قصة الصراع بين إيلون ماسك ومؤسس شركة OpenAI - بوابة الشروق
الأربعاء 12 فبراير 2025 1:05 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قصة الصراع بين إيلون ماسك ومؤسس شركة OpenAI

عبدالله قدري
نشر في: الأربعاء 12 فبراير 2025 - 10:25 ص | آخر تحديث: الأربعاء 12 فبراير 2025 - 10:25 ص

في تطور مفاجئ، قدم إيلون ماسك عرضًا عدائيًا بقيمة 97.4 مليار دولار للاستحواذ على شركة OpenAI، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط التكنولوجية.

العرض، الذي رفضه سام ألتمان على الفور، يعكس التوتر المتزايد بين الطرفين اللذين لطالما مثّلا رموزًا بارزة في وادي السيليكون. ويأتي هذا العرض في وقت حساس لشركة OpenAI التي تخوض مفاوضات لجمع تمويل جديد بقيمة 40 مليار دولار من شركة SoftBank، مما يرفع تقييمها إلى 300 مليار دولار، بحسب نيويورك تايمز.

خلفية النزاع بين ماسك وألتمان

تأسست OpenAI عام 2015 كمختبر غير ربحي للذكاء الاصطناعي على يد إيلون ماسك وسام ألتمان وغيرهما من رواد التكنولوجيا. كان الهدف الأساسي من المؤسسة هو تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومسؤولة لصالح البشرية. ومع ذلك، شهدت العلاقة بين ماسك وألتمان تدهورًا تدريجيًا على مدار السنوات، حيث قدم ماسك شكاوى قانونية ضد ألتمان واتهمه بالخروج عن رؤية المؤسسة الأصلية.

وفي خطوة أثارت المزيد من الجدل، قامت OpenAI بإنشاء شركة فرعية هادفة للربح لتمكينها من جمع التمويل اللازم لتوسيع أعمالها، وهو ما دفع ماسك إلى التعبير عن قلقه من أن هذه الخطوة تعكس انحرافًا عن المهمة غير الربحية التي تأسست من أجلها الشركة.

العرض وتأثيره على OpenAI

يمثل العرض العدائي من ماسك تحديًا كبيرًا لـ OpenAI، التي تواجه بالفعل ضغوطًا متزايدة لإعادة هيكلة نفسها ككيان هادف للربح خلال العامين المقبلين. إذا لم تتمكن الشركة من تنفيذ هذا التحول، فسوف تُجبر على إعادة الأموال التي جمعتها إلى المستثمرين. ويضع عرض ماسك حدًا أدنى لقيمة الشركة، وهو ما يزيد من تعقيدات المفاوضات المستقبلية مع المستثمرين والجهات التنظيمية.

لإتمام عملية التحول إلى كيان ربحي، يحتاج سام ألتمان إلى تعويض الكيان غير الربحي الذي يسيطر على شركة OpenAI الربحية. يمكن تحقيق ذلك من خلال دفع رسوم لمرة واحدة أو منح الكيان غير الربحي حصة أقلية في الشركة الجديدة. لكن عرض ماسك يفرض ضغوطًا إضافية على هذه الخطط، حيث قد تُعتبر أي صفقة مستقبلية تقل عن قيمة العرض غير عادلة في نظر المستثمرين.

دور مجلس الإدارة

يتحمل مجلس إدارة OpenAI، برئاسة بريت تايلور، مسؤولية كبيرة في التعامل مع هذا العرض. يتمتع تايلور بخبرة سابقة مع ماسك، حيث شغل منصب رئيس مجلس إدارة تويتر عندما استحوذ ماسك عليها في صفقة مثيرة للجدل. ومع ذلك، يواجه أعضاء مجلس الإدارة الآن موقفًا معقدًا، خاصة أن OpenAI هي مؤسسة غير ربحية، مما يعني أنهم لا يتحملون واجبات ائتمانية لتعظيم الأرباح، ولكن عليهم في الوقت نفسه تقييم العرض بما يتماشى مع مصلحة الشركة ومهمتها.

من بين أعضاء مجلس الإدارة أيضًا لاري سامرز، وزير الخزانة الأمريكي السابق، الذي تعرض هو الآخر لانتقادات من ماسك في الماضي. يبدو أن الصراعات الشخصية والتاريخ بين الشخصيات الرئيسية تزيد من تعقيد المشهد.

استراتيجيات الدفاع

تملك OpenAI عدة خيارات لمواجهة عرض ماسك. يمكن للشركة الطعن في شرعية العرض، بالنظر إلى سجل ماسك في التراجع عن صفقات كبيرة، مثل محاولته السابقة للتراجع عن شراء تويتر. كما يمكنها التشكيك في قدرة ماسك المالية، خاصة أن ثروته مرتبطة بشكل كبير بقيمة أسهمه في Tesla، مما قد يصعّب عليه توفير السيولة اللازمة لإتمام الصفقة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لـ OpenAI التركيز على تطوير شراكاتها وخططها الخاصة لإعادة الهيكلة بدلاً من الدخول في مفاوضات مع ماسك.

التصعيد الإعلامي

لم يكتفِ سام ألتمان برفض العرض، بل هاجم ماسك علنًا في مقابلة مع بلومبرج، حيث وصف حياته بأنها "نابعة من شعور بعدم الأمان". وأضاف: "لا أعتقد أنه رجل سعيد. أشعر بالأسف تجاهه".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك