كرم الله البشر بعضهم على بعض، وكذلك كرم عدد من مخلوقاته، فمنها من أقسم الله تعالى بها، ومنها من حكيت قصتها في القرآن، ومنها من ضُرب بها المثل في الآيات الكريمة، واحتوت قصص تلك الحيوانات علي الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلما يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح.
وتسرد جريدة الشروق قصة نبي الله سليمان عليه السلام حين مر على وادي النمل وما سمعه من النملة الحكيمة، والقصة كما رواها القرطبي في تفسيره للقرآن الكريم.
وورد ذكر وادي النمل مع نبي الله سليمان في قول الله تعالى: "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ" سورة النمل من الآية 17 إلى 19.
وكان نبي الله سليمان يمر بجيشه من الرجال والجن والطير عند وادي في الطائف حين سمع خطاب نملة لقومها من النمل تدعوهم فيه لدخول بيوتهم خشية أن تكسرهم حوافر خيل جيش نبي الله سليمان عن غير عمد منهم، وفي ذلك رجح علماء أن النملة رغم ضعف صوتها فإن الريح المسخرة بمعجزة من الله لسيدنا سليمان كانت تنقل له أي قول مهما كان خافتا.
تبسم نبي الله من حديث النملة لما فيه من الحكمة وحسن ظنها بأنبياء الله، حيث أضافت في خطابها للنمل قائلة "لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" لتنفي تعمد دهس النمل من جيش سليمان لما تعلمه عن نبي الله من العدل والإنصاف حتى مع الحيوانات.
وذكر حديث النملة سيدنا سليمان بنعمة الله عليه حين وهبه الله تعالى القدرة على معرفة نطق الطير، وكان فهمه لنطق نملة صغيرة خافتة الصوت من آيات الله ونعمه على سيدنا سليمان، ليدعوا نبي الله حينها بدعائه "ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه".
وروى القرطبي أيضا أن نبي الله حين سمع تحذير النملة لقومها أمر جنوده أن ينتظروا حتى يدخل النمل بيوتهم تجنبا لدهس النمل.
وتجدر الإشارة إلى أن شريعة الإسلام تمنع قتل النمل غير المؤذي، وفق حديث نبوي حرم قتل النمل والهدهد الذي ساعد على هداية قوم سبأ، وطائر الصرد، الذي يقال إنه شارك في بناء الكعبة الشريفة.
اقرأ أيضا
قصص الحيوان في القرآن (10).. القرود وعقاب أصحاب السبت