• أحد أبرز الأدباء البريطانيين في القرن العشرين.. وتحولت أبرز أعماله كــ "الأفق المفقود" و "وداعًا يا مستر تشيبس" إلى أفلام سينيمائية ناجحة في هوليوود
يوافق اليوم 9 سبتمبر ذكرى ميلاد الكاتب والروائي البريطاني، جيمس هيلتون، الذي كان يعد أحد أبرز القامات الأدبية في الأدب الإنجليزي في القرن العشرين، وصاحب الروايات التي جمعت بين البعد الإنساني والخيال الرومانسي؛ حيث ارتبط اسمه بواحدة من أكثر الصور الأدبية تأثيرًا في الثقافة العالمية؛ ألا وهي مدينة "شانجري-لا".
ولد "هيلتون" في 9 سبتمبر 1900 بمدينة لي بمقاطعة لانكشير في إنجلترا، وكان والده يعمل مديرًا لإحدى المدارس، وقد بدأ دراسته في مدرسة "ليز"، ثم أكمل تعليمه في كلية "كريست" بجامعة كامبريدج، حيث تخرج عام 1921، ثم بدأ مسيرته الأدبية مبكرًا، فنشر روايته الأولى بعنوان "كاثرين نفسها" عام 1920، وهو ما زال طالبًا في الجامعة.
ذاع صيته عالميًا في ثلاثينيات القرن الماضي، خصوصًا بعد نشر رواية "الأفق المفقود" عام 1933، التي أدخلت إلى الأدب والثقافة العالمية مصطلح Shangri-La أو "شانجري-لا" كرمز لليوتوبيا أو الجنة الأرضية، وحصدت الرواية جائزة "هوثورندين" الأدبية المرموقة عام 1934، وأسهمت في انتشار ما عُرف لاحقًا بـ"ثورة الكتاب الورقي الرخيص بعد أن كانت أول كتاب مطبوع يصدر في سلسلة "كتب للجيب" عام 1939.
نشر "هيلتون" روايته الأشهر "وداعًا يا مستر تشيبس" في العام التالي مباشرة، والتي تم تحويلها لاحقًا إلى فيلم سينيمائي شهير، وقد قدمت شخصية المدرس البسيط "مستر تشيبس" الذي أفنى عمره في خدمة طلابه فأصبح رمزًا للعطاء والبساطة، ثم واصل نجاحه مع رواية "حصاد عشوائي" عام 1941 التي تناولت موضوعات الحب والذاكرة في زمن الحرب العالمية الثانية، ثم تحولت هي الأخرى إلى فيلم ناجح، ورُشِّح السيناريو المقتبس منها لجائزة الأوسكار.
كتب "هيلتون" عدة روايات أخرى؛ منها: "والآن وداعًا" عام 1931، و"نحن لسنا وحدنا" عام 1937 والتي تناولت أجواء الشك الجماعي في الانتماءات في أزمنة الحرب، و"رحلة الصباح" المستوحاة من تجربته في هوليوود التي سافر إليها في أواخر العام 1930 والصادرة عام 1951 ، ورواية "الوقت والوقت مجددًا" عام 1953، وهي آخر رواياته قبل رحيله في عام 1954.
امتاز أسلوب "هيلتون" بالجمع بين الرومانسية والبعد الإنساني العميق، مع قدرة لافتة على تصوير الشخصيات العادية في مواقف استثنائية، وقد ارتبط اسمه بالسينما العالمية، إذ تحولت العديد من رواياته إلى أفلام ناجحة في هوليوود، بل وعمل بنفسه ككاتب سيناريو في بعض المشاريع، مما رسّخ مكانته كأحد أبرز الأدباء البريطانيين في القرن العشرين.
وساعد هذا التداخل بين الأدب والسينما على ترسيخ شهرته، وضمن استمرار حضوره الثقافي حتى بعد وفاته في 20 ديسمبر 1954 عن عمر ناهز 54 عامًا، واليوم يُذكر جيمس هيلتون كواحد من أبرز الأدباء البريطانيين في القرن العشرين ككاتب منح الأدب والسينما معًا عوالم خيالية وإنسانية ما زالت تلهم القرّاء والمشاهدين حتى يومنا هذا.