إيمان الحصري: سيناريو قصف تل أبيب الذي غطّيته كمراسلة قبل 18 عاما أصبح واقعًا على الهواء - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 7:00 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

إيمان الحصري: سيناريو قصف تل أبيب الذي غطّيته كمراسلة قبل 18 عاما أصبح واقعًا على الهواء


نشر في: الإثنين 16 يونيو 2025 - 11:12 م | آخر تحديث: الإثنين 16 يونيو 2025 - 11:12 م

كشفت المذيعة إيمان الحصري أن ما يحدث في تل أبيب حاليًا من قصف صاروخي إيراني، كانت قد عاصرته بنموذج محاكاة ميداني قبل 18 عامًا، حين كانت تعمل مراسلة لقناة النيل للأخبار بالأراضي المحتلة، حيث نشرت تفاصيل تلك التجربة عبر حسابها على "فيسبوك"، قائلة:

"شاهدت هذا المشهد قبل 18 عامًا! في 2007، كنت مراسلة لقناة النيل للأخبار في الأراضي المحتلة، وأعددت تقريرًا عن محاكاة ميدانية في قلب تل أبيب بعنوان: لو ضربت إيران تل أبيب… ماذا سيحدث؟ كيف ستتحرك الجبهة الداخلية؟ كيف ستستجيب سيارات الإسعاف؟ كيف سيتعامل الدفاع المدني؟ هل المخابئ مجهزة؟ وهل الشرطة قادرة على ضبط الفوضى؟"

وتابعت: "كان المشهد يبدو حقيقيًا بشكل مربك، صفارات الإنذار تدوي فجأة، عربات الإسعاف مصطفة في حالة تأهب وكأنها تنتظر إصابات حقيقية، المسعفون يراجعون التعليمات بسرعة وهدوء، وألواح نقل المصابين جاهزة، فرق الدفاع المدني تتحرك بتنظيم، بعضهم ينسق إخلاء المباني، وآخرون يوجهون حركة المرور بعيدًا عن الخطر، ورجال الإطفاء على استعداد أمام المباني المرتفعة وكأنهم يواجهون حرائق فعلية."

وواصلت: "في الشوارع الجانبية، هرع السكان إلى مخابئ أرضية فُتحت لهذا السيناريو، كانت مجهزة بأنظمة تنقية هواء وإمدادات طوارئ، تحسبًا لحصار قد يستمر لأيام، وفي السماء، طائرات مسيرة تابعة للشرطة تحلق على ارتفاع منخفض، تراقب المشهد كما لو كانت مدينة تتعرض لهجوم فعلي، كل شيء كان محسوبًا بدقة، كل شخص يعرف موقعه ويتحرك بانضباط."

وأكملت: "بعد انتهاء جزء من التمرين، كان من المقرر أن أجري لقاء مع المسؤول العسكري الإسرائيلي المشرف على المحاكاة. قبل التسجيل، سألني بنبرة تعالٍ: من أين أنتِ؟ للحظة، تحولت داخلي من مراسلة صغيرة إلى مصرية تشعر بانتماء عميق، فقلت له بثقة طفولية: من مصر. لاحظت في عينيه نظرة جمعت بين تعالٍ صهيوني واحترام ثقيل نابع من تاريخ طويل من الحروب والانتصارات والسلام الرسمي الذي لا يمس المسافات النفسية العميقة بين البلدين."

ثم أضافت: "قال لي: هذا مجرد سيناريو روتيني، تدريب لا أكثر، نحن نجهز لكل الاحتمالات، لكنه أمر مستبعد تمامًا. ووقتها صدقته، فمن يجرؤ على ضرب هذا الحصن المنيع الذي يحميه جنرالات تغمرهم الثقة والتعالي واليقين؟"

واستطردت: "مرّت السنين، واليوم أتابع ما يحدث مباشرة، أشاهد كيف تحوّل السيناريو 'الروتيني' إلى واقع فعلي، وأتساءل: هل ما زال ذلك الجنرال واثقًا أم يختبئ في أحد المخابئ التي أشرف على تجهيزها؟ هل تعلّم أن ما كان يراه مستحيلاً، لم يكن سوى مسألة وقت؟ إذا كان ما زال حيًّا!"

وختمت: "للأسف، في 2007 كان فيسبوك ويوتيوب موجودين تقنيًا، لكن لم يكونا جزءًا من حياتنا كما اليوم. لا يوجد أرشيف رقمي يوثق تلك اللحظات بالصوت والصورة، ولم أحتفظ سوى بصورة أرشيفية تعبر -بقدر ما تستطيع- عن تلك الليلة. حقًا هناك تجارب تبقى حاضرة في الذاكرة وكأنها حدثت بالأمس."

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك