تأخير عرض العمل 3 سنوات جاء لصالحه وسعيدة بردود الأفعال
تحتفى المؤلفة سماح الحريرى هذه الأيام بردود أفعال مسلسلها الجديد «حرب الجبالى»، والذى يذاع على قناة mbc مصر، بعد أن تم تأجيل عرضه لأكثر من ثلاث سنوات، وتواصل من خلاله رحلتها مع الحارة الشعبية التى سبق وقدمتها فى أكثر من عمل، ومنها مسلسل «الحلال»، و«أيام»، وغيرها.
وحول كواليس هذه تجربتها مع «حرب الجبالى»، والظروف التى أحاطت بها، والتحديات التى تواجهها فى مسيرتها الفنية، تحدثت المؤلفة سماح الحريرى لـ«الشروق»؛ حيث بدأت كلامها عن سبب تأجيل المسلسل كل هذه السنوات، وقالت: لا أحد من فريق العمل يعلم السبب الحقيقى وراء تأجيل عرض المسلسل كل هذه السنوات، وكنت أشعر بحالة ضيق شديدة من هذا الأمر، فأى مبدع يحلم بلحظة عرض عمله بعد الانتهاء منه لتلقى ردود الأفعال، وقد تواصلت بالفعل مع المسئولين لمعرفة السبب ولم أتلقَ إجابة واضحة، وفوجئت بقرار عرضه وسعدت به كثيرا خاصة أن الظروف التى يشهدها الشارع المصرى حاليا تتشابه مع بعض أحداث المسلسل، فأتصور أن التأخير جاء لصالح العمل فى النهاية وسعيدة بردود الأفعال التى يحققها المسلسل.
وعن سبب حرصها على إظهار الحارة المصرية بأفضل صورة لها قالت: ليس بالضرورة أن يكون العمل الفنى انعكاسا للواقع، وللأسف نحن الوحيدون فى العالم الذين نُشَرِح أنفسنا بأيدينا، وننشر عيوبنا أمام العالم، رغم أننا لو رصدنا النماذج السيئة فى مجتمعنا سنجدها أقل بكثير من النماذج الجيدة، فنحن 120 مليون مصرى لو كان هناك مليون شخص سيئ، فالنسبة لا تقارن، لكن للأسف هناك من يسلط الضوء على النسبة السيئة فقط، ومع ذلك لا أدَّعى أننى أقدم أعمالا مثالية، فنحن فى مسلسل «حرب الجبالى» نقدم نماذج مختلفة من البشر، ونرصد الخير والشر كما هو الحال منذ بدء الخليقة.
وبسؤالها إلى أى مدى تدخلت فى ترشيح أبطال العمل قالت: ليس بشكل كبير فهذه مسئولية مخرج المسلسل محمد أسامة، ولكن قدمت رؤيتى الخاصة لبعض الشخصيات ورشحت أسماء بعينها بعد أن شعرت أنهم الأنسب لهذه الأدوار، والحقيقة سعيدة جدا بأداء عدد كبير من ممثلى العمل الذين برعوا فى لعب أدوارهم، ومنهم انتصار وسوسن بدر وطبعا رياض الخولى الذى قدم شخصية جديدة عليه بشكل رائع، والمتألق دائما صلاح عبد الله وغيرهم من أبطال العمل الذى يضم نخبة كبيرة من الفنانين منهم أحمد رزق وأحمد خالد صالح وفردوس عبد الحميد وهبة مجدى ونسرين إمام وغيرهم.
وعما إذا حرصت على حضور تصوير العمل قالت: لست معتادة حضور لوكيشن تصوير أعمالى، وأعترف أن هذا تقصير كبير من جانبى، ودفعت ثمنه غاليا فى بعض الأعمال، حيث فوجئت بتلاعب كبير فى السيناريو الخاص بى من بعض المخرجين الذين يظنون أنهم امتلكوا الورق، فقاموا بعمل تعديدلات بالسيناريو على هواهم دون الرجوع لى، رغم أننى فى كل تعاقد لى أؤكد على مخرج العمل أننى موجودة ولا أتأخر عن تعديل أى شىء مهما كان التوقيت، لكن للأسف لا يدرك بعض المخرجين أن كلمة السر وراء أى مسلسل هو المؤلف، والحمد لله أننى تعاونت مع نخبة من المخرجين الرائعين يقدرون قيمة المؤلف، منهم مجدى أبو عميرة الذى تعاونت معه فى ثلاثة مسلسلات، والمخرج أكرم فريد رغم أنه حدث خلاف بيننا أثناء تصوير «ساحرة الجنوب» لكننا كررنا التعاون فى «ولاد عابد» والمخرج الراحل حسين عمارة ومؤخرا المخرج محمد أسامة.
وردا عن حقيقة اختفائها بعد بدء تصوير العمل ومعاناة بعض أبطال أعمالها من الوصول إليها قالت: عانيت كثيرا طوال مشوارى المهنى من تدخل بعض الأبطال فى عملى لصالح مساحة أدوارهم فقط دون الاهتمام بتأثير ذلك على أحداث المسلسل كله، وكنت أفاجأ بطلبات لعمل تعديلات غريبة، وكنت أدخل فى مفاوضات مضنية مع أبطال العمل بسبب هذا الأمر، وأحيانا كنت أرضخ قليلا حتى لا أتسبب فى إيقاف التصوير وتعطيل العمل، وعليه قررت أن أختفى تماما بعد بدء التصوير على أن يكون التواصل فقط بينى وبين المخرج أو مساعده، وأرفض تماما أن يتواصل أحد الممثلين معى فى محاولة للتدخل فى عملى، فقد كانت هناك جلسات سابقة قبل التصوير لمناقشة جميع تفاصيل العمل.
وعن عودتها للمسلسلات الطويلة بعد أن خاضت تجربة المسلسلات القصيرة فى «علاقة مشروعة» قالت: مسلسل «حرب الجبالى» تم كتابته قبل أن تصبح المسلسلات القصيرة موضة الدراما حاليا، ومن جانبى أميل للمسلسلات القصيرة وأؤمن أنها لغة العصر الحالى، خاصة أننى أشعر بحالة إرهاق شديدة، وأكتب المسلسلات الطويلة، وأحيانا أشعر بزهق، لكنى مؤلفة محترفة فى النهاية، وحينما يطلب منى مسلسل من 50 حلقة فأنا قادرة على كتابته، وهذا ما حدث فى مسلسل «حرب الجبالى»؛ حيث تواصل معى المنتج صادق الصباح وطلب منى مسلسلا تدور أحداثه فى الحارة الشعبية، وكان لدى بالفعل فكرة تدور فى نفس الأجواء فعرضتها عليه ورحب بها كثيرا، وبدأنا التنفيذ واستغرق كتابة السيناريو أكثر من ثلاثة شهور.
وبمواجهتها بأنها أصبحت تفضل المناطق الآمنة فى أعمالها بتقديم أعمال اجتماعية عادية بعيدا عن المناطق الشائكة التى خاضتها من قبل، قالت: الأمر ليس بيدى، فعن نفسى أحب الدخول فى المناطق الشائكة مثلما فعلت مع مسلسل «القاصرات» الذى قدمته فى عهد الإخوان حينما كانوا يسعون لتشريع يخص سن التاسعة للفتاة ليكون السن المناسبة للزواج، وقدمت «ساحرة الجنوب» أول مسلسل عربى يخوض فى عالم الجن والشياطين، ولدى الكثير من الموضوعات الشائكة، لكن للأسف جهات الإنتاج تخشى دخول هذه المناطق، بدليل عدم استكمال تصوير مواسم مسلسل «ساحرة الجنوب» بعد الهجوم الذى تعرض له العمل، وأصبح المنتج هو من يحب البقاء فى المنطقة الآمنة.