وجّه الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الأحد، مناشدة عاجلة إلى المنظمة الدولية للحماية المدنية والمنظمات الإنسانية، للتدخل الفوري وتوفير كميات كافية من الزيوت، والإطارات، والبطاريات الخاصة بمركباته، لتمكينه من مواصلة أعماله الإنسانية في ظل الحرب المستمرة.
وقال الدفاع المدني، في بيان صحفي، «نعاني عجزًا كبيرًا في توفر الزيوت، والإطارات المطاطية، والبطاريات الخاصة بمركبات الدفاع المدني»، مشيرًا إلى أن استمرار هذا النقص يهدد بشكل مباشر قدرة طواقمه على تنفيذ عمليات الإنقاذ والإطفاء والإخلاء، لا سيما في ظل القصف المتواصل وتدمير الأحياء السكنية.
ويأتي هذا النداء في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لأزمة إنسانية غير مسبوقة، تشمل انهيارًا في القطاعات الطبية والخدمية، وتراجعًا حادًا في الموارد الأساسية اللازمة للاستجابة للطوارئ.
ودخل الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على قطاع غزة يومه السبعين، وسط انهيار تام في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وتوقف كامل للمخابز منذ أربعين يومًا، ما ينذر بكارثة غذائية وصحية وشيكة تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون مدني في القطاع المحاصر.
وبحسب بيانات رسمية، منعت سلطات الاحتلال خلال هذه الفترة دخول نحو 39 ألف شاحنة مساعدات إنسانية محملة بالغذاء والدواء والوقود، في وقت يشهد فيه القطاع شللًا شبه كاملًا في عمل المستشفيات ومراكز التغذية والطوارئ، مع تعطل أغلب المولدات ونفاد مخزون الوقود والمستلزمات الطبية.
كما توقفت جميع المخابز العاملة في قطاع غزة منذ أكثر من 40 يومًا، ما حرم السكان من الخبز، وهو الغذاء الأساسي لمعظم العائلات، وأسهم في تفاقم المجاعة، لا سيما في شمال القطاع. وتُقدّر المؤسسات الصحية أن أكثر من 65 ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد وانعدام الأمن الغذائي.
ويقول مراقبون إن سياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها «إسرائيل» ضد المدنيين في غزة، ترتقي إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، وهو ما يصنفه القانون الدولي ضمن جرائم الإبادة الجماعية، وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.