- إسرائيل تسعى بدعم أمريكي لتحطيم دول المنطقة وتسيدها
- نتنياهو مجنون يقوم برهانات لا يمكن التنبؤ بزمنها ولا بمآلاتها ولا يخوض الحرب بنفسه وإنما بقوة وتأييد الولايات المتحدة
- ليس من مصلحة الولايات المتحدة خوض الحرب مباشرة لأنها تهدد مصالحها.. ورهان إسرائيل سيفشل لأن إيران قادرة على المواجهة
- الحرب على إيران ستؤدي إلى تراجع المعارك أو إلى إخمادها في غزة ولو مع مرور الوقت
حذر مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل من أن إسرائيل، وبدعم أمريكي، تريد أن تهيمن على المنطقة وتتسيدها عبر تحطيم دولها كافة، خاصة من خلال عدوانها الراهن على إيران.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه الأناضول على هامش مشاركته في مؤتمر بجامعة البوسفور "بوغاز إيتشي" بإسطنبول، ناقش تطورات الشرق الأوسط على وقع تنافس القوى الكبرى، وإعادة رسم شبكات التجارة.
وفجر الجمعة، بدأت إسرائيل بدعم أمريكي هجوما واسعا على إيران عبر قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت حتى الثلاثاء ما لا يقل عن 24 قتيلا ومئات المصابين، وأضرار مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.
** صراع الشرق الأوسط
الخليل تحدث عن تنظيم المؤتمر يومي 16 و17 يونيو الجاري في وقت تتصاعد فيه التوترات بالشرق الأوسط مع عدوان إسرائيل المتواصل على كل من إيران وقطاع غزة.
وقال إن "المؤتمر اختار عنوان التنافسية الدولية والصراع في الشرق الأوسط، لكن العنوان الصحيح هو الصراع الدولي في الشرق الأوسط".
وأضاف "الصراع على الشرق الأوسط والصراع داخل الشرق الأوسط نفسه هو صراع لهيمنة مشاريع معينة، وهي إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع أن تل أبيب "تريد هيمنة المشروع الإسرائيلي على المنطقة، وسيطرة إسرائيل وتحطيم كافة الدول الموجودة، أي قوة موجودة تريد تحطيمها على أساس أن تتسيد إسرائيل المنطقة".
و"هذا ما تسعى إليه إسرائيل والولايات المتحدة من ورائها، والصراع اليوم مع إيران اندلع من قبل إسرائيل مباشرة، يعني اعتداءات إسرائيلية مباشرة هي التي أدت إلى اندلاع الحرب"، حسب الخليل.
وتساءل: "هل تستطيع إسرائيل تحقيق برنامجها (أهدافها)؟.. لا. لا تستطيع تحقيق برنامجها، ولن تستطيع خوض الصراع بالطريقة المحددة الآن".
وذلك "لأن إسرائيل لا تقوى على صراع طويل في المنطقة بهذه الطريقة، اللهم إلا إذا كانت تعول على انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع بشكل مباشر"، حسب الخليل.
** الحسابات الأمريكية
وبخصوص الموقف الأمريكي من الحرب ومآلاتها، أفاد الخليل بأن "الولايات المتحدة بحسب الحسابات العاقلة، وأنت تتحدث عن الفاعل العاقل في العلاقات الدولية لا عن الفاعل الذي لا يمكن أن تتنبأ بخطواته المقبلة، لا يمكن أن تخوض حربا مع إيران بهذه الطريقة، وفي هذا التوقيت بالذات".
وعلل ذلك: "أولا لأنها تمتلك حوالي 80 ألف جندي منتشر على الأرض (بالمنطقة) ومهددة مصالحها في دول الخليج، ومصالح الطاقة الدولية في الخليج، ومجمل مصالح الولايات المتحدة في آسيا الوسطى، وفي إيران، وفي الخليج، وبحر العرب والمنطقة العربية بصفة عامة مهددة".
وأردف: "وبالتالي ليس من مصلحة الولايات المتحدة خوض الحرب مباشرة إلى جانب إسرائيل، التي دخلت رهانا، وهذا الرهان له أهداف إقليمية وأهداف دولية، الواضح أنه سيفشل، لأن إيران قادرة على المواجهة، وأظن أن إسرائيل لم تحسب ذلك بشكل صحيح".
و"واضح أن المعلن حتى الآن أن الحرب ليست ضربات خاطفة، وإنما ستأخذ الوقت، لو أمعنا النظر إسرائيل علقت الرحلات (الجوية) إلى غاية 30 يونيو (الجاري)، يعني تقريبا أسبوعين"، وفق الخليل.
** مساعي التهدئة
ومتحدثا عن مساع التهدئة وآفاق الحرب، قال الخليل: "دول عديدة أعلنت استعدادها للتدخل لحل الإشكال، الولايات المتحدة نفسها قالت إنها تريد أن تنتهي الحرب كما انتهت بين الهند وباكستان، يعني أن تأخذ أياما".
وأضاف: "هذا هو المعلن حتى الآن، لكن مرة ثانية المحلل يتحدث عن الفاعل السياسي في العلاقات الدولية العاقل، يعني الذي يحسب حساباته".
واستدرك: "لكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مجنون، وما يقوم به هو رهانات لا يمكن التنبؤ بزمنها ولا يمكن التنبؤ حتى بمآلاتها بشكل صحيح، وهو لا يخوض الحرب بنفسه، وإنما يخوضها بقوة الولايات المتحدة وبتأييد الولايات المتحدة له".
"لكن هذه المرة الولايات المتحدة، كما نرى، لا تستطيع دخول الحرب بشكل مباشر، وبالتالي الحرب لن تطول"، كما أردف الخليل.
وأوضح: "يعني لن تكون كحرب 7 أكتوبر (على غزة)، ولن تكون كالحروب الأخرى. هل ستكون مثل حرب الهند وباكستان (مؤخرا لمدة أيام)؟ واضح أيضا أنها أطول من تلك الأخيرة، لكن كيف ومتى ستنتهي هذا مجال نظر".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 185 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
** التأثيرات على غزة
وردا على سؤال حول تأثيرات الصراع الإيراني الإسرائيلي على حرب الإبادة على غزة، أجاب الخليل: "أولا لما تتحدث إسرائيل عن سحب بعض وحدتها العسكرية (من غزة) لحماية حدودها أو لحماية ما تراه حدودا مع الأردن وحدودا مع فلسطين، فهذا سيخفف الضغط على القتال في غزة".
ومنذ بدء العدوان على إيران، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا قتل عشرات الفلسطينيين، بينهم باحثون عن الغذاء في ظل سياسة تجويع ممنهجة لقطاع غزة المحاصر.
الخليل أردف: "ثانيا إسرائيل تتحدث الآن عن إمكانية وجود صفقة تتضمن ما طالبت به حماس، وهو وقف طويل للحرب وليس هدنة، وهذا بحث عن حل، ولو كان من باب التضليل".
وختم بأن "الحرب عموما على إيران مؤثرة في غزة، والواضح أنها ستؤدي إلى تراجع المعارك أو إلى إخمادها، ولو مع مرور الوقت"، وفق تقديره.