تعد الفيضانات والأعاصير من أكثر الظواهر الطبيعية خطورة في الولايات المتحدة، وفي عام 2024، شهدت أمريكا أضرارًا مدمرة ناجمة عن فيضانات وأعاصير، نتجت بالأساس عن إعصاري هيلين وميلتون- وهما عاصفتين من الفئة الرابعة والثالثة- وتسببا معًا في وفاة 219 شخصًا على الأقل وتكاليف تقديرية تجاوزت 100 مليار دولار، بحسب موقع "world Vision".
ومؤخرًا حذر المركز الوطني للأعاصير من العاصفة الاستوائية "بريسيلا" والتي تتحرك من المكسيك باتجاه السواحل الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، مهددة إياها بالغرق، فما هي العاصفة "بريسيلا"؟ وما خطورتها؟ وما التدابير الاحتياطية التي تتخذها السلطات الفيدرالية في أمريكا للوقاية من مخاطر هذه العاصفة؟، يجيب التقرير التالي على هذا السؤال، وفقًا لوكالات أنباء عالمية.
-ما هي العاصفة بريسيلا؟
قال المركز الوطني للأعاصير إن بريسيلا عاصفة استوائية، تقع على بعد حوالي 170 ميلاً إلى الغرب من كابو سان لازارو بالمكسيك، وتتحرك نحو الشمال الغربي بسرعة تقارب 8 أميال في الساعة "13 كم/ساعة"، وصولًا إلى السواحل الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
-الولايات التي تواجه الخطر
توقع خبراء الأرصاد الجوية حدوث فيضانات في مناطق أريزونا وجنوب يوتا وأجزاء أصغر من كاليفورنيا إلى جانب نيو مكسيكو ونيفادا وكولورادو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
واتجهت العواصف القوية شمالًا عبر ولايتي أريزونا وجنوب يوتا، مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة بلغ منسوبها بوصة واحدة في بعض المناطق، ونشرت تحذيرات متفرقة من فيضانات مفاجئة على طول حدود الولاية، بما في ذلك بحيرة باول ومنطقة جلين كانيون الوطنية الترفيهية.
-أريزونا الأكثر تضررا
تعتبر منطقة شمال أريزونا، وتحديدًا مدينة فلاجستاف، الأكثر عرضة للخطر، مع احتمال هطول أمطار تتراوح بين 2 إلى 3 بوصات في فلاجستاف ومحيطها.
تشهد فلاجستاف المرتفعة أمطارًا غزيرة، تصل إلى أكثر من قدمين سنويًا، فيما تشهد مناطق جنوب غرب وشمال شرق أريزونا، كميات أقل بكثير، تصل في بعض الأماكن، إلى 5 بوصات أو أقل سنويًا؛ بينما لا تتجاوز كمية الأمطار في فينيكس 7 أو 8 بوصات سنويًا.
وظلت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية مفتوحة خلال فترة الإغلاق الحكومي، نظرًا لحاجة المواطنين المسافرين إلى التأكد حول الحاجة إلى إلغاء رحلاتهم بسبب الفيضان.
-"قانون السائق الغبي" للحد من الخطر
وُجد معظم ضحايا الفيضانات في 2024 داخل سياراتهم نظرًا لعدم التزامهم بالتحذيرات، لذا يلزم "قانون السائق الغبي" في ولاية أريزونا، السائقين بدفع غرامة تصل إلى 2000 دولار عند تجاوز الحاجز أو علامة التحذير إلى منطقة مغمورة بالمياه، ما يجعلهم عرضة للإنقاذ.
ويسعى القانون إلى الحد من عمليات الإنقاذ المماثلة التي تُنفذها الولاية بالعشرات سنويًا، بتشجيع القيادة الذكية، إلا أن القانون يثير المخاوف عند البعض من أن يتسبب في زيادة أعداد الضحايا، حال عدم طلب الأشخاص العالقين داخل سياراتهم للمساعدة خوفًا من تطبيق القانون ودفع الغرامة، ما يعرضهم للوفاة.
-الجبال تزيد خطر الفيضان
يزيد وجود الجبال من خطر الفيضان، إذ لقي 3 أشخاص، بينهم طفلان في السابعة والرابعة من عمرهما، حتفهم في فيضان مفاجئ في متنزه للسيارات الترفيهية على ضفاف النهر، في يونيو الماضي.
-استعدادات في فلاجستاف
نشرت معدات ثقيلة في فلاجستاف، كما راقب الموظفون المعابر المنخفضة للمياه والمناطق التي اندلعت فيها حرائق الغابات بحثًا عن فيضانات محتملة، إلى جانب إتاحة محطات توزيع أكياس الرمل الذاتية للمواطنين لملئها ووضعها أمام البيوت وفي الفتحات للحماية من خطر الفيضانات، و تفريغ المياه من البرك لاستيعاب مياه الفيضان الزائدة.
-إجراءات احترازية تتخذها إدارة جراند كانيون
تقع محمية قبيلة هافاسوباي، إحدى قبائل الهنود الحمر -السكان الأصليين لأمريكا- بجانب منتزه جراند كانيون، وتتشارك إدارته مع الحكومة الفيدرالية، وهما عرضة للفيضانات، لذا فقد نشرت القبيلة تحذيرًا للسائحين على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم المشي لمسافات طويلة إلى مناطق معينة إذا كان الجو ممطرًا أو عند حدوث فيضانات، إلى جانب البحث عن أرض مرتفعة عند رؤية المياه تتدفق عبر المنطقة.
تُعد هذه المحمية من أكثر المحميات عزلةً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يُمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام، أو باستخدام الحيوانات للركوب.
تنقل طاولات النزهة القريبة من الوادي في حال ارتفاع منسوب المياه، وفي حال تسبب الفيضان أو تساقط الصخور في إغلاق الطرق القريبة، يوُمكن للموظفين البقاء في المنتجع، كما هو معتاد في الأحوال الجوية السيئة.