قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الاثنين، إن الجيش قادر على احتلال مدينة غزة، في انقلاب على موقفه السابق الذي حذر فيه من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة كاملا ووصفها بـ"الفخ الاستراتيجي".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها زامير، خلال إجرائه تقييما عسكريا، تحدث فيه عن اقترابهم من مرحلة جديدة من "القتال" في قطاع غزة، وفق بيان للجيش.
وأضاف: "وفقا لقرار الكابينت (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية)، نحن على أعتاب مرحلة جديدة في القتال في غزة".
والجمعة، أقر "الكابينت"، خطة نتنياهو لاحتلال تدريجي لقطاع غزة، حيث اعتمد بأغلبية الأصوات ما وصفها بـ"المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، وهي "نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى (الأحياء والأموات)، ونزع السلاح من القطاع، والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيدا عن "حماس" والسلطة الفلسطينية"، وفق بيان.
وادعى زامير أن "جميع البدائل التي عرضت في الكابينت تهدف إلى حسم حماس، مع فهم تبعات ذلك من جميع النواحي (...) علينا أن نكون مستعدين لتوسيع نطاق المعركة".
واستكمل قائلا: "جيش الدفاع قادر على السيطرة على مدينة غزة كما سيطر على خان يونس ورفح، قواتنا قد ناورت هناك في الماضي، وسنعرف كيف نفعل ذلك مجددًا".
ومنذ مايو 2024، يحتل الجيش الإسرائيلي مدينة رفح بالكامل فيما دمر غالبية مبانيها وبناها التحتية، فيما يواصل منذ مايو 2025 عملية تدمير أجزاء واسعة من شرق ووسط مدينة خان يونس ضمن ما أطلق عليه عملية "عربات جدعون" والتي أطلقها في 17 من الشهر نفسه.
وفي السياق، زعم زامير أن الجيش سيعمل في غزة وفق الأهداف المحددة واضعا قضية الأسرى المحتجزين لدى حماس على سلم أولوياته.
ودعا زامير في البيان إلى "إتاحة فسحة من الوقت لمجندي الجيش في الخدمة النظامية والاحتياط، وخلق فترات توقف تمكّن من استمرار المناورة في قطاع غزة"، دون ذكر تفاصيل.
وينقلب زامير بهذه التصريحات على موقفه الذي عبر عنه الأربعاء الماضي ووصف فيه هذه الخطة بـ"الفخ الاستراتيجي" مؤكدا أنها ستنهك الجيش لسنوات وتعرض حياة الأسرى للخطر.
يأتي ذلك في ظل تواصل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق ينهي حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرا على قطاع غزة.
وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، إن بلاده التي تقود الوساطة مع الدوحة وواشنطن، تدفع باتجاه اتفاق كامل وصفقة شاملة تنهي الحرب في غزة.
وأضاف عبد العاطي: "ندفع في اتجاه استئناف عملية التفاوض بغزة و لا تزال هناك إمكانية إذا حسنت النوايا وإذا كانت هناك إرادة سياسية للتوصل لاتفاق كامل وصفقة شاملة تنهي الحرب"، دون تفاصيل أكثر.
وتابع: "نجرى اتصالات مكثفة بتوجهات رئاسية مع كل الشركاء الدوليين للتحذير من مغبة التصريحات والقرارات الإسرائيلية غير المسئولة بإعادة احتلال كامل غزة".
وخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، التي أقرها "الكابينت" تبدأ باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023.
وخلّفت الإبادة 61 ألفا و499 شهيدا فلسطينيا و153 ألفا و575 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 222 شخصا، بينهم 101 طفل.