شهدت محكمة جنح أكتوبر، اليوم، حضورًا محدودًا من أسر ضحايا حادث انفجار خط الغاز بطريق الواحات، قبيل صدور الحكم على 6 متهمين من موظفي شركة مقاولات ومكتب استشارات هندسية، بتهمة التسبب في وفاة 8 أشخاص وإصابة 16 آخرين خلال تنفيذ أعمال تطوير بالمنطقة.
وفي تصريحات لـ"الشروق"، عبرت والدة سيف وائل، أحد المصابين في الحادث، عن أملها في أن يشفي الحكم المنتظر جراح أسر الضحايا والمصابين، قائلة: "جينا المحكمة النهاردة نسمع حكم يبرد نارنا ويشفي قلوبنا، لأن الحادث تسبب في مأساة نفسية وجسدية كبيرة لولادنا".
وأضافت أن نجلها يعاني من آثار جسدية ونفسية مستمرة نتيجة إصابته بحروق من الدرجة الثالثة، موضحة: "جسمه لسه فيه التهابات، وحركته بقت ضعيفة.. الليل بيكون أصعب وقت عليه من الألم"، مؤكدة أن حالته النفسية تدهورت ورفض استكمال دراسته في الصف الثاني الثانوي الفندقي، بعد أن كان يعمل بأحد المطاعم لمساعدة الأسرة بعد انفصال والديه.
وطالبت الأم بتوفير فرصة عمل مناسبة لحالة نجلها الصحية، إلى جانب صرف تعويضات عاجلة للمصابين، واستكمال علاجهم على نفقة الجهات المسئولة عن الحادث.
وشهدت الجلسة غياب عدد من المحامين عن الحضور، وسط أجواء من الحزن والحسرة التي بدت واضحة على وجوه أسر الضحايا، الذين ما زالوا يعيشون آثار الفقد والألم.
وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين إلى المحكمة، بعد توجيه اتهامات لهم بالتسبب في الحادث نتيجة الإهمال، وعدم الحصول على التصاريح اللازمة، وغياب إجراءات السلامة والإشراف الفني خلال تنفيذ أعمال الحفر والتطوير بطريق الواحات.
وأكدت التحقيقات أن الحادث وقع بسبب تنفيذ الأعمال دون إخطار شركة الغاز أو إجراء الجسات اليدوية المطلوبة، واستخدام معدات ثقيلة بشكل مخالف، ما أدى إلى حدوث الانفجار الذي أودى بحياة عدد من المواطنين وأصاب آخرين، فضلًا عن احتراق 11 مركبة.
وشددت النيابة في بيانها على التزامها بمحاسبة المسئولين عن الإهمال الجسيم، حفاظًا على أرواح المواطنين وتحقيقًا للعدالة.