أعلنت المؤسسة الوطنية للكتاب فى الولايات المتحدة عن القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الوطنى للأدب المترجم لعام 2025، وسيتم الكشف عن القائمة القصيرة للجائزة فى السابع من أكتوبر المقبل، على أن تُعلن أسماء الفائزين خلال الحفل السنوى السادس والسبعين لتوزيع جوائز الكتاب الوطنى فى التاسع عشر من شهر نوفمبر المقبل.
وتضم القائمة الطويلة لهذا العام - والتى نشرتها مجلة «ذا نيويوركر» - عشرة أعمال مترجمة صادرة فى الأصل بتسع لغات؛ ألا وهى: العربية، والدنماركية، الهولندية، والفرنسية، والإيطالية، واليابانية، والكورية، والإسبانية، والأوزبكية، وتلك هى المرة الأولى التى يظهر فيها عمل مترجم عن اللغة الأوزبكية فى هذه الفئة.
وتشهد القائمة عودة ثلاثة مؤلفين ومترجمين سبق وأن ترشحوا للجائزة من قبل؛ ومن بينهم: الكاتبة الدنماركية، سولفاى باله، التى ترشحت عام 2024 عن الجزء الأول من سلسلة «عن حساب الحجم»، والمترجمة البريطانية، صوفى هيوز التى ترشحت فى الأعوام 2020 و2023 و2024 عن ترجمات متعددة لأعمال الكاتبة المكسيكية، فرناندا ميلكور، والإسبانية ليلى مارتينيز، وكذلك المترجمة كريستينا ماك سوينى التى ترشحت عام 2021 عن ترجمة «جزيرة الأرانب» للكاتبة الإسبانية، إلفيرا نافارو.
وتحفل القائمة هذا العام بالكُتّاب الحاصلين على عدة جوائز دولية مرموقة؛ مثل: جائزة أكوتاجاوا اليابانية، وجائزة كتاب العام للمكسيك، وجائزة دبلن الأدبية، وجائزة البوكر الدولية، وجوائز نقاد الكتاب الوطنى، وجائزة ساويرس الثقافية، وجائزة سكوت مونكريف الفرنسية، إضافة إلى جائزة نوبل فى الأدب.
وتزخر الأعمال المرشحة لهذا العام بقصص عن حيواتنا وحكاياتنا الإنسانية المتقاطعة والمليئة بالتفاصيل المتنوعة؛ ففى الجزء الثالث على سبيل المثال من سلسلة «عن حساب الحجم» - والتى قدمت له الترجمة عن اللغة الدنماركية كل من صوفيا هيرسى سميث وجينيفر راسل - تواصل الكاتبة سولفاى باله تأملاتها الفلسفية فى طبيعة العزلة والتواصل البشرى على حد سواء، بينما يمزج الكاتب الأوزبكى، حميد إسماعيلوف، فى روايته «نحن الحواسيب» - المترجمة عن الأوزبكية بواسطة شيلى فيروازر فيجا - بين الشعر والتاريخ ليطرح أسئلة هامة حول موضوعات هى حديث الساعة؛ على غرار الذكاء الاصطناعى، وحقوق المؤلف، وطبيعة الفن، والفضول البشرى.
ويتناول عملان مرشحان آخران إشكالية العيش فى العصر الرقمى؛ الأول هو رواية «الكمال» - المترجمة عن الإيطالية بواسطة صوفى هيوز- حيث يستعرض الكاتب، فينتشينزو لاترونيكو، حياة زوجين من جيل الألفية يعيشان فى برلين، ويبحثان فى دوامة الرفاهية والحياة الرقمية المليئة بنسب المشاهدات وضغطات الإعجاب عن الأصالة والمعنى فى هذه الحياة.
وتتناول الرواية الأخرى «الأحدب» - وهى الرواية الأولى للكاتبة اليابانية ساوو إشيكاوا والمترجمة بواسطة بولى بارتون - شخصية إحدى الشابات من ذوى الإعاقة تخوض حياتها عبر العالم الافتراضى مثيرة تساؤلات جريئة عن قضايا التحيز الجنسى، والقدرة الجسدية، والاستقلالية، والرغبة، وقوة الإرادة التى دومًا ما تكون أقوى بكثير من حدود إمكانيات أجسادنا الضعيفة.
كما تضم القائمة هذا العام أعمالًا أعادت صياغة تجارب إنسانية حقيقية؛ ونذكر منها رواية «نحن خُضر ومرتجفون» - المترجمة عن الإسبانية بواسطة روبن مايرز- التى قدمت عبرها الكاتبة الأرجنتينية، جابرييلا كابيسون كامارا، قراءة تاريخية مختلفة عن شخصية الراهبة المتنكرة المثيرة للجدل التى هربت من الدير وعاشت حياتها كرجل، أنطونيو دى إراوسو، إبّان الاستعمار الإسبانى للأمريكيتين.
وأيضًا رواية «ملكة السيوف» - المترجمة عن الإسبانية بواسطة كريستينا ماك سوينى - والتى رسمت من خلالها الكاتبة المكسيكية، جاسمينا بارييرا، صورة أرشيفية وتفاصيل حياتية للكاتبة البارزة والناشطة السياسية المكسيكية من القرن العشرين، إيلينا جارو، أما الكاتبة الفرنسية، نيج سينو، فتسرد عبر كتابها «النمر الحزين» - المترجم عن الفرنسية بواسطة ناتاشا ليرير - سنوات الاعتداء الجنسى الذى تعرضت له على يد زوج أمها، إلى جانب قراءة نقدية لأعمال أدبية شهيرة ناقشت موضوع سفاح القربى والاعتداء الجسدى لتفضح دور المجتمع فى التستر على الضحية والتبرير للجانى.
ولم تغب مأساة الحروب عن القائمة الطويلة لهذا العام، إذ تناولتها ٣ روايات مختلفة؛ ألا وهى: رواية «نحن لا نفترق» للكاتبة الكورية، هان كانج، والتى تدور أحداثها على جزيرة جيجو بعد الحرب الكورية لتسرد حكاية إحدى الصداقات التى تكونت تحت النيران، وتبعات ومآسى الحرب بصفة عامة.
ونذكر منها أيضًا رواية «مرحلة النوم» للكاتب محمد خير - المترجمة عن العربية بواسطة روبن موجر والصادرة عن دار نشر «الكتب خان» فى مصر - والتى مزجت بين الواقع والذاكرة والخيال كى ترصد حياة أحد المترجمين الذى يواجه عالمًا متغيرًا بالكامل فى القاهرة بعد خروجه من السجن؛ حيث استولى الأجانب على مقاليد الحكم والإدارة فى كل شىء.
أما رواية «الجندى المتذكَّر» - المترجمة عن الهولندية بواسطة ديفيد ماكاى - فترصد خلالها المؤلفة، أنجيت دانجه، قصة جندى فاقد الذاكرة بعد الحرب العالمية الأولى، فى سرد مؤثر ملىء بمشاعر الألم والفقدان يناقش قضايا الهوية والانتماء.
ويبلغ عدد الأعمال المقدمة لهذه الفئة هذا العام 139 كتابًا، وتضم لجنة التحكيم هذا العام: رئيسة لجنة التحكيم ستاشا براندون، والكاتب والأكاديمى الإسبانى سيرجيو جوتييريز نيجرون، وأستاذ الأدب المقارن بيل جونستون، والأستاذة المشاركة فى دراسات الأدب الفرنسى أنيت ك. جوزيف جابرييل، والكاتبة والأستاذة السابقة فى الأدب الأمريكى كارين تى ياماشيتا.