تحاول دول أوروبية كثيرة زيادة معدلات عمليات إنعاش القلب في المكان الذي يرقد فيه المصاب، وتعليم مهارات الإنعاش القلبي عن طريق الضغط على الصدر، للأشخاص غير العاملين في الرعاية الصحية، مثل المارة.
ويوضح المجلس الأوروبي لإنعاش القلب، وهو منظمة غير ربحية تهدف إلى الترويج لهذه القضية في مختلف أنحاء أوروبا، أن الهدف هو إعداد "أمم من المنقذين للحياة وأن تكون أي مجتمعات على استعداد للتعامل مع الأزمات القلبية".
ومع ذلك تتباين الاستعدادات ما بين دولة أوروبية وأخرى، فالدول الاسكندنافية على سبيل المثال لديها معدلات في التدريب تزيد عن 80%، بينما تبلغ هذه النسبة في ألمانيا نحو 40% وتقل عن ذلك بريطانيا.
وأصبحت الضرورة الملحة العاجلة لنشر ثقافة إنعاش القلب أمرا مألوفا لدى مجموعة متطوعين من فرق الإطفاء الذين حضروا دورة تدريبية في هذا الخصوص بمدينة إيسن الألمانية.
وتتلقى فرق الإنقاذ التدريب في إطار مبادرة متنقلة للإنقاذ، تتضمن تطبيقا إليكترونيا لإخطار الأشخاص القريبين من المريض، والذين تلقوا تدريبا على الإنعاش في حالة الإبلاغ عن حالة طارئة.
وعندما يخطر فرد خدمات الطوارئ بوجود شخص تعرض لأزمة قلبية، يتم إخطار المتطوعين من خلال تطبيق، في حالة تصادف وجودهم بالقرب من مكان المصاب.
وفي 2013 جرى تدشين تطبيق الإنقاذ على الهاتف المحمول، وذلك كأول نظام من نوعه في ألمانيا للإخطار عن حالات الإصابة بالأزمات القلبية، وهو يربط 22500 مشارك في 40 مدينة وبلدة في ست ولايات فيدرالية.
والعملية الحسابية بسيطة : يصاب أكثر من 120 ألف شخص في مختلف أنحاء ألمانيا بتوقف فجائي للقلب خارج المستشفيات سنويا، وذلك وفقا لبيانات مجلس الإنعاش الألماني.
وينجو شخص واحد فقط من كل عشرة مرضى، ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى أن وصول خدمات الطوارئ لمكان الحالة يستغرق تسع دقائق في المتوسط.
ومن هنا فإن التطبيقات الأولى التي تهدف إلى إنقاذ المصابين بالأزمات القلبية، وتأسست منذ فترة طويلة في الدول الإسكندنافية وهولندا، يمكن أن تقوم بدور حاسم في الإنقاذ وفقا لما يقوله المتخصصون بمؤسسة بورن شتايجر في دراسة توضيحية.
وتعد إيسن واحدة من أولى المدن الكبرى التي تبنت مبدأ المنقذ المتنقل، والذي تم تأسيسه منذ بضع سنوات.
غير أن ثمة مشكلات تعترض تنفيذ هذا النظام بشكل مثالي، فالمسافات الطويلة في المناطق الريفية تجعل من الصعوبة تقديم المساعدة بشكل سريع، بينما يمثل الازدحام المروري في المدن تحديا أكبر، مما يجعل نظام الإسعاف التطوعي أكثر فائدة.