نقابة الصحفيين تنعى 6 زملاء اغتالتهم إسرائيل: الضمير العالمي يُدفَن مع شهود الحقيقة في غزة - بوابة الشروق
الإثنين 11 أغسطس 2025 8:48 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

نقابة الصحفيين تنعى 6 زملاء اغتالتهم إسرائيل: الضمير العالمي يُدفَن مع شهود الحقيقة في غزة

محمد فتحي
نشر في: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 2:20 م | آخر تحديث: الإثنين 11 أغسطس 2025 - 2:20 م

أدانت نقابة الصحفيين المصريين بأشد العبارات الجريمة البشعة، التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني باغتيال 6 من الزملاء الصحفيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع (مراسلي قناة الجزيرة) وإبراهيم ظافر ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، عبر استهداف مباشر لخيمةٍ للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء.

وقالت النقابة في بيان لها، إنها إذ تنعي استشهاد الزملاء الستة، فإنها تنعى في الوقت نفسه الضمير العالمي، الذي تُجرى عمليات دفنه يومًا بعد يوم مع شهود الحقيقة، وشهداء الإبادة الجماعية والتجويع المنظَّم، الذي تمارسه آلة الحرب الصهيونية بحق شعب غزة.

وأوضحت أنه يدبعد أكثر من عامين على استمرار هذه الجريمة البشعة، لا تزال الإبادة مستمرةً تحت سمع العالم وبصره، بينما يقف العجز الدولي والتواطؤ الأمريكي الفاضح، الذي وصل حد المشاركة في الجريمة حائلًا دون إنقاذ الأبرياء، ويتجلى الخذلان العربي في أقسى صوره.

وأضافت أن الجريمة البشعة بحق أنس وقريقع وظافر ونوفل'وعليوة، والخالدي، واعتراف جيش الاحتلال باستهداف خيمتهم، تأتي كحلقةٍ جديدةٍ ضمن حلقات أشد وحشية في سلسلة الإبادة الإعلامية والجريمة الأكبر الأوسع بحق الصحفيين في التاريخ الحديث، حيث تجاوز عدد شهداء الإعلام 230 صحفيًا وصحفية، وهو رقمٌ يفوق شهداء الحقيقة في الحروب، التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية منفردةً، ويتجاوز إجمالي شهداء المهنة في حربي فيتنام والعراق مجتمعين.

وتابع البيان: تمتد الجريمة من الاستهداف بالقتل إلى أجساد الأحياء وأرواحهم، حيث أُصيب المئات من الزملاء بجروح خطيرة، بينما يقبع عشرات الصحفيين في معتقلات الاحتلال التعسفية، وتعرَّضت منازلهم للقصف المتعمد مما أدى إلى تشريد أسرهم، في جرائم منهجية لا تكتفي باستهداف حاملي الأقلام والكاميرات، بل تمتد لملاحقة عائلاتهم، بهدف إسكات صوت الحقيقة، وإخفاء فظائع الاحتلال عن أعين البشرية.

وأشارت النقابة إلى أن الزملاء في غزة يدفعون ثمنًا باهظًا من دمائهم وحرياتهم، وأمنهم، وأمن عائلاتهم، وهم يواجهون أبشع أشكال التنكيل لنقل الحقيقة إلى العالم، مُجسِّدين أسمى معاني التضحية وسط ركام منازلهم، وغياب أحبتهم، ولم يكتفِ المحتل المجرم بسلاح القتل المباشر والاعتقال التعسفي وتشريد العائلات، بل انتقل بوحشية فاقت فظائع النازية إلى استخدام التجويع كأداة وحشية للإبادة الجماعية، محوِّلًا حصار غزة إلى جحيم متعمد، حيث يُحرم الأطفال والنساء والمدنيون من قوتهم الأساسي تحت مرأى منظمات الإغاثة الدولية، التي تُعاقَب بدورها.

واستطرد: هذه السياسة المقيتة، التي تُشكِّل جريمة حرب بكل المقاييس تُنفَّذ بمشاركة أمريكية فاعلة في التغطية والدعم والتزود بالسلاح، وتحت سقف من التواطؤ الدولي المخزي، الذي يحوِّل شعارات حقوق الإنسان إلى مجرد كلمات فارغة من المعنى، وضعفٍ عربي غير مسبوق يتجاوز حدود الخذلان.

وأكدت النقابة أن دماء شهداء الصحافة وناقلي الحقيقة الفلسطينيين تستصرخ الضمير الإنساني عسى أن يتحرك من جموده العميق، وأن يعيد للإنسانية حيويتها، وأن يُوقف الإبادة الممنهجة، ويؤكد للجميع أن ثمن صمود الصحافة الفلسطينية وشجاعتها، الذي لا يزال يُرسل إشارات أمل تتحدى القتل والتجويع والاعتقال، وتشريد الأسر فاق كل الحدود، وتجاوز كل احتمال، وهو ما يستوجب التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجريمة الممتدة قبل أن تتحول كلمات الإشادة بالصمود إلى مشاركة من نوع مختلف في الجريمة، خاصة عندما تقترن بالعجز عن الفعل المستمر منذ ما يقرب من عامين، وكأننا نُزكِّي استمرار القتل والإبادة والتجويع، بدلًا من محاكمة القتلة.

وقالت النقابة إننا ونحن نشجب هذه الجرائم المتواصلة بحق الإنسانية والحقيقة، نطالب المجتمع الدولي بمحاكمة عاجلة لمجرمي الحرب الصهاينة ومطاردتهم دوليًا، ونُحيِّي هذا الصمود الأسطوري، الذي يؤكد أن دماء الشهداء، وشجاعة المراسلين، وسجون المعتقلين، وأنين المشردين ستظل سجلًا حيًا يدين الاحتلال وأعوانه إلى أن تتحرر فلسطين.

كما شددت في الوقت نفسه على أن هذه ليست معركة الصحفيين وحدهم، إنها معركة إنسانية ضد آلة إبادة ترفض حتى السماح للضحايا بنقل روايتهم، وتستوجب محاسبةً تُنهي عصر الإفلات من العقاب قبل أن تُدفن غزة وضمير العالم معًا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك