حذر الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، من أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت أقرب إلى الحرب الأهلية من أي وقت مضى.
وفي مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحت عنوان "نداء للرئيس ترامب في ظل دولة هشة على حافة الهاوية"، قال فريدمان: "عزيزي الرئيس (دونالد) ترامب، أكتب هذا بينما أركب القطار طوال الليل من الحدود البولندية الأوكرانية متوجها إلى كييف. كان ينبغي أن أفكر في حرب أوكرانيا، لكني أفكر فيك ولماذا قد يكون أعقاب جريمة قتل تشارلي كيرك البشعة أهم نقطة تحول في رئاستك وذلك يعتمد على طريقة تصرفك".
وأضاف فريدمان: "دعني أكون واضحا: لن تفوز بجائزة نوبل للسلام - التي تتوق إليها كثيرا-، من خلال الوساطة بين الأوكرانيين و(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين أو في غزة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولا أي من هذين النزاعين ناضج لحل الآن، لكن أمامك فرصة للفوز بشيء أكثر أهمية وتأثيرا تاريخيا وهي جائزة السلام الأمريكية".
وتابع: "اصنع السلام في الداخل بين الأمريكيين، هذه هي جائزة السلام التي لا تحتاج لأن تمنحك إياها جهة ما، إنها متاحة لتأخذها، هذه الجائزة الأمريكية للسلام لن يمنحها الإسكندنافيين، ولكن التاريخ هو من سيمنحها".
ومضى قائلا: "سيقول التاريخ إنه حين اقترب الأمريكيون من حرب أهلية ربما أكثر من أي وقت منذ الحرب الأهلية، فقد فاجأهم الرئيس ترامب بالمفاجأة الإيجابية: اتصل بباراك وميشيل أوباما، وبيل وهيلاري كلينتون، وجورج ولورا بوش، وزعماء الديمقراطيين والجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب وجميع القضاة التسعة في المحكمة العليا وقال: تعالوا إلى البيت الأبيض ودعوا البلد يرانا نقف معا ضد العنف السياسي ونعد بأننا سنكون نموذجا للحوار المدني والاختلاف- في خطبنا وعلى الإنترنت - وسننتقد السلوك المعاكس عندما نراه بين أنصارنا كما نراه بين منافسينا".
وواصل الكاتب الأمريكي رسالته إلى ترامب قائلا: "سيدي الرئيس، إذا تعاملت مع سرطان التطرف السياسي الذي يأكل روح بلادنا باعتباره قادما فقط من أقصى اليسار وليس أيضا من أقصى اليمين، فستخرب إرثك وتدمر البلاد".
وتابع فريدمان أنه "لا يوجد شيء على الإطلاق، سيعزل المتطرفين على اليسار واليمين أكثر مما لو فعلت ذلك"، مؤكدا أنه "لا شيء سيكون أفضل للبلاد من محاولة تهدئة الناس وتوحيدهم".