إبراهيم المعلم في حوار مع حازم شريف في أحدث حلقات CEO Level Podcast: مشكلات النشر مثل التزوير والاعتداء على حقوق الملكية لا يمكن حلها فرديا - بوابة الشروق
السبت 8 نوفمبر 2025 9:32 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

إبراهيم المعلم في حوار مع حازم شريف في أحدث حلقات CEO Level Podcast: مشكلات النشر مثل التزوير والاعتداء على حقوق الملكية لا يمكن حلها فرديا

كتبت ــ شيماء شناوى
نشر في: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 7:41 م | آخر تحديث: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 10:23 م


- مهنة النشر جسر للتكامل الثقافي العربي
- أول عناوين نشرناها كانت في الذرة والفلك والرياضيات.. وبدأنا بعشرين كتابًا فقط وسط مناخ ثقافي صعب
- الرقابة لم تكن تقتصر على استيراد الكتب فقط بل شملت أيضًا تصديرها
- بعد معاناة تداول الكتب المسموحة ألغى مبارك حظر تصدير الكتب بناءً على طلبي
- رحلة تأسيس دار الشروق بدأت في أجواء بالغة الصعوبة عقب 1967.. والانطلاقة الأولى كانت عام 1968، بينما شهد عام 1969 بداية التحرك الفعلي
- والدي اهتم بكتاب الطفل وأكد أنه يجب أن يصدر بنفس مستوى الكتاب العالمي من الجمال والدقة والكمال
- تركت الكتابة في الأهرام والهندسة معًا للعمل بمركز التنمية الصناعية للدول العربية
- كنت سأعمل مهندسا فى ألمانيا.. ووجدت أن أبى بعد العمر الطويل سيبدأ من الصفر فقلت "أنا مش هسيبه وأروح، وهقف جنبه.. ووقفت
لغاية دلوقتى".
- من مكافأة نهاية الخدمة وُلدت دار الشروق الصانعة للثقافة والفكر العربي
- مصر تأخرت في دخول التكنولوجيا الحديثة مقارنة بلبنان رغم ريادتها للنشر الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر

حلَّ المهندس إبراهيم المعلم، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، ضيفًا على الإعلامي حازم شريف في أحدث حلقات Level Podcast.

 

وكشف «المعلم» في الحلقة المذاعة على قناة جريدة المال على موقع يوتيوب، عن محطات مهمة في تاريخ تأسيس دار الشروق للنشر، كما تطرق إلى قضايا متنوعة مرتبطة بصناعة الطباعة والنشر وتحدياتها ومستقبلها، وأساليب انتقاء الكتب للنشر، وأهمية الكتاب المدرسي، وتشجيع الصناعات الإبداعية.

كما تناول مشكلات ملكية الأندية الجماهيرية، وغيرها من القضايا الرياضية، بالإضافة إلى نقاش جاد حول مستقبل صناعة المحتوى في مصر والعالم.


تحدث إبراهيم المعلم خلال الحلقة عن رحلة تزيد عن نصف قرن في مجال النشر، لم يكن الحديث عن الكتب وحدها، بل عن علاقة الإنسان بالمعرفة، وعن تلك الرحلة الطويلة التي بدأت من بيت جعل من القراءة عادة يومية، ومن الكلمة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مشروعًا تجاريًا.

من دار القلم إلى دار الشروق، تتشابك الحكاية الشخصية مع التاريخ العام، بين البدايات الصعبة والتأميم وأزمات الورق والطباعة ومحاولات إعادة إحياء القراءة في قلب القارئ العربي، حتى تحولت إلى جسر ثقافي بين القاهرة وعواصم البلاد العربية.

من اتحاد الناشرين المصريين ثم العرب، كانت دار الشروق تحفر لنفسها مكانًا في مشهد النشر العربي والعالمي. لم يكن الأمر سهلاً؛ فالإبداع في فترات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كان يواجه قيودًا إدارية، لكنه في المقابل وجد جمهورًا يقرأ بنهم، وكتب عشرات الآلاف من النسخ في أيام قليلة، بوعي رجل يؤمن بأن الثقافة هي القوة الناعمة التي لا تسقط مهما تهاوت الأنظمة.

الحديث مع إبراهيم المعلم ليس عن الماضي فقط، بل عن فلسفة النشر كصناعة ورسالة. ما بين حكايات الورق وشروط التوزيع، يطل وعي رجل يؤمن بأن الثقافة هي القوة الناعمة التي لا تسقط مهما تهاوت الأنظمة.

استعاد المهندس والناشر إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، بدايات رحلته الدراسية، متحدثًا عن أولى محطات تكوينه في مدرسة النقراشي النموذجية، التي ظل يحمل لها امتنانًا خاصًا رغم مرور السنين، مؤكدًا أنها شكّلت مرحلة مؤثرة في تكوينه الشخصي والإنساني.

وقال: "الحقيقة أنا كنت في مدرسة جميلة، وبنفتكرها لغاية دلوقتي بكل خير واعتزاز ومحبة، رغم إنها تقريبًا ما بقتش موجودة، اللي هي مدرسة النقراشي النموذجية. ودي أثرت فيَّ وفي زملائي تأثيرًا بالغًا، ولسه زملاء الفصل أصدقائي حتى الآن".

وأضاف: "وبعدين دخلت هندسة القاهرة، وبرضه كانت تجربة ثرية، وفيها سلبيات كتير وإيجابيات أقل"، موضحًا: "كان في أساتذة متميزين على أعلى مستوى، نسبتهم قليلة، وفي أساتذة أكتر رأيي فيهم سلبي ولا زال. في أوائل الستينيات كانت الظروف صعبة، وما أظنش إنهم كانوا متمثل فيهم حكاية التعليم الجامعي وإنك أستاذ بمعناه الحقيقي، إنما كان هناك أيضًا أساتذة بفتكرهم وبدين لهم بكل شيء".

وأشار المعلم إلى أن شغفه بالثقافة لم يكن وليد المصادفة، بل هو امتداد طبيعي لجوٍّ أسري غلبت عليه القراءة والفكر، قائلاً:

"دايمًا كانت الثقافة والنشر والأدب جزءًا من حياتي، بحكم والدي ووالدتي والبيت. وأنا في كلية الهندسة اشتغلت في القسم الرياضي بالأهرام، تحت التمرين شوية ومحرر شوية، اشتغلت لعدة أسباب، منها إني كنت بطل رياضي ولسه معتزل، وفي نفس الوقت حسّيت إن القسم الرياضي ده أكثر قسم تقدر تعبر فيه بحرية وموضوعية وانطلاق أكتر. كان الأستاذ نجيب المستكاوي رئيس القسم، وأول رئيس ليا، وكانت ليا فرصة كويسة خاصة إن وقتها كانت في دورات أولمبية وغيرها".

وفي سؤال حول بدايته الرياضية، قال المعلم إنه كان يمارس أكثر من رياضة منذ صغره، موضحًا: "كنت بمارس السباحة وكرة الماء، وكنت بطل مصر في سباحة الفراشة وعضو منتخب مصر في كرة الميه، وبطل مصر وأنا عمري 14 سنة. مثلت مصر في دورة بيروت، وتقديرًا للنبوغ المبكر زي ما كتب الأستاذ نجيب في حديث الرياضة بالأهرام، أنا اللي قلت القسم قدام اللعيبة في معسكر الإعداد. كانت تجربة هائلة".

وأشار المعلم إلى أنه اعتزل اللعب مبكرًا، قائلًا: "اعتزلت بدري قوي وأنا صغير، وكنت في منتخب مصر لكرة الماء المسافر لدورة طوكيو الأولمبية، وبعدين جه تشخيص طبي طلع بعدين إنه غلط. المهم، اعتزلت بسبب ده ورحت اشتغلت في الأهرام".

وأضاف أن والده كان قلقًا من انجذابه للصحافة: "أبويا كان خايف جدًا إن الصحافة تخدني وماكمّلتش هندسة. هو حس إن أنا متضايق، مش مبسوط من حاجات في الكلية، فكان موصيهم إنهم يراعوني، وأنا كنت في قسم هندسة إنتاج، لكن في الآخر حصل نوع من التصالح، وبقى قسم كويس، وعملنا مشروع خدنا فيه امتياز واتخرجت".

وردًا على سؤال حول عمله بعد التخرج، أوضح المهندس إبراهيم المعلم أنه ترك الأهرام والهندسة معًا، ليلتحق بمركز التنمية الصناعية في جامعة الدول العربية، قائلًا: "سبت بقى الأهرام والهندسة، واشتغلت في مركز التنمية الصناعية. المركز كان بيعمل على تنمية الصناعة في العالم العربي، وكان من أهم وسائل تنمية الصناعة إننا نخلي المصانع الكبرى في كل الدول العربية تعرف ما يتم في العالم من تطوير واكتشافات وأبحاث جديدة".

وأضاف موضحًا طبيعة عمله في تلك الفترة: "كان في قسم نشر صناعي أنا مسؤول عنه، رغم إني لسه متخرج. كنا عايزين كل الأبحاث الجديدة في عدد كبير من التخصصات نوصلها لأكبر عدد من رجال الصناعة في العالم العربي عشان يكونوا جزءًا من التقدم العالمي. وكنا بنعمل سلسلة كتب في رفع الكفاءة الإنتاجية وغيرها. والحقيقة عملنا نشاط كويس خلال سنة".

 

- تأسيس دار القلم ونشر الكتب العلمية

وأشار المعلم إلى أن والده، محمد المعلم، كان قد أسس دار القلم، قائلاً: «كان الوقت ده والدي عمل دار القلم، والحقيقة حققت نجاحًا هائلًا».

وفي سؤال حول والده ونشأة دار القلم، قال المعلم: «والدي خريج كلية علوم، وكان نشيطًا، ووقتها كانت في حاجة اسمها الحركة الوطنية من كل الأحزاب ومن كل الشباب، وكانوا متحمسين مع بعض علشان الاستقلال. ولما اتخرج عمل عدة محاولات، منها دار نشر أصدرت ثلاثة كتب، منها كتاب عن الذرة والقنابل الذرية للعالم العبقري الدكتور مصطفى مشرفة، وكتاب عن علم الفلك وآخر في الرياضيات».

وأضاف: «ما قدرش يكمل ساعتها، كانت الحرب العالمية قامت، ومافيش ورق ولا إمكانيات. اشتغل في الصحافة، واشتغل مدرس في الخديوية، وبعدها معيد في كلية العلوم، وبعدها في الإذاعة، وبعدين عمل دار القلم سنة 1959 التي حققت نجاحًا هائلًا وسريعًا إلى أن أُمِّمت بطريقة ما سنة 1966».

وعن سبب تأميمها، أوضح: «اتأممت لأنها كانت كبيرة وناجحة، أظن كده. هم أمموا اثنين: دار المعارف ودار القلم. إنما دار القلم ما قيل حينها إنه شراء، بس هذا الشراء طلع القيمة صفر، والنتيجة إنها اختفت طبعًا، اتقسمت واختفت. حتى المطابع بتاعتها إدوها لوزارة التموين عشان تعمل أكياس لحمة».

مضيفًا: «المهم بعدها والدي اشتغل رئيس مجلس إدارة شركة قطاع عام، وبعدها الظروف اتغيرت».

وفي سؤال حول الكُتّاب الذين تعاونوا مع دار القلم، قال المعلم: «كانت بتشتغل مع أكبر الكتّاب في مصر والعالم العربي. دار القلم نشرت للكبار بما فيهم العقاد وغيره من قامات الفكر، وترجمت مؤلفات مهولة من كل العالم، وهذا الإرث الثقافي الواسع شكّل قاعدة صلبة انطلقت منها دار الشروق في بدايتها».

وقال المعلم: «بعد دار القلم عملنا دار الشروق. ابتدت من سنة 1968 دار الشروق بيروت ودار الشروق القاهرة. وأنا كنت رايح أشتغل مهندس بتخصصي في ألمانيا، وفوت المحطة في بيروت، فلقيت أبويا بعد العمر ده بيبتدي من الصفر، فقلت أنا مش هسيبه وأروح، وهقف جنبه، ووقفت بقى لغاية دلوقتي. فابتدت دار الشروق في 1968».

وقال المعلم إن رحلة تأسيس دار الشروق بدأت في أجواء بالغة الصعوبة عقب 1967، موضحًا أن الانطلاقة الأولى كانت عام 1968، بينما شهد عام 1969 بداية التحرك الفعلي.

وأضاف: «طبعًا كانت الظروف صعبة لأنها بعد مأساة 67، فكانت كل الظروف الثقافية والفكرية والإبداعية والتسويقية في مناخ بالغ الصعوبة، وابتدينا في الوقت ده نعمل بإيدينا وأسناننا».

وأشار إلى أن دار القلم التي سبقت الشروق كانت تملك رصيدًا كبيرًا لدى الكتّاب والقراء، موضحًا: «ابتدينا ننطلق برأس مال صغير قوي، هو مكافأة نهاية خدمة والدتي، واشتغلنا ليل ونهار، وحرصنا على أن يكون الكتاب متميزًا موضوعًا وشكلًا وإخراجًا وطباعة وتوزيعًا لتكتمل السلسلة بالكامل. وبحثنا عن أهم المؤلفين وأحسن المبدعين من الكبار والناشئين على حد سواء، واهتمينا اهتمامًا خاصًا بكتاب الطفل. والدي قال إن الكتاب لازم يكون في نفس مستوى أجمل وأدق وأكمل كتاب عالمي، مش هنقول للطفل العربي مستواك الثقافي والحضاري أقل من الطفل العالمي. فالطفل لازم يحب الكتاب ويقبل على القراءة بالمقاييس العالمية المتعارف عليها، وبدأنا نتميز في كتب الأطفال، وحصلنا على جوائز من سنة 1982، وفزنا بميدالية فضية عن أجمل كتاب طفل في نفس السنة».

وفي سؤال حول أبرز المشكلات التي واجهت النشر بعد أن بدأت الدار تحقق نجاحًا، قال المعلم: «ابتدينا نواجه مشكلات ما يقدرش أي ناشر لوحده يحلها، أولها مشكلة الرقابات: حرية النشر وتداول الكتاب واستيراده وتصديره والوصول للمعلومة، بالإضافة إلى مشكلة التزوير والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، وهذه القضايا لا يمكن حلها فرديًا، بل تحتاج إلى اتحادات ناشرين ونقابات، وفي الآخر تعاون حكومات».

وأضاف: «حتى لو نظمنا اتحادات على أعلى درجة من الفهم والكفاءة، مش هيعملوا قانون ولا عندهم هيئة إنفاذ قانون، فلازم الحكومات تكون على نفس الدرجة أو أعلى حتى لإدراك مصلحة الأمن القومي الحقيقي».

ورأى المعلم أن المهنة نفسها كانت بحاجة إلى تطوير كبير، مفسرًا ذلك بقوله: «العالم العربي كان فيه دور نشر كتير، معظمها صغيرة، ومش عارفين ينجحوا النجاح الكامل بسبب مشاكل الحرية. وحرية النشر مش بس في السياسة، ساعات كتاب علمي بيتأخر شهور في الرقابة لأنك بتقدمه لـ22 جهة رقابة، ولحد ما الموضوع ياخد دوره بيبقى قديم».

وتابع: «صناعة الكتاب بدأت تحتاج لتطور هائل في الشكل والمضمون والطباعة»، مشيرًا إلى أن مصر تأخرت في دخول التكنولوجيا الحديثة مقارنة بلبنان التي كانت سباقة في ذلك.

وقال: «في الوقت ده، كانت مصر رائدة النشر الحديث من منتصف القرن الـ19، وكان فيها ست دور نشر مصرية من أيامها بتطبع وتحقق كتب تراث وأدب ومؤلفات أطفال، والريادة دي استمرت وتنوعت، وكان أول اتحاد ناشرين مصري عام 1950 / 1951».

 

- مشكلات الرقابة على الكتب

 

وفي حديثه عن تاريخ الرقابة على النشر، أوضح المهندس إبراهيم المعلم أن الرقابة المسبقة على الكتب بدأت تفرض حضورها بقوة منذ ستينيات القرن الماضي، قائلاً: «أنا لما ابتديت أشتغل كان الوضع كده؛ لازم تقدم الكتاب للرقابة قبل النشر، والرقابة ممكن توافق أو تعترض أو تطلب تعديلات، وفي أحيان كثيرة كنا نصل إلى اتفاق».

وأشار المعلم إلى أن الإجراءات الإدارية في تلك الفترة كانت تمثل عقبة حقيقية أمام صناعة النشر، موضحًا:

«كان في أزمة في الورق، واستيراده واقف، والمصانع في بدايتها. كان الناشر لازم يقدم طلب لوزارة التموين عشان ياخد ورق»،

وأضاف بنبرة مازحة: «لاحظنا أنه لو مؤلف الكتاب صحفي ياخد بسرعة، غير كده ممكن ما يجيش الدور أصلًا».

وتحدث المعلم عن طبيعة مهنة النشر بوصفها جسرًا للتكامل الثقافي العربي، قائلًا: «مهنة النشر فيها تكامل ثقافي عربي، سواء كنت مدركًا أو غير مدرك، مؤمنًا أو غير مؤمن، لأن دي الطبيعة. أي ناشر طبيعي عايز أي مؤلف أو مبدع أو عالم في العالم العربي يبقى مؤلف محتمل ليه، وأي قارئ عربي يحب يقرأ كتب أي بلد عربي تاني. ووقتها كان في حاجة اسمها "ت.ص" يعني استمارة تصدير، لازم تعملها، والعائد لازم يرجع خلال ستة شهور، وإلا تروح المحكمة وتدخل القفص، حتى لو اللي بتصدر له حكومة عربية وهي من تأخرت في الدفع».

واستعاد المعلم موقفًا طريفًا لكنه كاشف لطبيعة البيروقراطية وقتها، موضحًا أن الرقابة لم تكن تقتصر على استيراد الكتب فقط، بل شملت أيضًا تصديرها، متابعًا: «الحقيقة أنا أظن إن ليا الفضل في رفع الحظر ده، لما الرئيس حسني مبارك زار معرض الكتاب أول مرة، طرحت القضية أمامه، وفعلاً اتفاجئ جدًا، وكان وقتها الدكتور فؤاد محيي الدين رئيس الحكومة، ودافع عن الموضوع والرقابة، فقلت: كتاب مسموح بتداوله في مصر، تيجي تصدره يمنعوك؟ إيه المنطق! لكن في النهاية اتحلت المشكلة».

ثم أشار إلى البيروقراطية مستشهدًا بـ«لجنة البت» التابعة للهيئة العامة للكتاب، التي كانت تراجع جميع أسعار الكتب لتتأكد أنها حقيقية وليست مزوّرة، قائلاً: «كان ممنوع تدي خصم أكتر من 30%، وكانوا خايفين إن حد يزوّر الأسعار علشان يهرّب عملة! وده طبعًا مستحيل تحسبه بدقة، لأن الكتب أنواع ورقها وأسعارها بتتغير من سنة لسنة، ومن ناشر لغيره، ومن مؤلف للتاني».

وأوضح أن النتيجة كانت أن التصدير من مصر أصبح بالغ الصعوبة ويستغرق وقتًا كبيرًا جدًا، وهو ما أسهم بشكل غير مباشر في انتشار ظاهرة التزوير، قائلاً: «الناشر لما بيطلب كتب من مصر، ما يقدرش يخلص الإجراءات في أقل من أسبوع بين الرقابة والموافقات، فابتدت حركة التزوير من وقتها».

 

كما تحدث المهندس إبراهيم المعلم عن المشكلات التي واجهت صناعة النشر في مصر، قائلاً: «كانت عندنا مشاكل (ت.ص) ولجنة البت، ومشاكل تانية كتير، وماكانش فيه اتحاد ناشرين في مصر. ودار الشروق لوحدها كانت بتتعاون، بس طبيعي مش قادرة تشيل الصناعة كلها».

وأشار إلى أن هذه الظروف الصعبة دفعته للبحث عن حلول خارج الأطر التقليدية، موضحًا: «لجأنا لجمعية رجال الأعمال. رحت وقتها للأستاذ سعيد الطويل، وقلت له: عندنا صناعة مهمة جدًا اسمها النشر والطباعة، وما عندناش اتحاد ناشرين، فعايزين نعمل شُعبة أو أي كيان يمثلنا، وكانت استجابته سريعة، ودخلت جمعية رجال الأعمال، وكانت لجنة التصدير برئاسة السيدة نائلة علوبة، وفعلاً اهتموا جدًا. ومن خلال الجمعية قدرنا نلغي لجنة البت، والناس وقتها اتخضت، بس بعد الإلغاء اكتشفوا إن كل حاجة بقت أفضل».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك