بأسلاك مكهربة.. فلسطيني بالضفة يحصن منزله ضد المستوطنين الإسرائيليين - بوابة الشروق
الأربعاء 11 يونيو 2025 8:17 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بأسلاك مكهربة.. فلسطيني بالضفة يحصن منزله ضد المستوطنين الإسرائيليين

رام الله - الأناضول
نشر في: الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 10:29 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 10:29 ص

• الفلسطيني عبد اللطيف أبو عليا: في كل هجمة للمستوطنين تكاد تباد عائلتي ولم أجد حلا آخر غير الأسلاك الشائكة المكهربة
- أطفالي لا يعرفون الخوف هم أصحاب المنزل، ولكن الخطر يتربص بهم في كل وقت
- المستوطنون يسعون إلى طردي مع عدد من السكان في الموقع لكني مصر على البقاء

حول الفلسطيني عبد اللطيف أبو عليا (54 عاما)، منزل عائلته في بلدة المغير شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إلى ما يشبه السجن، لحمايته من اعتداءات وجرائم المستوطنين الإسرائيليين.

وحوط أبو عليا منزله بأسلاك شائكة ووصلها بتيار كهربائي، لأنه لم يجد حلا آخر لحماية أسرته من "اعتداءات المستوطنين المتطرفين".

وتعرض منزل أبو عليا الواقع على أطراف البلدة من الجهة الشرقية إلى عشرات الاعتداءات من المستوطنين.

وفي العام الماضي، قتل شاب في منزله برصاص المستوطنين وأحرقت مركبات، ما دفعه للبحث عن طريقة يحمي بها بيته وعائلته.

وقال أبو عليا للأناضول: "في كل هجمة للمستوطنين تكاد تباد عائلتي".

وأضاف: "هذه الأسلاك الشائكة باهظة الثمن وبلغت تكلفتها نحو 3 آلاف دولار أمريكي، كان من المفترض أن أشيد حديقة لأطفالي بهذه الأموال، ولكن الحماية أولى".

وتابع بينما يلهو أطفاله في باحات المنزل: "أطفالي لا يعرفون الخوف هم أصحاب المنزل، ولكن الخطر يتربص بهم في كل وقت، والمستوطنون لا يبعدون عن المنزل عدة أمتار".

وزاد مشيرا إلى راعي أبقار في سهل قريب من منزله: "هذا مستوطن تجوب أبقاره في كل مكان وتأكل وتخرب كل شيء، ويسيطر على كل الأراضي".

- جرائم المستوطنين

وقال أبو عليا إنه لا يُسمح له بتخطي محيط منزله نحو حقل زيتون يملكه، وإن من يقترب من الحقول يُطلق عليه الرصاص.

وأشار إلى أن المستوطنين يسعون إلى طرده مع عدد من السكان في الموقع، ويقولون إن "كل فلسطيني غير مرغوب فيه بهذه الأرض".

وأكد أنه يصر على البقاء في منزله متسلحا بإيمانه وبالحجارة التي يحمي بها نفسه وعائلته عند كل هجمة.

وأشار أبو عليا إلى أكوام من الحجارة فوق سطح منزله قائلا: "هذا سلاحنا الوحيد".

وأشار إلى جدران منزله قائلا: "هذه أثار الرصاص الذي يطلقه المستوطنون".

وقال إنه بعد أن حوط منزله بالأسلاك الشائكة حقق الجيش الإسرائيلي معه وصورت الأسلاك، وعند سؤاله عن لافتات كتب عليها تحذير "الأسلاك مكهربة" أجاب: "وضعتها لكي أحمي بيتي من الكلاب الضالة والخنازير البرية واعتداءات المستوطنين".

وعن إمكانية ملاحقته من قبل السلطات الإسرائيلية قال: "الاحتلال لا يريد أي فلسطيني هنا. يسمح لي أو لا يسمح لا خيار أمامي سوى ذلك".

- البلدة على خط النار

وإلى جانب أبو عليا يوجد عدد من المنازل التي حوطها أصحابها أيضا بالأسلاك الشائكة، بحسب عمدة بلدة المغير أمين أبو عليا.

وقال أبو عليا إن "بلدة المغير على خط النار، وتتعرض لهجمات إرهابية من قطعان المستوطنين".

وأضاف للأناضول "لم نعد نحصي عدد الهجمات، في كل يوم وليلة نتوقع هجوما للمستوطنين".

وأضاف أنه منذ 7 أكتوبر 2023 أقيمت 6 بؤر استيطانية رعوية في محيط البلدة، أحكمت الحصار عليها.

وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية أغلقت كافة الطرق المؤدية للبلدة وأبقت على طريق وحيد أقامت بجواره بؤرة استيطانية.

وبحسب أبو عليا، خسرت البلدة جل أراضيها للاستيطان إذ كانت تبلغ مساحة أراضيها 43 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) بقى منها 980 دونم فقط.

- المستوطنون يشنون هجمات منظمة

وأشار أبو عليا إلى أن الجماعات الاستيطانية مدربة وغالبيتهم جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومسلحون يشنون هجمات منظمة ومخطط لها.

وقال: "وجد السكان في المواقع المتطرفة من البلدة أنفسهم مجبرين على تحويط منازلهم بالأسلاك الشائكة وتحويلها إلى ما يشبه السجون لحماية عائلاتهم".

وأضاف: "لك أن تتخيل أن تبني سجنا لنفسك وعائلتك، هؤلاء الأطفال بدلا من أن يستيقظوا ليلهوا في جو مريح وحديقة يلهون في سجن حقيقي".

وبحسب هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان" فقد نفذ المستوطنون خلال شهر مايو الماضي 415 اعتداء في الضفة الغربية.

وتنوعت الاعتداءات، وفق البيان، بين "هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات إلى جانب تنفيذ إغلاقات ونصب حواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية".

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.​​​​​​​

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك