قدّم الفنان السنغالي ثيرنو جايي عرضا فنيا على ظهر حصان في شاطئ "يوف" بالعاصمة داكار تعبيرا عن تضامنه مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية متواصلة منذ 22 شهرا.
واستهل جايي عرضه بطقس "ندوب" التقليدي الخاص بمجموعة "ليبو" العرقية، المستخدم لأغراض علاجية نفسية وروحية بحسب معتقداتهم.
وكجزء من الطقس رقص جايي على الشاطئ وألقى كلمات الرثاء باللغة المحلية "الولوفية"، قبل أن يمتطي حصانه حاملا علم فلسطين ويجوب به الشاطئ المزدحم.
وفي حديث للأناضول بشأن هدفه من العرض، أكد جايي أن السنغال وقفت دائمًا إلى جانب فلسطين، مشددًا على رغبته في لفت الانتباه لما يحدث في فلسطين وخاصة قطاع غزة.
وقال: "فكرتُ فيما يمكنني فعله كشاب سنغالي، فليس لديّ فرصة للذهاب إلى فلسطين والقتال، ولا أملك القدرة على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية، لكنني أردت على الأقل لفت الانتباه إلى ما يعيشه الشعب الفلسطيني وخاصة أطفال غزة".
وأضاف: "أردت رفع صوتي ضد هذه الإبادة الجماعية التي تحدث أمام أعين العالم بأسره، في شاطئ يوف أحد أكثر الأماكن ازدحامًا في داكار، حيث قضيتُ طفولتي".
وأوضح جايي أن الموجودين في الشاطئ تفاجأوا بداية، لكنهم صفقوا عندما رأوا العلم الفلسطيني، مؤكدًا عزمه مواصلة عروضه الفردية مستقبلًا.
ويُعرف عن السنغال دعمها الثابت لاستقلال فلسطين.
ومنذ عام 1975، تتولى السنغال رئاسة لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بشكل متواصل.
كما كانت السنغال من أوائل الدول الإفريقية التي سمحت بفتح بعثة دبلوماسية فلسطينية على أراضيها عام 1989، ومن أوائل الدول التي منحت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جواز سفر دبلوماسي.
وفي عهد الرئيس يوبولد سيدار سنغور، قطعت السنغال جميع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973 وحتى عام 1992، ما جعلها تعتبر أحد أقرب أصدقاء فلسطين في القارة الإفريقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و430 شهيدا فلسطينيا و153 ألفا و213 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 222 شخصا، بينهم 101 طفل.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.