أكد محمد عبدالستار، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جذرية وغير مسبوقة على الصعيدين السياسي والأمني، في ظل تصاعد النزاعات العسكرية وتنامي التدخلات الإقليمية والدولية، وهو ما يُنذر بتحديات جسيمة تستوجب التكاتف الوطني والاصطفاف خلف القيادة السياسية المصرية الواعية.
وقال عبدالستار، في بيان له اليوم، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أوائل القادة الإقليميين الذين أطلقوا تحذيرات مبكرة بشأن تصاعد وتيرة النزاعات المسلحة وتأثيرها المباشر على استقرار الدولة الوطنية في المنطقة، مشيرا إلى أن الرئيس شدد مرارًا على أن غياب التسويات السياسية يُتيح المجال لتدخلات خارجية تُطيل أمد الصراعات وتُقوّض مفهوم السيادة.
وأوضح القيادي بحزب مستقبل وطن، أن الموقف المصري إزاء الملفات الإقليمية ظل ثابتًا ومتزنًا، قائمًا على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدا أن الهجمات العشوائية عبر الحدود وتصاعد تهديدات الطائرات المسيّرة، تعكس الحاجة إلى تنسيق عسكري وأمني عربي مشترك لمواجهة المخاطر المتنامية.
وشدد عبدالستار، على أهمية أن تأتي المبادرات الشعبية والإنسانية، مثل "قافلة الصمود" والمسيرات التضامنية، ضمن إطار من التنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة المصرية، بهدف ضمان سلامة المشاركين وتحقيق الغايات الوطنية والإنسانية لهذه التحركات، دون أن تُستغل من جهات خارجية لتحقيق أهداف إعلامية أو سياسية قد تضر بالأمن القومي المصري.
وأضاف: "الدولة المصرية حريصة على حماية أرواح مواطنيها، وترى في أي تحرك شعبي صادق فرصة لدعم القضايا العادلة، لكن بشرط أن يتم بتخطيط منسق يراعي حساسية اللحظة وتوازنات الأمن القومي".
وأكد "عبدالستار" أن القيادة المصرية تتعامل مع قضايا الأمن القومي العربي باعتبارها ملفات مصيرية مشتركة، وليس مجرد أزمات محلية عابرة، مشيرا إلى أن الجهود الدبلوماسية المصرية في المحافل الدولية واللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف، تهدف بالأساس إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والدفع نحو الحلول السياسية الشاملة، ومواجهة التهديدات في مهدها قبل أن تتسع رقعتها.
ودعا محمد عبدالستار إلى ضرورة ترسيخ وحدة الصف الوطني والالتفاف حول القيادة السياسية، مؤكدا أن اللحظة الراهنة لا تحتمل التردد أو التشتت، ومشددا على أهمية أن تتبنى القوى الوطنية والإعلام خطابًا يواكب حجم التحديات ويُعزز وعي المواطن بمتطلبات الأمن القومي المصري في ظل واقع إقليمي شديد التعقيد.