائية التي قد تفقد تفاصيل القمر وتجعله باهتًا أو مشرقًا أكثر من اللازم، وكذلك التصوير باليد فقط، لأن أي حركة بسيطة ستجعل الصورة ضبابية، خصوصًا مع طول زمن التعريض.
إلى جانب التوثيق لا تهمل الاستمتاع
ينصح الخبراء بأن تمنح نفسك وقتًا لمتابعة الحدث بعينيك أيضًا، فالقمر الدموي العملاق مشهد فريد لن يتكرر كثيرًا. صحيح أن الصور المميزة ستبقى ذكرى رائعة، لكن الأجمل أن تستمتع بالظاهرة النادرة بعيدًا عن الانشغال بالكاميرا فقط.