قال الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن حركة حماس اقتنعت بأنها خسرت الكثير، موضحًا: "مَن يقرأ كشف الحساب والأرباح والخسائر على حركة حماس كتنظيم يرى أنها خسرت الكثير.. كحركة سياسية خسرت الكثير وكحركة مقاومة خسرت الكثير أيضا والقضية الفلسطينية أكبر من كل الفصائل".
وأضاف في لقاء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "هناك دماء الشهداء التي أريقت بفعل آلة حرب الإسرائيلية وسلوك نتنياهو مجرم الحرب، وعندما نقول ذلك، فهذا ليس انحيازا ضد نتنياهو، بل هذا ما يقره القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وتابع: "ربما إزاء هذا المشهد الدموي لم تجد حماس مفرا من أن تقبل، وأن تغازل في بعض الأحيان ترامب، وهذه ليست المرة الأولى، بل سبقتها عدة مرات، سواء حماس كحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين من حيث مغازلة قوى دولية وإقليمية أو التنظيم الأم الذي خرجت من عباءته وهو الإخوان، فقد سبق وأن سلوك هذا السلوك عدة مرات، سواء عندما تأسس في عهد الاستعمار القديم (بريطانيا) أو عندما أدار علاقات مع قوى غربية في ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بدءً من حرب أفغانستان وصولا إلى ما نحن فيه الآن".
وأضاف أن حركة حماس سبقت الجميع في ممارسة الواقعية السياسية أو البراجماتية، مشيرًا إلى تعديلها لميثاقها الوطني في 2017، حيث نزعت عن ميثاقها التأسيسي ارتباطها بتنظيم الإخوان المسلمين، وأعلنت قبولها ما يعرف بحل الدولتين، وهو ما يخالف ميثاقها التأسيسي السابق.
وأوضح أن هناك من يتهم حماس بوضع مصلحتها الفصائلية والحزبية فوق مصالحها العليا كحركة مقاومة وتحرر وطني، لكنه رأى أن حركات التحرر الوطني تعتمد على عمل جبهوي يشمل الجميع ويفسح المجال للتعاون لتحقيق حلم التحرير.
وأشار إلى أن التنظيمات الفلسطينية في الثمانينات، مثل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والجبهة الشعبية وأنظمة أخرى، كانت تهدف إلى تأسيس إطار جامع يضم كل الفصائل، ليكون بمثابة الإطار السياسي الذي يدعم العمل النضالي والجهادي، ويضمن حرية التحرك للجميع في مسار التحرر الوطني.