منتدى مصر للإعلام.. خبراء: الصحافة لن تموت تأثرا بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بل تتعزز وتزداد قوة - بوابة الشروق
الأحد 9 نوفمبر 2025 12:34 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

منتدى مصر للإعلام.. خبراء: الصحافة لن تموت تأثرا بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بل تتعزز وتزداد قوة

محمد فتحي وآلاء يوسف وأحمد السعدني ومحمد الكميلي:
نشر في: السبت 8 نوفمبر 2025 - 1:35 م | آخر تحديث: السبت 8 نوفمبر 2025 - 1:35 م

طارق نور: افتتاح المتحف المصري الكبير بيّن أهمية المعلومة والإبداع والابتكار في الإعلام سيظل قائمًا.. كارولين فرج: السوشيال ميديا أصبحت السلطة الخامسة والتكنولوجيا تصنع محتوى بلا روح.. مايا سبليني: لا إعلام حقيقي بلا ثقة ومصداقية بين الوسيلة والجمهور.. فوتر فان تونجرين: الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لا بديل عن الإنسان

 

أجمع خبراء وإعلاميون على أن المشهد الإعلامي يشهد تحولا جذريا بفعل الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي، الذي بات عنصرا فاعلا في صناعة المحتوى وإدارته، لكنه لا يمكن أن يحل محل الإنسان في جوهر المهنة القائم على الإبداع والمصداقية والمسؤولية والثقة.

وأكدوا خلال مشاركتهم في جلسة أدارها الإعلامي عمرو عبد الحميد المذيع بقناة الغد تحت عنوان «الإعلام.. كيف تغيّر؟» ضمن فعاليات النسخة الثالثة من «منتدى مصر للإعلام»، أن مستقبل الإعلام يتوقف على قدرة المؤسسات والعاملين فيها على التكيّف مع أدوات العصر دون التفريط في القيم المهنية والأخلاقية، وعلى بناء تشريعات وضوابط تضمن الاستخدام الآمن والعادل للتكنولوجيا.

وقال طارق نور، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن المعلومة بدأت عندما كتب المصريون القدماء المعلومة على الحجر، وافتتاح المتحف المصري الكبير بيّن أهمية المعلومة.

وأضاف نور، أن من يتحكم في الإعلام اليوم، هم أصحاب الوسائل، والعصمة اليوم في يد أصحاب الشركات الكبيرة مثل ميتا وتيك توك ومنصة إكس، لأن لديهم آلة رقابة حول ما نقوله، لكن من يتحكم غدا هذا موضوع آخر".

وأشار رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى أن في النهاية الماكينات هي التي ستصنع القرارات، لكن مناعة الإنسان ستكون أقوى، والإنسان سيكون قادرًا على حماية نفسه عن طريق التشريعات والقوانين.

ولفت نور إلى أن الخوف من الذكاء الاصطناعي يتمثل في: "هل هو من يتحكم فينا أم نحن من سنتحكم فيه؟".

ونوه إلى أن المحتوى والإبداع والابتكار في الإعلام سيظل قائمًا، لكن من دون وسائل إعلان لا يساوي شيئًا، مضيفا أننا وجدنا أشخاصا مبدعة في تيك توك كنا لا يمكن أن نجدهم دون هذه الوسيلة، لكن المشكلة هنا هل الآلة قادرة على الإبداع أم لا؟".

وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح يجيد التفكير، وأصبحنا نستعمل الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، لكن مقدار علمنا به هو الذي سيجعلنا نستخدمه بشكل سليم".

وضرب نور مثال حول استخدمات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا وتأثيرها، قائلا: أثرت مرة من المرات منصة إكس على الانتخابات في البرازيل، وبعدها تواصل رئيس البرازيل مع إيلون ماسك مالك المنصة، لعدم وجود المنصة في البرازيل، لكن طلبه رُفض من قبل إيلون ماسك، وهذا ما دفع البرازيل لسن تشريعات لخروج إكس منها، وبعدها خرجت إكس من البرازيل احترما للتشريعات البرازيلية، لذا فالأهميةً تكمن في التشريع، لوضع قواعد لاستخدام الذكاء الاصطناعي".

من جهتها، قالت كارولين فرج نائبة رئيس شبكة CNN العالمية ورئيس تحرير CNN بالعربية، إن التغيير في صناعة الإعلام يعتمد على نضج العاملين في المؤسسات الإعلامية؛ مؤكدة أن السوشيال ميديا الآن هي السلطة الخامسة، معتبرة أن ذلك أصبح واقعًا ولو لم يتم الاتفاق معه.

وأشارت إلى أن الإحصائيات تتحدث عن أن 60 ‎%‎ من سكان العالم العربي الآن دون سن 30 عامًا؛ وبالطبع السوشيال ميديا لافتة لتلك الفئة العمرية، معتبرة أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح يقومان بكثير من الأشياء؛ ما يجعله يشبه دور القيادة.

ولفتت إلى أنه على الرغم من بحث الوسائل الإعلامية عن نسب المشاهدة؛ إلا أن الأمر يتوقف على مبادئ كل مؤسسة إعلامية؛ فالجمهور يريد الحقيقة، فإذا كانت الشراكة بين الجمهور والمؤسسة مبنية على الاحترام فلابد من تكون الحقيقة والإنسان هما الأولوية.

وأكدت أن التكنولوجيا بالفعل تعتمد عليها كثير من الأشياء لكنها تصنع محتوى بلا روح، مشددة على أن الروح في الرسالة الإنسانية لا زالت مرتبطة بالإنسان.

وتابعت: عقد الشراكة بين الوسيلة الإعلامية والقارئ هو الحقيقة، مؤكدة ضرورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في توصيل المعلومة إلى القارئ، وليست في خلق معلومات من جانبه..

وقالت إننا كأجيال مختلفة بدأنا بالكتابة باليد حتى وصلنا إلى الهواتف، وهي الحقيقة التي تفرض على الصحفي أو الإعلامي ضرورة الحفاظ على مهارة التعلم طوال الوقت، مشددة على ضرورة تدقيق المعلومات التي تنتجها أدوات الذكاء الاصطناعي.

وأشارت إلى أنه حينما نستعمل صورة أو إنتاج إخباري ناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي يجب علينا توضيح ذلك للجمهور القارئ.

وأكدت مايا سبليني، مديرة تحرير القسم العربي بقناة فرانس ٢٤، أن الالتزام بمبدأ الحيادية هو قاعدة أساسية في العمل الإعلامي، والتي تتمثل في منح المساحة للجميع للدفاع عن وجهة نظرهم، لأن على هذا الأساس تبنى الثقة والمصداقية.

وأضافت:" إذا لم توجد هناك ثقة ومصداقية بين الوسيلة والقارئ لن يكون هناك عملا إعلاميا حقيقيا، معتبرة أن هناك قواعد أساسية في المهنة لإرساء الموضوعية على رأسها فتح المجال أمام الرأي والرأي الآخر".

وأشارت إلى أن القناة لديها لجنة كشف تعمل منذ 2023 لتقييم أخلاقيات العمل مع الذكاء الاصطناعي، وبناء على عملها ترفض القناة العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المادة الإعلامية، باستثناء حالة واحدة تتمثل في الرسوم وليس الصور مع الإشارة إلى أن الرسمة المستخدمة مولدة بالذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن اللجنة تعمل بشكل مستمر لتحديث ما هو مسموح استخدامه بالذكاء الاصطناعي في الإعلام وما هو غير مسموح، وفق أخلاقيات المهنة.

ولفتت إلى أن مهنة الصحافة لن تموت تأثرًا بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بل تتعزز وتزداد قوة نظرًا لأن ركائز المهنة نفسها لن تتغير، وكذلك المصادر.

وفيما يتعلق بالمخاوف اعتبرت أن العمل أصبح أصعب لأن الأخبار المريفة أصبحت تتكاثر، والكشف عن المحتوى الحقيقي أصبح يتطلب مجهود بشري أكبر وميزانيات مالية أكبر.

وقال فوتر فان تونجرين، الرئيس التنفيذي ل RNTCMedia، إنهم يقومون بتدريب الصحفيين ويشاركونهم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ويدربوهم على كيفية استخدامه، مشيراً إلى أن هناك الكثيرين ليسوا على دراية بكيفية إستخدامه.

وأضاف أن التكنولوجيا خلقت للمساعدة وعلينا استخدامها كأداة، مشيراً إلى ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع أخلاقيات المهنة والتأكد من المعلومات الصادرة عن الذكاء الاصطناعي وأن تتحلى بالمصداقية.

وانطلقت صباح اليوم، فعاليات النسخة الثالثة من «منتدى مصر للإعلام» تحت عنوان «2030.. من سيستمر؟» ويستمر حتى غد الأحد في القاهرة، بمشاركة أكثر من 2500 صحفي من مصر والمنطقة وأنحاء العالم.

وتعد جريدة الشروق شريكًا إعلاميًّا لنسخة المنتدى الثالثة، بالإضافة لعدد من الشركاء المصريين والإقليميين والدوليين البارزين.

وكشفت إدارة «منتدى مصر للإعلام» عن أن نسخة هذا العام ستبحث مستقبل صناعة الإعلام في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة على جميع الأصعدة.

وأوضحت إدارة المنتدى أن التطورات التكنولوجية المتلاحقة باتت قوة تعيد صياغة مستقبل الصناعة، ما يحتم على وسائل الإعلام اتخاذ خطوات عدة لمواكبة تلك التطورات لضمان استمرار عملها وفاعليتها.

وأشارت إلى أن نسخة هذا العام ستكون استثنائية على جميع الأصعدة وسيشارك فيها نخبة من أبرز صناع الإعلام في مصر والمنطقة العربية والعالم، يطرحون رؤاهم وخبراتهم، ويبحثون آليات تطوير الإعلام على مستوى الفرد والمؤسسة، وذلك بحضور شخصيات محلية ودولية رفيعة المستوى.

يذكر أن منتدى مصر للإعلام هو منتدى سنوي مستقل انطلق عام 2022 في العاصمة المصرية القاهرة، ومنصة دولية للمعارف الإعلامية المتطورة وبناء القدرات والكوادر المؤهلة، كما يعمل على تطوير بيئة العمل الإعلامي في مصر والمنطقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك