استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بقاعدة عسكرية في ولاية آلاسكا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، في مستهل زيارة تاريخية، وهبط الرئيسان، سلم طائرتيهما في وقت متزامن تقريبا، وتصافحا بحرارة قبل أن يستقلان سيارة واحدة.
وعقد الاجتماع، بصيغة 3+3، إذ حضر من الجانب الأمريكي ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما ضم الوفد الروسي بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ومستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، بحسب موقع روسيا اليوم الاخباري.
دخل ترامب، القمة أمام بوتين، هو يمني النفس أن يعيد بعض الأراضي الأوكرانية وإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، وأن يساهم في إحلال السلام، قائلا للصحفيين: «سأحاول أن أستعيد بعض الأراضي لأوكرانيا.. وسيكون هناك تبادل للأسرى وتغييرات في السيطرة على الأراضي.. سأتحدث إلى فلاديمير بوتين، وسأخبره بضرورة إنهاء هذه الحرب»، وفقا لـ«بي بي سي».
وأما عن بوتين، أرد أن يخرج من قمة آلاسكا وقد أنهى العزلة الأوروبية المفروضة عليه من أمريكا ومجموعة السبع بسبب العملية العسكرية الشاملة على أوكرانيا، قائلا في مؤتمر صحفي: «نأمل أن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه.. الطريق إلى السلام في أوكرانيا».
وقال إن موسكو تتوقع «أن تعي كييف والعواصم الأوروبية كل هذا بطريقة بناءة وألا تخلق أي عقبات»، محذرا من أي «محاولات لتعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية»، وفقا لـ«بي بي سي».
- قمة آلاسكا.. وتحقيق تقدم بناء
في بداية القمة، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشكر لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، على مقترح عقد قمة بينهما، مؤكدا أن الاجتماع كان بناءً، موضحا أن المحادثات تؤسس لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، واللقاء أجري في أجواء من الاحترام المتبادل.
وهي التصريحات التي رد عليها الرئيس الأمريكي، بقوله: «عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية.. واتفقنا على الكثير من النقاط».
وخلال المؤتمر الصحفي، قال الرئيس الروسي: «أسسنا اتصالات مباشرة جيدة للغاية مع ترامب، يجب تخطي العداء مع أمريكا إلى الحوار».
وأضاف أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوى مؤخرا، مشيرا إلى أنه من الضروري تصحيح مسار العلاقات مع أمريكا والبدء في العمل المشترك».
- القضية الأوكرانية
وأما عن التسوية في أوكرانيا، قال الرئيس الروسي: «التسوية في أوكرانيا يجب أن تكون طويلة الأمد»، مشيرا إلى أنه شرح للرئيس الأمريكي الرؤية الروسية بشأن الأزمة مع كييف»، قائلا: «اتفقت مع ترامب على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا لكن مع تلبية مطالبنا».
ومن جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إحراز تقدم كبير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أنه سيتحدث مع قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قريبا.
وأضاف: «سأجتمع مع بوتين مجددا على الأرجح قريبا»، لافتا إلى أن «المباحثات مع بوتين كانت عصيبة».
وتابع: «لم نصل إلى ما نريد لكن لدينا فرصة جيدة لتحقيق ذلك»، لكنه أشار إلى إحراز تقدم رائع.
وعقد الرئسان مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء القمة، وصف خلاله الرئيس الروسي، المحادثات مع نظيره الأمريكي بالبناءة والإيجابية بعد انتهاء محادثات اليوم الأول في ولاية ألاسكا الأمريكية.
وقال إن روسيا وأمريكا جارتين قريبتين على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما، خاصة أن ولاية آلاسكا تمثل جزءا كبيرا من التاريخ المشترك بين روسيا وأمريكا.
وأضاف بوتين: «حتى يومنا هذا، لا تزال آلاسكا تحتفظ بكمية كبيرة من التراث الثقافي لـ«أمريكا – الروسية»، مضيفا أن نظيره الأمريكي استقبله بطريقة ودية.
فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن المحادثات حققت تقدما كبيرا فيما يتعلق بالحرب المشتعلة بين موسكو وكييف.
وأضاف ترامب، أنه سيقدم على زيارة العاصمة الروسية موسكو بعد تلقيه دعوة مباشرة من الرئيس الروسي بوتين أثناء المؤتمر الصحفي، واصفا الدعوة بالـ«مثيرة للاهتمام».
وقال ترامب، إنه اتفق مع بوتين على «العديد من النقاط» المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، لكنهما لم يتمكنا من الاتفاق بعد بشأن عدد من الأمور، دون أن يكشف عن ماهية تلك الأمور.
وكشف الرئيس الأمريكي، عن خططه التي تتضمن الاتصال مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وآخرين؛ لمشاركة نتائج الاجتماع مع الرئيس الروسي بوتين.
وحرص ترامب، على توجيه الشكر لنظيره الروسي بوتين والفريق الذي اصطحبه في زيارته إلى آلاسكا.