اختارت منة فاضل، شابة عشرينية من مرسى مطروح، أن تحوّل فناجيل القهوة إلى لوحات فنية تجمع بين حروف الخط العربي وألوان الحفر البارز، مع شخصيات كرتونية وأبيات شعرية تستحضر ذكريات الطفولة، لتضفي على فناجيل القهوة لمسة فنية تنبض بالحياة.
وقالت منة، خريجة كلية الزراعة، إنها أحبت الرسم منذ طفولتها، وسعت لإيجاد وسيلة تجعل أعمالها أكثر انتشارًا باستخدام أدوات الحياة اليومية، لتصبح فناجيل القهوة الخيار الأمثل، باعتبارها جزءًا من الروتين اليومي وقطعة زخرفية عند استقبال الضيوف.
وأضافت أنها بدأت بالنحت على قطع السيراميك المستخدمة في الهدايا، ولاحظت إمكانية كتابة التهاني على الفناجيل يدويًا، لتبقى محفوظة وتفوق كروت المعايدات التي قد يتم التخلص منها لاحقًا.
وعن اختيار رسوماتها، أشارت منة إلى تأثير شخصيات الرسوم المتحركة في طفولتها، مما جعلها تركز على هذه الشخصيات، ولاحظت إقبالًا كبيرًا من جيل التسعينات، خاصة الفتيات، على هذه الرسومات المرتبطة بذكريات الطفولة.
الفنجال وإحياء الثقافة العربية
وأكدت منة أن استخدام الاقتباسات والأشعار على بعض الفناجيل يأتي من حبها للقراءة ورغبتها في تعزيز ارتباط الأشخاص بثقافتهم العربية، بدلاً من العبارات الإنجليزية، مضيفة فن الخط العربي في كتابة الأسماء، ليضفي بعدًا فنيًا مميزًا على القطع.
وقالت إن الرسائل المكتوبة على الفناجيل تحمل أثرًا نفسيًا، إذ يمكن أن تكون عبارة صباحية عند شرب القهوة أو اقتباسًا يرفع المعنويات عند الإهداء. وأوضحت أن الرسم اليدوي يتميز عن الطباعة الحديثة بصعوبة تكراره، ما يجعل كل قطعة فريدة ومميزة، بعكس الرسومات المطبوعة المتكررة.
الترويج للفن اليدوي في مرسى مطروح
وعن تجربتها في الترويج للفن اليدوي بمحافظة مرسى مطروح، أشارت منة إلى قلة الوعي بأهمية هذا الفن رغم ارتباطه بالتراث البدوي، مؤكدة أنها كانت من القلائل الذين يروجون له، وبدأت أعمالها تلاقي رواجًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتصبح مصدر إلهام لمحبي الفن اليدوي في المنطقة.