• التلباني وهو من قطاع غزة قال إنه أمضى عاما في سجون إسرائيل تحت التعذيب الشديد
لم يتمالك الأسير الفلسطيني المحرر أحمد التلباني دموعه وهو يعانق طفله للمرة الأولى منذ أكثر من عام، فور وصوله قطاع غزة الاثنين.
وقال التلباني في حديث للأناضول، وهو يمسح على رأس طفله ويذرف دموعه، إنه نسي ملامح وشخصيات أطفاله خلال عام أمضاه تحت التعذيب المتواصل داخل السجون الإسرائيلية.
وفي مشهد مؤثر امتزجت فيه الدموع بالفرحة، التقى التلباني عددا من أفراد عائلته في ساحة استقبال الأسرى المحررين بمجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي غزة، فور وصوله القطاع الاثنين.
وبدت على وجه الفلسطيني المحرر ملامح الصدمة والإرهاق خلال حديثه عن التعذيب الشديد الذي تعرض له خلال فترة الاعتقال في سجون إسرائيل.
فيما لم يخف فرحته بصفقة التبادل التي أفرجت الاثنين، عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب، وفق ما أكده بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين.
هذا الإفراج جاء عقب إطلاق كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، فيما تقدّر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا آخرين، تسلمت 4 منهم.
وجاءت صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.
** تعذيب شديد
وذكر التلباني: "كنت كل ليلة أبكي لأني نسيت أولادي وأشكالهم من (شدة) العذاب داخل السجون الإسرائيلية".
وأوضح أنه وباقي الأسرى الفلسطينيين تعرضوا داخل السجون الإسرائيلية لأنواع مختلفة من التعذيب الذي كاد يودي بحياتهم.
وتابع في حديثه عن ذلك: "قبل أسبوعين ضربونا، دخلوا علينا أقسام السجن محملين بأنابيب الغاز التي فتحوها داخل غرفنا".
ورغم هذا التعذيب، يشير إلى "صمود الأسرى" داخل السجون الإسرائيلية، معربا عن آماله أن تشملهم الحرية في القريب العاجل.
وحث الأمة العربية والإسلامية على التحرك من أجل عدم إبقاء أي أسير فلسطيني داخل سجون إسرائيل، وذلك لقسوة الظروف التي يتعرضون لها.
** "مدمرة.. سنعمرها"
التلباني وهو من سكان منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، والتي سوت إسرائيل معظم منازلها ومنشآتها بالأرض، قال "لو مدمرة.. سنعمرها".
وأشار إلى أن مشاهد الدمار لا تكسر الفلسطينيين، متابعا: "من يريد الوطن.. يجب أن يصبر".
وألحق جيش الاحتلال الإسرائيلي دمارا هائلا طال المنازل والبنى التحتية في بلدة جباليا ومخيمها خلال عملية برية استمرت 20 يوما، بدأها في 12 مايو 2024 وأنهاها في 31 من الشهر نفسه.
كما شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية لتدمير ما تبقى من مبانٍ في تلك المناطق خلال الأشهر اللاحقة.
** "فرحة لا توصف"
وبعد عام من الفقد والخوف، أعربت حنان التلباني زوجة الأسير المحرر، عن سعادتها الغامرة بلقائه، قائلة: "الفرحة لا توصف".
وأضافت: "شكرا للشعب الفلسطيني الذي ضحّى وعانى حتى نصل إلى هذه اللحظة".
وأعربت عن أمنياتها بالإفراج عن كافة الأسرى من سجون إسرائيل، متابعة: "والرحمة للشهداء، وسنعيد إعمار ما دمرته الإبادة".
والاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء المرحلة الثانية من خطته لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، مؤكدا أنه سيكون هناك "تقدم هائل" بما يخص خطة السلام بعد قمة شرم الشيخ بمصر التي عقدت في اليوم نفسه.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 ولعامين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.