المفاهيم الخاطئة والتشدد وترامب يعرقلون حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان - بوابة الشروق
الأربعاء 12 مارس 2025 3:08 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المفاهيم الخاطئة والتشدد وترامب يعرقلون حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان


نشر في: الأربعاء 12 مارس 2025 - 8:52 ص | آخر تحديث: الأربعاء 12 مارس 2025 - 8:52 ص

تعد باكستان الكائنة في جنوب آسيا وهي قوة نووية يبلغ تعداد سكانها 240 مليون نسمة، بالإضافة إلى دولة أفغانستان المجاورة، من بين آخر البؤر في العالم التي تعاني من شلل الأطفال، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.

وتنظم باكستان حملات دورية للتطعيم ضد هذا المرض، ممولة من جانب منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل جيتس الأمريكية الخيرية، وتهدف إلى تطعيم الصغار الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، لإنقاذهم من الشلل.

ولكن برغم استمرار هذه الحملات لسنوات عديدة، وبعد أن أوشكت على القضاء على الفيروس في باكستان نهائيا، عاد شلل الأطفال للظهور بمعدلات مزعجة العام الماضي، حيث تم الإبلاغ عن ظهور 74 حالة على الأقل.

وبالمقارنة ظهرت ست حالات فقط عام 2023، وهو عام انتعشت فيه الآمال بإمكانية القضاء الكامل على الفيروس المسبب للمرض.

ويشير المسؤولون في باكستان إلى أن بعض الأسباب الرئيسية لعودة ظهور الفيروس، ترجع إلى عدم القدرة على نشر وحدات التطعيم، في المناطق المعرضة لأعمال عنف من جانب الفصائل الإسلامية المسلحة، إلى جانب تحركات الناس عبر الحدود مع أفغانستان.

ويقول ضياء الرحمن المتحدث باسم فريق القضاء على شلل الأطفال، "نحن نخطط لإطلاق حملات بالتنسيق مع حكومة طالبان في أفغانستان".

ويضيف إن المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين السكان، بالإضافة إلى الأمية على جانبي الحدود بين البلدين، تعقد الوضع بدرجة أكبر مما يؤدي إلى رفض الآباء تطعيم أبنائهم.

كما أن أفكار السكان متأثرة بالمعارضة العنيفة للتطعيم من جانب المتشددين بحركة طالبان وبعض رجال الدين، حيث يروجون لمقولة أن اللقاحات هي مجرد مؤامرة من الغرب لإصابة المسلمين بالعقم.

وفي رسالة عن طريق الواتساب إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قالت حركة طالبان الباكستانية إنها لا تستهدف الرعاية الصحية أو حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، ومع ذلك فإن هذه الحركة في الواقع تفعل تماما عكس ما تقول.

جدير بالذكر أن قرابة 150 من العاملين في قطاع الصحة ومن رجال الشرطة الذين كانوا يحرسونهم، قتلوا أثناء حملات التطعيم منذ عام 2012.

وبعيدا عن العنف الذي مارسته طالبان الباكستانية، والتي قتلت نحو 80 ألفا من مواطني بلدها على مدى عقود، فإن الحرب التي تشنها باكستان ضد شلل الأطفال تواجه تحديا من نوع آخر.

ويتمثل هذا التحدي الجديد في أنه من المرجح، أن يؤدي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، سحب التمويل من منظمة الصحة العالمية إلى التأثير سلبا على مشروعات الرعاية الصحية، عبر دول ما يعرف باسم الجنوب العالمي بما فيها باكستان.

ورغم تقليل المسؤولين الباكستانيين من شأن التأثير المنتظر لقرار ترامب، فإن أوليفر روزنباور المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بجنيف، قال إن أي تقليص في الالتزامات المالية من جانب أي شريك، يعرض هدف تحقيق عالم خال من شلل الأطفال للخطر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك