قال سمير زقوت نائب رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان، إن ما يجري في حي الزيتون بمدينة غزة ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ ما يقارب العامين، مشددًا على أن العملية الحالية تأتي امتدادًا لما حدث في شمال القطاع وخان يونس ورفح من تدمير شامل وتهجير قسري واستهداف للمدنيين والبنية التحتية.
وأوضح زقوت، في تصريح صحفي خاص لوكالة «شهاب»، أن قوات الاحتلال تتبع سياسة الأرض المحروقة عبر قتل جماعي وتدمير المنازل والمؤسسات واستخدام التجويع والإغاثة كسلاح حرب، مؤكدًا أن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موثقة في تقارير صادرة يوميًا عن وكالات الأمم المتحدة المختلفة، والتي تصف بدقة ما يتعرض له السكان من استهداف منظم.
وذكر أن ما يشجع الاحتلال على المضي في جرائمه هو شعوره بالحصانة، نتيجة غياب المساءلة الدولية وتواطؤ المجتمع الدولي، بما في ذلك رفض بعض الدول تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة الاحتلال.
واعتبر زقوت، أن صمت المجتمع الدولي وتخلي الدول عن التزاماتها القانونية المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية يمثل تواطؤًا مباشرًا في استمرار الجرائم.
وأضاف: «اليوم نشهد في حي الزيتون عملية تطهير عرقي وتهجير قسري وتدمير ممنهج يجعل المنطقة غير صالحة للحياة، في مشهد يتكرر من حي إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى في قطاع غزة»، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل وجاد لوقف الإبادة ومحاسبة المسئولين عنها.
وأفادت وسائل إعلام عبرية الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لاجتياح ما تبقى من مدينة غزة، وذلك ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها في القطاع منذ 22 شهراً.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أنه «بعد مرور أسبوع من موافقة الكابينت على خطة احتلال (مدينة) غزة، تلقى الجيش الإسرائيلي أوامره بالاستعداد لاحتمال الدخول البري».
وأوضحت الصحيفة أنه «من غير المتوقع أن تدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ قبل حلول سبتمبر المقبل، وخلال هذه الفترة تواصل القوات الإسرائيلية عملها الروتيني المخطط له، مع احتمال إجراء تغييرات في جداول الجيش الأسبوعية في سياق التحضير للعملية البرية المتوقعة».
والخميس، قالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء ما بين 80 ألفاً و100 ألف عسكري احتياط للمشاركة في عمليته المحتملة لاحتلال مدينة غزة.
والأربعاء، صدّق رئيس الأركان إيال زامير، على «الفكرة المركزية» لخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء.
وقبل أسبوع، أقرت الحكومة الإسرائيلية، خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما أثار انتقادات عالمية واحتجاجات داخلية اعتبرتها بمثابة «حكم إعدام» بحق المحتجزين.