إعلاميون وخبراء: الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والجهد لكنه يفرض تحديات ويحتاج وعيا مهنيا - بوابة الشروق
السبت 8 نوفمبر 2025 11:14 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

إعلاميون وخبراء: الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والجهد لكنه يفرض تحديات ويحتاج وعيا مهنيا

محمد فتحي ومحمد الكميلي
نشر في: السبت 8 نوفمبر 2025 - 7:36 م | آخر تحديث: السبت 8 نوفمبر 2025 - 8:16 م

أكد خبراء وإعلاميون أن الذكاء الاصطناعي يشكّل تحولًا جوهريًا في العمل الصحفي والإعلامي، إذ يتيح أدوات بحث وإنتاج متطورة تختصر الوقت والجهد، لكنه يطرح في الوقت ذاته تحديات تتعلق بالمصداقية والتحكم بالمعلومات.

وشدّد المتحدثون خلال جلسة أدارتها الإعلامية ريهام الديب، عضو الهيئة الوطنية للإعلام والمذيعة بالقناة الأولى، تحت عنوان «الصحافة في عصر الذكاء الحر»، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من «منتدى مصر للإعلام»، على أن الذكاء الاصطناعي، رغم ما يوفره من فرص، لا يمكن أن يحل محل العقل البشري أو يغني عن دور الصحافة والإعلام.

وقال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن الذكاء الاصطناعي وفر وقتًا وجهدًا كبيرين للصحفيين مقارنة بما كان عليه العمل الصحفي في الماضي، حين كان إعداد موضوع واحد يتطلب أيامًا من البحث في الأرشيف الورقي.

وأضاف حسين أن الذكاء الاصطناعي أتاح للصحفيين أدوات بحث كبيرة يمكن الاستفادة منها، لكنها تحتاج إلى عقل قادر على توظيف تلك الأدوات، مؤكدًا أنه ما لم يصل الذكاء الاصطناعي إلى تفوق العقل البشري، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فلا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري.

وأوضح حسين أن المعلومات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي في جوهرها تعتمد على جهود بشرية سابقة، مشيرًا إلى أن الإعلام ومهنة الصحافة ستظل قائمة إلى قيام الساعة، والفارق الوحيد يكمن في الوسائل.

وحذر من خطورة تداول الأخبار المضللة على نطاق واسع، مستشهدًا بخبر مزيف عن اعتذار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن بناء سد النهضة وتسليمه لمصر، وما رافقه من تصديق وترويج عبر صحفيين ومنصات إعلامية.

وأشار إلى أن غياب الوعي لدى الصحفي والجمهور يؤدي إلى خداع الناس بأخبار زائفة يمكن أن تؤثر على وعى الأمة بأكملها، مؤكدًا أن العالم العربي ما زال مستهلكًا للتكنولوجيا وليس منتجًا لها، ويعتمد على وكالات أجنبية ووسائل إعلامية تفتقر إلى شبكة مراسلين كاملة وقدرات إنتاجية منافسة.

وشدّد حسين على أن تطبيق المعايير المهنية الصحيحة يؤدي إلى إنتاج إعلامي يعكس الشفافية والحوكمة، وأن الصحفي يجب أن يظل باحثًا عن الحقيقة، ملتزمًا بمعايير التحقق والدقة في كل مراحل إنتاج المادة الصحفية.

وأكد أهمية امتلاك المؤسسات الإعلامية أجهزة ومجالس تحريرية قوية قادرة على التمييز بين العمل الأصيل والعمل المنتج بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن من يمتلك أدوات الذكاء الاصطناعي هو من يتحكم في السرديات والمعلومات الموجهة إلى الشعوب، مؤكدًا على ضرورة توعية المواطنين بالحقائق أولًا بأول لتجنب التضليل الجماعي.

من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد العزيز، الكاتب والباحث في شؤون الإعلام والاتصال، إن الذكاء الحر يمثل ثمرة التعاون بين الإنسان والآلة، إذ يقدم فرصًا كبيرة للعاملين في الإعلام، لكنه يطرح تحديات ومخاطر، أبرزها التفاوت بين من يملك التكنولوجيا ومن يستخدمها.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعيد تشكيل التاريخ والتلاعب بالسرديات الوطنية إذا لم تُصان قدراتنا الإنتاجية.

وأوضح أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأمريكية، فادي رمزي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من صناعة المحتوى الإعلامي، بدءًا من الفكرة إلى الترجمة، تحت إشراف العنصر البشري، مؤكّدًا أن التحول التقني يحتاج إلى وعي لحوكمته، وحق الجمهور في معرفة ما هو مصنوع بالذكاء الاصطناعي وما هو من إنتاج البشر.

وأشار إلى وجود برامج يمكنها تحليل المقالات لمعرفة مدى اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، مؤكّدًا ضرورة توعية الجمهور للتحقق من صحة المحتوى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك