لم يتخيل مدرس اللغة العربية محمد حسين أن دخوله إلى أحد المستشفيات الحكومية لإجراء عملية بسيطة في عينه سيحوّل حياته إلى كابوس، حيث انتهت رحلة علاجه بفقدان بصره في العين اليمنى بسبب خطأ طبي جسيم.
فى لقائه مع جريدة "الشروق"، يقول محمد حسين: "دخلت المستشفى بتاريخ ٣١/٨ أجريت العملية ١/٩ كتبولى خروج ورجعت البيت ولما جيت البيت تأثير البنج كان راح فكنت حاسس بألم كبير وصل لسخونية ورعشة فى الجسم وصديد بكميات مهولة وشكل العين كان غير طبيعى ومكنش موجود نن فى العين زى ما ولادى قالوا لى".
وأضاف: "رجعت تانى يوم للمستشفى عشان كان عندى استشارة والدكتور طمنى أن العملية مفهاش حاجة رغم أن بنتى كانت شايفة نظرات الدكتورة للعين وخوفها أن العملية يكون فيه حاجة غير طبيعية وبعدها الدكتورة قالتلى الاستشارى هيشوفه وبالفعل قالولى هتدخل عملية حقن وعملت العملية وبرضو كانت عينى مش طبيعية ومش حاسس أن العملية كانت بالشكل الطبيعى".
وذكر أنه بعدما انتهت العملية الأخيرة ظل رئيس القسم بالمستشفى يصر على خروجه بطريقة أو أخرى حتى فهمت ابنته أن حالته غير مستقرة. لتحكى تفاصيل ذلك اليوم قائلة: "لما حسيت أن الدكاترة عاوزين والدى يخرج من المستشفى قلقت أن يكون فى حاجة غير طبيعية، وأصريت أن والدى يفضل تحت رعاية المستشفى عشان أطمن عليه".
وأضافت: "مع طول فترة جلوسى بالمستشفى قولت للدكتور عاوزة أطمن على والدى، قالى محتاجين نعمل سونار، عملنا السونار ورجعنا لقيت الدكاترة اللى كانوا عاملين لوالدى العملية مش موجودين وفضلنا قاعدين فى المستشفى إلى يوم الجمعة وكل اللى فى المستشفى بيطمنونا رغم علمنا أن حالة والدنا بتسوء لكن بنحاول نتعلق فى الأمل، يوم السبت كانت الصدمة لما رئيس القسم قالى إن والدى لازم يعمل عملية تفريغ للعين وقدامك ساعة علشان ناخد القرار".
بعد ذلك، دار اتصال هاتفى بين الابنة الصغرى وشقيقها عبد الرحمن، حيث تلقى الابن الخبر باستغراب شديد، فيحكي لـ"الشروق": "مكنتش مصدق أن ممكن والدى يخسر عينه بسبب العملية، حصلت مشادة بينى وبين الأطباء فى المستشفى علشان كانوا مش عاوزين يكتبوا أن الخطأ منهم فى التقرير اللى هنسلمه لمستشفى قصر العينى، وبعد محاولات كتير كتبوا التقرير وعملنا لوالدى عملية تفريغ فى مستشفى قصر العينى، ومن يومها وقلبى واجعنى على والدى واللى حصله، لأن عين والدى هى مصدر رزقه".
وانتهى معلم اللغة العربية حديثه بحرقة على فقد العين اليمنى، قائلاً: "ما كنت أحسب أن هذا الإهمال قد يكون من الأطباء الذين حلفوا القسم يوماً، سابو البكتيريا تاكل في عيني"، مطالبًا المسئولين بحقه وأن ينظروا بعين الاهتمام لمثل هذه القضايا.