وزير الثقافة: افتتاح واحة الثقافة خلال ذكرى ثورة 30 يونيو في مدينة 6 أكتوبر - بوابة الشروق
الإثنين 13 أكتوبر 2025 2:05 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

وزير الثقافة: افتتاح واحة الثقافة خلال ذكرى ثورة 30 يونيو في مدينة 6 أكتوبر

مصطفى الجداوي
نشر في: السبت 11 أكتوبر 2025 - 2:04 م | آخر تحديث: السبت 11 أكتوبر 2025 - 2:04 م

شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الاحتفالية الكبرى التي أقامتها دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، بمناسبة عيدها السابع والثلاثين، وحضرها فوميو إيواي، سفير اليابان بالقاهرة، مع حشد جماهيري ضخم من محبي الفنون الجادة.

وأعلن وزير الثقافة، خلال الاحتفالية، أن احتفال ثورة الثلاثين من يونيو القادم سيُقام بواحة الثقافة بمدينة السادس من أكتوبر التابعة لدار الأوبرا المصرية، تلك المنارة الجديدة التي تفتح فصلًا جديدًا في مسيرة الإبداع المصري.

وأكد "هنو"، أن دار الأوبرا المصرية كانت ولا تزال رمزًا للقوة الناعمة، وسفيرًا دائمًا لوجه مصر الحضاري أمام العالم، مشيرًا إلى أن الأوبرا صرح أعاد لمصر مكانتها الفنية الرفيعة، ومنح جمهورها نافذة يطلون منها على أرقى ما في الإبداع الإنساني من موسيقى وغناء وباليه وأوبرا.

وأوضح أن دار الأوبرا المصرية، منذ افتتاحها، غدت أيقونة ثقافية وبيتًا للفن الراقي ورسالة متجددة تؤكد أن مصر ستظل دائمًا حاضنة للجمال ومركزًا للحضارة.

وأشار إلى أن تاريخ مصر الفني يشهد أنها كانت سباقة حين دشّن الخديوي إسماعيل “الأوبرا الخديوية” كأول دار أوبرا في القارة الإفريقية والعالم العربي؛ لتصبح منذ ذلك الحين مرآة تطل بها مصر على العالم ورسالة حضارية تعبّر عن انفتاحها على الفنون الرفيعة.

وأضاف أن الأوبرا الخديوية، رغم رحيلها في سبعينيات القرن الماضي، ظل حضورها حيًا في الذاكرة حتى تجسد من جديد في دار الأوبرا المصرية الحديثة، التي أعادت للقاهرة نبضها الفني وصوتها العالمي.

وتوجه الوزير، بالتحية والتقدير إلى الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، صاحب فكرة إنشاء الأوبرا الجديدة، وإلى دولة اليابان الصديقة التي أسهمت في إقامة هذا المنجز الثقافي العظيم، مثمّنًا جهود كل من شارك في البناء من مهندسين وفنانين وعاملين، ولكل من تولى رئاسة دار الأوبرا وأسهم في إثراء رسالتها وإعلاء شأنها.

وقال الوزير: "على مدى نحو عام ونصف منذ تولّيت مهام وزارة الثقافة، شهدت هنا، على خشبة هذا المسرح وبين أروقته، لحظات غالية لا تُنسى، لحظات حفرت أثرها في القلب والذاكرة: يوم الثقافة، وتكريم المبدعين، والحاصلين على جوائز الدولة، وتلك اللحظة المفعمة بالامتنان حين وقف السير مجدي يعقوب بيننا، رمز العطاء الإنساني الذي لا يعرف حدودًا، ومن هنا أيضًا عشت سحر مهرجان الموسيقى العربية، وبهجة المسرح القومي والتجريبي، ووهج مهرجان القاهرة السينمائي، وبراءة المبدع الصغير، وروحانية المولد النبوي، وحماسة انتصارات أكتوبر."

كما قدم الدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا، تحية شكر وتقدير لوزير الثقافة لدعمه المستمر لأنشطة وعروض الأوبرا لتواصل رحلتها السامية لنشر الإبداع والتنوير بين أبناء المجتمع، مضيفًا أن الأوبرا لم تكن لتصل لمكانتها إلا بجهود كل من ساهم في رفعتها منذ يومها الأول، بداية من إيمان الدولة الراسخ بأهمية الفنون كعنصر أساسي في بناء الهوية الوطنية الثقافية، ودعم قيادات وزارة الثقافة، وصولًا إلى كتائب الفنانين والعاملين الذين بذلوا جهودًا ضخمة للحفاظ على مكانتها الفريدة، بالإضافة إلى شركاء النجاح من إعلام وداعمين وجمهور محب للفن.

وتابع: "اليوم نحتفي بعيد الأوبرا السابع والثلاثين، تلك الأعوام التي تجملت بتاريخ مشرف من الفنون الجادة والريادة الثقافية، فمنذ افتتاحها عام 1988 نجحت أن تكون منارة للفنون الرفيعة وجسرًا يصل بين التراث المصري العريق وروح المعاصرة العالمية، باعتبارها مؤسسة ثقافية متكاملة تحتضن عشرات الفعاليات والمهرجانات المحلية والدولية، وعروضًا من مختلف الثقافات، كما تقدم فنًا يليق بتاريخ مصر وحضاراتها المميزة."

وأشار إلى أن فرق الأوبرا تلعب دورًا محوريًا في هذا العطاء المستمر من خلال عروض الموسيقى الكلاسيكية والعربية، والعروض الأوبرالية، والباليه، والرقص المسرحي، وغيرها من الفنون الراقية التي أسهمت في إعداد أجيال جديدة تحمل حب الفن الراقي.

وأكمل: "رسالة دار الأوبرا امتدت إلى التعليم والتأهيل الفني عبر ورش تدريب وفصول للبالغين والأطفال، مما أتاح الفرصة لاكتشاف ورعاية المواهب الشابة في الرسم، والغناء، والباليه، والموسيقى، من خلال مركز تنمية المواهب التابع لدار الأوبرا المصرية."

وتوجه بالشكر والتقدير إلى رؤساء الأوبرا السابقين الذين أسهموا بعطائهم وجهودهم المخلصة في دعم مسيرة الأوبرا وتركوا بصمات واضحة في نهضتها وتطورها، ولكل من ساهم في نجاح الصرح الثقافي المميز، مع وعد بالاستمرار في تقديم الأفضل لتظل منارة إشعاع ثقافي وفني تفخر بها مصر.

وكانت العروض الفنية المتنوعة، انطلقت من البهو الرئيس، حيث أعلن كورال أطفال مركز تنمية المواهب بقيادة الدكتور محمد عبد الستار عن نجاح خطط إعداد جيل جديد من المبدعين، الذين قدموا مجموعة من الغنائيات التراثية والمعاصرة، منها: "زوروني كل سنة مرة"، "إن راح منك يا عين"، "سألوني الناس"، "كعب الغزال"، "تمر حنة"، "غني لي"، "رمش عينه"، "سيبوا لي قلبي"، "مصر يا أم الدنيا"، "توتة توتة"، وأداها: "لميس محمود، ساندرا عماد، محمد محمود، أيتن محمد، لوجي تامر، محمد أمير، يارا شريف، فياض أحمد، شيماء ضاحي".

وداخل المسرح الكبير، تشكلت لوحة إبداعية متكاملة برؤية فنية وإخراج الفنان وليد عوني والمخرج المنفذ مهدي السيد، وقدمها الإعلامي شريف نور الدين، عكست تنوعًا وثراء الفنون الراقية التي تختص بها درة قلاع الفنون الجادة في مصر والعالم العربي.

وبين المقامات الشرقية والنغمات الكلاسيكية الغربية والمشاهد الحركية الراقية، نسجت الأمسية خيوطًا من الخيال، وارتحلت بالحضور في جولة عبر عوالم الإبداع، بدأت بفقرة للموسيقى العربية بإشراف أماني السعيد، ضمت عددًا من مؤلفات التراث الغنائي والموسيقى، قادها كل من المايسترو الدكتور مصطفى حلمي والمايسترو أحمد عامر، بمشاركة كورالي الموسيقى العربية وأوبرا القاهرة ونجوم الطرب بالأوبرا: "وليد حيدر، غادة آدم، مي حسن، محمد الخولي، أعقبها نشيد الجهاد وقاده المايسترو الدكتور محمد الموجي والمايسترو محمد سعد باشا، وتغنى به وليد حيدر".

وقدم بعدها أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو أحمد فرج وبمصاحبة كورال أوبرا القاهرة تدريب باسكال روزيه معزوفة "يا العجلة الحظ" من كانتاتا كارمينا بورانا لكارل أورف، ومعزوفة "أبو سمبل" للمؤلف المصري عزيز الشوان، ومشهد "فالس الزهور" من باليه "كسارة البندق" للموسيقار العالمي تشايكوفسكي، من إخراج أرمينيا كامل مع فرقة باليه أوبرا القاهرة.

فيما صاحب أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو محمد سعد باشا فرقة الرقص المسرحي الحديث في مشهد من باليه "شهرزاد" لريمسكي كورساكوف، تصميم وإخراج وليد عوني، ولعب شخصياته: حبيبة سيد (شهرزاد)، نادر جمال (شهريار)، كريم أسامة ونرمين محمد (الحبيب والحبيبة الهندية)، محمد سمير (علاء الدين)، رشا الوكيل (مسرورة)، علي يسري (مسرور).

كما شاركت فرقتا أوبرا القاهرة بإشراف الدكتورة منى رفلة وباليه أوبرا القاهرة بإشراف أرمينيا كامل في مشهد النصر من أوبرا "عايدة" للموسيقار الإيطالي فيردي، والذي أدته: إيمان مصطفى (عايدة)، هشام الجندي (راداميس)، مصطفى محمد (أموناصرو)، جولي فيضي (أمنيريس)، رضا الوكيل (رامفيس)، عزت غانم (الملك).

تخلل الاحتفالية فيلم وثائقي استعرض تاريخ دار الأوبرا المصرية منذ نشأتها وحتى اليوم، متناولًا أهم محطاتها، بالإضافة إلى مشاهد نادرة من الأوبرا الخديوية، من إعداد استوديو المونتاج وإخراج سامر ماضي.

وكانت الأوبرا، وجهت الدعوة لعدد من أبناء جمعية قلوب الخير للمكفوفين لحضور الأمسية، في إطار دورها الهادف إلى نشر فنونها بين فئات المجتمع كافة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك