تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة موجه إلى كل من المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، بشأن واقعة ضرب مدير مدرسة لطالبتين بإحدى مدارس التعليم الثانوي العام بمحافظة البحيرة، حيث قام بصفعهما على الوجه، وركلهما بالقدم، وسحبهما من ملابسهما.
وتساءلت الجزار: "لماذا أصبحنا متفرجين على ظاهرة ضرب النساء المنتشرة في مجتمعنا، والتي ترسخت خلال العقود الماضية، حتى نجني ثمارها الفاسدة الآن، سواء من موت النساء أو إصابتهن بأمراض نفسية منذ طفولتهن؟" مطالبةً بحملات توعية ضد ضرب النساء، وسَنّ تشريع عاجل لمحاسبة كل رجل يعتدي بالضرب على امرأة، سواء كانت زوجته أو ابنته أو شقيقته أو طالبة لديه، متسببًا لها في إصابات جسدية أو نفسية.
كما ناشدت النائبة الأزهر الشريف بضرورة المشاركة في هذه الحملات التوعوية، لمواجهة الفكر المتطرف الذي يعتمد على تحريف تفسير بعض آيات القرآن الكريم، وتلقينها للنشء في الكتاتيب والمدارس، حتى أصبحوا يمارسونها في الكبر على الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال.
وأوضحت الجزار أن 31% من النساء في مصر يتعرضن للعنف والضرب من قِبَل الزوج، حيث تتعرض ثلاث من كل عشر نساء سبق لهن الزواج في الفئة العمرية بين 15 و49 عامًا لبعض صور العنف من قبل الزوج.
وأضافت النائبة: "العنف الجسدي هو أكثر صور العنف الزوجي انتشارًا، حيث تعرضت 26% من النساء المتزوجات أو من سبق لهن الزواج لبعض صور العنف الجسدي مرة واحدة على الأقل. كما أن 2% من النساء تعرضن للخنق، وهو أحد أشكال العنف المفرط، ورغم عدم شيوعه، فإنه أكثر خطرًا وضررًا".
وتعرضت 22% من المعنفات للصفع، و15% للدفع بقوة أو النهر أو القذف بأشياء، و13% تم ليّ أذرعهن، فيما تعرضت 8% للكم بقبضة اليد أو بشيء مؤذٍ، و6% للركل، بينما واجهت 2% عنفًا مفرطًا تضمن الحرق أو الخنق، وتمت مهاجمة أو تهديد 1.3% بسكين أو مسدس أو سلاح آخر.
وأوضحت النائبة أن هذه النسب تعكس نتائج البحوث والاستطلاعات التي أجرتها الفرق المسؤولة بالمنظمات الحقوقية المصرية والمجلس القومي للمرأة، مؤكدةً أن الواقع قد يكون أشد سوءًا، حيث توجد أعداد كبيرة من النساء لم تصل أصواتهن ويحتجن إلى إنقاذ.
وأكدت أن الأمر يتطلب تغييرًا جذريًا في السلوك التربوي في جميع أنحاء مصر، سواء في المدن أو المحافظات أو الأرياف أو سيناء أو الواحات، من أجل القضاء على ثقافة العنف الذكوري التي تترسخ في العقل الباطن للرجال، وتظهر عند وقوع خلافات كبيرة مع الطرف الأضعف في العلاقة.
كما شددت على أن تربية الأطفال على إباحة ضرب النساء، سواء كانت شقيقة أو زوجة أو ابنة، لا تعبر عن الرجولة، قائلةً: "من يستشعر رجولته في ضرب النساء فهو مريض نفسي أو رجل غير ناضج".
وتابعت: "لأننا مجتمع شاعت فيه القسوة، لم يعد ضرب النساء مرتبطًا بثقافة الرجل أو مستواه المادي أو التعليمي، فالرجل المهذب الذي تربّى على السلوك الحسن واحترام وتقدير النساء، ويؤمن بأن ضربهن 'عيب'، لم يُقدم أبدًا على هذا السلوك المنحرف".
وطالبت الجزار بمعاقبة مدير المدرسة على فعلته، مؤكدةً أن سلوكه يدل على أنه اعتاد ممارسة العنف، شأنه شأن غيره من الرجال الذين يستخدمون الضرب بحجة التربية وتقويم السلوك، وهو سلوك في منتهى الخطورة. كما شددت على ضرورة فصله نهائيًا من العمل، وعدم السماح له بالعودة إلى أي منصب تعليمي، حتى لا ينشر سلوكه المشين بين الطلاب.
كما طالبت النائبة بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف، لإطلاق حملات توعوية ضد ضرب النساء والفتيات. وأكدت أيضًا ضرورة مناقشة اللجنة التشريعية بمجلس النواب لمشروع قانون رادع، يعاقب كل رجل يضرب امرأة ويتسبب في إحداث أذى جسدي أو نفسي لها، حتى وإن كان مجرد كدمات.