أعاد جاري لينكر، المذيع الإنجليزي الشهير ولاعب منتخب إنجلترا السابق، اسمه إلى الواجهة من جديد بعد أن حصد جائزة أفضل مقدم تليفزيوني في بريطانيا خلال حفل جوائز التليفزيون الوطنية (NTA) في لندن، ليكسر سلسلة هيمنة الثنائي «آنت وديك» التي استمرت 23 عامًا.
الجائزة لم تُحسب فقط على كونها تكريمًا لمشوار إعلامي طويل، بل اعتُبرت بمثابة تصويت شعبي لصالح حرية التعبير، خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي تسببت في إبعاده عن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
رسالة بين السطور
في كلمته عقب استلام الجائزة، وجّه لينكر الشكر لفريق عمل برنامج «ماتش أوف ذا داي»، قبل أن يطلق تصريحًا وصفه الإعلام البريطاني بـ «المُحمّل بالرسائل»، قائلًا: «أعتقد أن هذا يوضح أن من المقبول أحيانًا أن نستغل منصاتنا من أجل التعبير عن آرائنا».
الجملة حملت في طياتها انتقادًا مبطنًا للـ BBC التي أنهت تعاقدها معه بعد نشره لمنشور مؤيد لفلسطين على حسابه في «إنستجرام».
من «ماتش أوف ذا داي» إلى قضية رأي عام
في يناير 2024، شارك لينكر تغريدة من حملة المقاطعة (BDS) تدعو إلى حظر رياضي على إسرائيل، ما أثار موجة من الانتقادات السياسية في لندن.
في مايو 2024، صرّح لصحيفة «ديلي ميل» بأن ما يحدث في غزة هو «أسوأ شيء رآه في حياته»، مؤكدًا أن هناك ضغوطًا تُمارس على المشاهير لالتزام الصمت.
في مايو 2025، أعلنت BBC إقالته رسميًا بعد نشره صورة مثيرة للجدل أعادت إلى الأذهان رموزًا استُخدمت في خطابات معادية للسامية، رغم أنه حذفها واعتذر لاحقًا.
نتائج مهمه لفوزه بالجائزة
انتصار لينكر في هذه الجائزة يتجاوز البُعد الشخصي، ليعكس تغيرًا في المزاج العام البريطاني، ورسالة ضمنية بأن الجمهور ما زال يمنح صوته لمن يتبنى مواقف إنسانية جريئة، حتى وإن كلفه ذلك خسارة أكبر منصب إعلامي في بريطانيا.
جاري لينكر لم يفز بجائزة أفضل مقدم فحسب، بل نجح في إعادة النقاش حول العلاقة بين الإعلام والحرية الشخصية، وبين المهنية والتعبير عن الرأي.
وبينما يرى البعض أن فوزه «تصويت عاطفي»، يراه آخرون «انتصارًا للجرأة»، ليظل السؤال مفتوحًا: هل كان هذا الفوز تكريمًا لمقدم برامج، أم اعترافًا بحق الصوت الحر في أن يُسمع؟.