• مبادرة "تترا باك" خطوة رائدة نحو الاقتصاد الدائري
أعرب السفير السويدي في القاهرة، داج يولين دانفت، خلال كلمته في مؤتمر إطلاق حملة "دور العلبة تدورلك"، عن تقديره لشركة تترا باك لجهودها العالمية في مجال إعادة التدوير، مؤكدًا أن الشركة لا تمثل مجرد نموذج ناجح للأعمال التجارية، بل تعد من الرواد العالميين في تحويل المخلفات إلى موارد اقتصادية.
وأكد السفير، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي، المنعقد حاليا، في أحد فنادق للإعلان عن إطلاق حملة " دور العلبة تدورلك"، أن وجود شركات مثل يونيبورد وبيتي وجهينة في هذا التحالف يعكس قوة الشراكة المحلية الداعمة للمبادرة، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع وزارة البيئة وجهاز تنظيم إدارة المخلفات في تنفيذ مشروعات تحقق رؤية مصر نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة.
وقال السفير، إن المبادرة تمثل علامة جديدة في مسار التعاون بين مصر والسويد لتحقيق مستقبل أكثر استدامة قائم على الاقتصاد الدائري، موضحًا أن العالم يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في تخطي خمس من أصل سبع "حدود كوكبية" بيئية، وهو ما يعني أن البشرية لم تتكيف بعد مع واقع التغير المناخي، مما يستدعي تعزيز عمليات إعادة التدوير وتقليل انبعاثات الكربون.
وأضاف، أن السويد أصبحت من أكثر دول العالم نجاحًا في إدارة المخلفات، حيث يُعاد تدوير أكثر من 99% من النفايات، موضحًا أن هذه الرحلة بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي عندما بدأ المجتمع السويدي في إدراك حدود قدرة البيئة على التحمل.
وأكد أنه لم يعد في السويد مكبات للنفايات، إذ يتم إعادة استخدام أو تدوير كل المواد بشكل كامل، مضيفا أن السويد حولت النفايات إلى مصدر للطاقة، مشيرًا إلى أن مدينة ستوكهولم تعتمد بالكامل في إنتاج الكهرباء والطاقة على النفايات المُعاد تدويرها، وأن جميع حافلات النقل العام في العاصمة تعمل بالوقود الحيوي المستخرج من المخلفات، ما يمثل نموذجًا عمليًا للاقتصاد الدائري الناجح الذي يحقق أيضًا عوائد اقتصادية قوية.
وقال السفير السويدي، إن هدف بلاده هو أن تصبح أول دولة في العالم خالية تمامًا من الوقود الأحفوري بحلول عام 2045، مشيرًا إلى أن هذا الهدف الطموح يتماشى مع ما تقوم به مصر من خطوات جادة لتحقيق رؤية مصر 2030 والتزاماتها المناخية التي أُعلنت خلال مؤتمر COP27.
وأشاد السفير بدور القطاع الخاص في دفع جهود الاستدامة، موضحًا أن القطاع العام يضع الأطر التنظيمية، بينما القطاع الخاص هو من ينفذ على أرض الواقع من خلال المنافسة والشفافية، مشيرًا إلى أن "الاقتصاد الأخضر ليس فقط ضرورة بيئية، بل فرصة اقتصادية ضخمة".
واختتم كلمته بالتأكيد على أن اتفاق "تدوير عبوات المشروبات الكرتونية المستعملة (UBC)" في مصر يجب أن يُعد نموذجًا للتعاون الإقليمي الملهم لبقية القطاعات، داعيًا إلى استمرار الشراكة بين مصر والسويد والقطاع الخاص في البلدين من أجل تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأكد السفير في ختام كلمته أن "التغيير ممكن، وأننا نحن من نصنع المستقبل بأيدينا، من خلال التعاون الجاد والعمل المشترك من أجل كوكب أفضل".