المزارعون الكينيون يستخدمون النحل والسمسم لإبعاد الأفيال البرية وتجنب أضرارها - بوابة الشروق
الخميس 14 أغسطس 2025 8:03 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

المزارعون الكينيون يستخدمون النحل والسمسم لإبعاد الأفيال البرية وتجنب أضرارها

تايتا تافيتا (كينيا) - (أ ب)
نشر في: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 9:34 ص | آخر تحديث: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 9:34 ص

تمثل الأفيال في تلال تايتا بجنوب كينيا تهديدا للمزارعين، حيث تغزو المحاصيل، وفي بعض الأحيان تصيب أشخاصا أو حتى تودى بحياتهم.

وقد تعرض المزارع ريتشارد شيكا / 68 عاما/ لمثل هذه المواجهات مع الأفيال. وقال " في إحدى المرات، كنت أحاول إبعاد فيل عن حقل الذرة الخاص بي، ولكنه استدار وهاجمني" مضيفا" لقد توقف عندما كان أمامي مباشرة، وتمكنت من القفز لابتعد عن طريقه".

ويشعر شيكا بأنه محظوظ لبقائه حيا. وبعد نحو عامين، ذكرت وسائل الاعلام المحلية أن طفلة / 3 أعوام/ تعرضت للدهس حتى الوفاة وكان السبب فيل في مقاطعة تايتا تافيتا، وأصيبت والدتها.

ويحيط أكبر متنزه وطني في كينيا تقريبا بالمنطقة التي تتواجد فيها مزرعة شيكا. وتقع حدود متنزه تسافو إيست الوطني على بعد أقل من 10 كيلومترات إلى الشرق، ومتنزه تسافو ويست نحو الشمال والغرب والجنوب. وطالما كان هذان المتنزهان بدون سياج، مما يتيح للحيوانات الهجرة، وهذا يضعهم بصورة متزايدة في مسار البشر .

ويوضح يوكا لوفونجا، الذي يجري أبحاثا بشأن التعايش بين البشر والفيلة من أجل منظمة " أنقذوا الأفيال" " الأماكن والبنية التحتية التي نقوم نحن البشر بتطويرها تعوق طرق ومسارات الهجرة التي تتبعها الأفيال".

وتأكل الفيلة نحو 150 كيلوجراما من النباتات يوميا، لذلك يعد إبعادها عن المزارع أمرا صعبا، خاصة إذا كان علف الماشية نادرا في الأماكن الأخرى. ويقول شيكا " الأفيال كائنات ذكية ". وأضاف" الفيلة ستحاول لمس السياج، وبمجرد أن تدرك أنه ليس سياج كهربائي، تقوم بالاندفاع إلى الداخل ".

وإذا حاول المزارعون إبعادهم، مثلما فعل شيكا، فإن الأفيال في بعض الأحيان ستدافع عن نفسها. وتقدر منظمة " كينيا وايلد لايف سيرفس" المعنية بالحياة البرية و منظمات أخرى للحفاظ على البيئة، تقوم بتعقب الصراع بين البشر والأفيال، أن نحو 30 إلى 35 شخصا يلقون حتفهم سنويا في حوادث ذات صلة بالأفيال في كينيا.

وفي بعض الأحيان تقدم المجتمعات على الانتقام من خلال طعن الأفيال أو تسميمها، ولكن هناك حلولا أخرى، مثلما توصل المزارعون، ومن بينها النحل.

ويقول شيكا " الأفيال لا تحب التعرض للدغ النحل، لذلك فهي تبتعد عن الأماكن التي توجد فيها خلايا النحل ".

وبمساعدة منظمة " أنقذوا الأفيال"، أصبح شيكا ضمن 50 مزارعا قاموا بتعليق خلايا نحل من أسلاك بين الأعمدة حول مزارعهم. وفي حال لمس الفيل السلك، فإن الخلايا ستهتز مما سيزعج النحل ويجعله يتحرك. ويمثل النحل جيشا من حراس الأمن الصغيرين الذين يبعدون الأفيال عن المزرعة.

وأوضح شيكا " بما أن خلايا النحل تعد سياجا، أستطيع الاستمرار في زراعة النباتات وتحقيق مكسب من العسل". وقد أشار إلى أنه جنى نحو 250 دولارا مقابل بيع العسل خلال هذا العام.

كما يمكن أن يحدث تغير المحاصيل اختلافا. فإن الأفيال تحب الذرة والبطيخ. ولكن هل تحب السمسم؟ والإجابة هي لا .

تنتج محاصيل السمسم رائحة تردع الأفيال، لذلك بالنسبة لجيرترود جاكيم / 70 عاما/ فإن التحول من زراعة الذرة والحبوب إلى السمسم كان أمرا لا يحتاج للتفكير. وقالت" أنا أتقدم في السن، لذلك لا أستطيع ردع الأفيال أو مطاردتهم".

وتعد جاكيم من ضمن 100 مزارع تلقوا دعما لتبنى إنتاج بذور السمسم. وقالت إن التغيير كان ضروريا للغاية. وأوضحت" على مدار الأعوام، أصبحت الأفيال مدمرة للغاية".

وقد جعلت ممارسات الزراعة التي تردع الأفيال- مثل الاحتفاظ بالنحل وزراعة السمسم- التعايش أكثر سهولة بالنسبة لمزارعين مثل شيكا وجاكيم.

ويأمل المعنيون بالحفاظ على البيئة أن تحظى هذه الممارسات الزراعية بالدعم الكافي على المدى الطويل في منطقة وصل فيها الصراع بين البشر والأفيال لمستويات مقلقة.

أفيال" علينا أن نعيش في وئام مع هذه الأفيال" مضيفا " وأن ننشر الوعي ونعمل على تحفيز المجتمعات لتغيير سلوكها نحو الحيوانات التي لدينا".

وحينها فقط يمكن للبشر والأفيال الاستمرار في الازدهار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك