استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بقصر الاتحادية، عباس عراقجي وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، ورافاييل جروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني تناول تطورات العلاقات الثنائية، حيث نقل الوزير الإيراني تحيات الرئيس مسعود بزشكيان وتطلعه لتعزيز التعاون بين القاهرة وطهران. وقد ثمّن الرئيس السيسي هذه الرغبة، مؤكدًا أهمية استكشاف آفاق تعاون مشترك يخدم المصالح المتبادلة ويساهم في دعم الاستقرار الإقليمي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مستجدات الملف النووي الإيراني، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم في القاهرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بينهما، مشددًا على دعم مصر لجهود خفض التصعيد واستعدادها للاضطلاع بدور فاعل في تهيئة بيئة للحوار البناء بين الأطراف المعنية. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن تقدير بلاده البالغ لجهود الرئيس السيسي ورعايته المباشرة للمفاوضات، معتبرًا أن الاتفاق يشكّل مرحلة جديدة في المنطقة ويمهد لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بما يدعم استقرار الشرق الأوسط.
وفي لقائه مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، استعرض الرئيس السيسي سبل تعزيز التعاون القائم بين مصر والوكالة، مثمنًا دورها الحيوي في دعم منظومة عدم الانتشار النووي، ومؤكدًا في الوقت ذاته على حق الدول الأطراف في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. من جانبه، أعرب جروسي عن تقديره الكبير للدور المصري، مشيرًا إلى أن الاتفاق الذي وُقّع اليوم ما كان ليتحقق دون رعاية مصر ومتابعة الرئيس السيسي المباشرة، واصفًا إياه بالاتفاق التاريخي.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي عقد لقاءً ثلاثيًا مع وزير الخارجية الإيراني ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رحّب خلاله بالزيارة المشتركة إلى القاهرة، معتبرًا أن الاتفاق يمثل خطوة إيجابية نحو خفض التصعيد وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات. كما شدد على ضرورة الالتزام بتنفيذ الاتفاق واستئناف التعاون بين إيران والوكالة، وإجراء الاتصالات اللازمة مع جميع الأطراف المعنية لتفعيل مسار المفاوضات من جديد.
واختتم الرئيس بتجديد موقف مصر الثابت الداعم لجهود نزع السلاح النووي وتعزيز منظومة عدم الانتشار، مؤكدًا أهمية العمل لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، بما يحفظ السلم والأمن الدوليين ويصون مقدرات الشعوب من مخاطر هذه الأسلحة المدمرة.