في ضوء مرور 50 عاماً على عرض الفيلم الأبرز عن رعب الأعماق "الفك المفترس"Jaws يُقام معرض صور في الفترة من 28 يونيو إلى 13 يوليو 2025، في ريد بانك، نيو جيرسي، من تنظيم CODA بالاشتراك مع Popcore و Universal Studios و Amblin Entertainment.
وعندما عُرض فيلم "الفك المفترس" لأول مرة عام 1975، لم يُرعب جيلًا كاملًا فحسب، بل أعاد تعريف أفلام الإثارة، وأنشأ أفلام الصيف الناجحة، وأظهر مدى فعالية تقنيات الرسوم المتحركة البسيطة، وهو واحد من أبرز أفلام المخرج العالمي ستيفن سبيلبرج.
الفيلم الذي أحدث انقلابا
يكاد يكون فيلم "الفك المفترس" مرادفًا للصيف الأمريكي، تمامًا مثل الاحتفالات الكبرى وفطيرة التفاح، وفقًا لكريس لو، مدير مختبر أسماك القرش في جامعة ولاية كاليفورنيا في لونج بيتش، لشبكة ABC News، فقد استغل الفيلم الخوف الفطري لدى البشر، وأصبح ظاهرة اجتماعية في الولايات المتحدة وخارجها، محققًا إيرادات تجاوزت 470 مليون دولار في شباك التذاكر، بعد تعديلها وفقًا لنسبة التضخم.
وغرس فيلم "الفك المفترس" الخوف من المجهول - وهذا هو السبب في أنه لا يزال قويا حتى الآن، كما قال روس ويليامز، مؤسس موقع "The Daily Jaws"، وهو مجتمع عبر الإنترنت مخصص للاحتفال بالفيلم، وفقا لشبكة إيه بي سي نيوز.
وقال جيمس سوليكوفسكي، مدير محطة التجارب البحرية الساحلية في جامعة ولاية أوريجون، لشبكة إيه بي سي نيوز: "هذا الفيلم جعل أسماك القرش في صورة شريرة -أشرار بحريين جدد- وأصبح الناس خائفين للغاية من أي نوع موجود في المحيط".
وعلق لوي، الذي نشأ في جزيرة مارثا فينيارد حيث تم تصوير الفيلم، أن الحيتان كانت أكثر الحيوانات البحرية رعباً في الأجيال التي سبقت عرض فيلم "الفك المفترس"، وأضاف لوي أن الخوف استند إلى قصص بحارة عائدين من رحلات صيد حيتان لقي فيها أصدقاؤهم وأقاربهم حتفهم، وأشار إلى أن رواية "موبي ديك" لهيرمان ملفيل، الصادرة عام 1851، عن قبطان سفينة صيد حيتان يُدعى "أهاب وسعيه" للانتقام من حوت العنبر الأبيض العملاق الذي قضم ساقه، ساهمت على الأرجح في هذا الشعور بالخوف، قبل أن يصبح القرش الأكثر رعبا.
لكن الحقيقة عكس تماما ما روج له الفيلم، وقال الخبراء إن أكثر هذه المغالطات وضوحًا هي أن أسماك القرش تريد مهاجمة البشر أو أكلهم، وصرح تايلور تشابل، الرئيس المشارك لمختبر الأسماك الكبيرة بجامعة ولاية أوريجون، لشبكة ABC News، بأن فكرة أن أسماك القرش "قاتلة طائشة" ستقتل أي شخص يسبح في الماء أو على متن قارب، لا تتناسب مع طبيعة هذا الحيوان المفترس.
وتابع سوليكوفسكي: "لسنا على قائمة طعام أسماك القرش، إنهم لا يريدون أكلنا".
وأضاف ويليامز، "عندما صدر الفيلم، كان على الأرجح الفيلم الأكثر تسويقا على الإطلاق على نحو مخادع لكنه رائع في الوقت نفسه على المستوى الفني"، وشرح سليكوفسكي أن أكبر فكرة خاطئة لا تزال تتردد بين عامة الناس –بسبب الفيلم- هي أن رؤية سمكة قرش هي شيء سيئ، لكن وجود أسماك القرش هو في الواقع علامة على وجود نظام بيئي صحي، "علينا فقط أن نتعلم كيفية التعايش معها".
وأوضح لوي، "نظرًا لأن تصورات الناس عن أسماك القرش كانت سلبية، فقد أصبح من الأسهل بالنسبة لهم السماح بتبرير الإفراط في صيد أسماك القرش، بغض النظر عن نوعها"، وأعرب كل من سبيلبيرج عن ندمه في الماضي بشأن كيفية تأثير فيلم "الفك المفترس" على تصور الجمهور لأسماك القرش، حيث يقتل البشر ما يصل إلى 100 مليون سمكة قرش سنويًا نتيجة للصيد الجائر، وفقًا لمعهد أبحاث أسماك القرش.