محلل أمريكي: تورط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران سيحطم إرث دونالد ترامب - بوابة الشروق
الخميس 19 يونيو 2025 2:25 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

محلل أمريكي: تورط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران سيحطم إرث دونالد ترامب

واشنطن - (د ب أ)
نشر في: الأربعاء 18 يونيو 2025 - 12:22 م | آخر تحديث: الأربعاء 18 يونيو 2025 - 12:22 م

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن يكون قائدا يحدث تحولات إيجابية، إلا أنه لن ينجح في تحقيق ذلك إذا تورط في حرب ضد إيران، وذلك وفقا لجون ألين جاي المحلل السياسي الأمريكي والمدير التنفيذي لجمعية جون كوينسي آدمز لدارسي السياسة الخارجية في الولايات المتحدة.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية قال جاي إن القادة يحبون تحقيق المجد العسكري. وكان الرومان عندما يحققون انتصاراتهم الشهيرة، يضيفون مواقع انتصاراتهم الشهيرة إلى أسماء جنرالاتهم المشهورين، مثل كوريولانوس وأفريكانوس وجرمانيكوس وبريتانيكوس، وهكذا. والآن، قد يفضل البعض أن يحصل دونالد ترامب على لقب "بيرسيكوس" كلقب خاص به: والذي يعني المنتصر على الفرس. ولكن كيف يمكن أن يساعد سحق إيران في تعزيز مستقبل الرئيس السياسي؟ أقل مما قد يظن المرء. ربما تعطي الحرب ضد إيران ترامب شعبية كبيرة مؤقتة، لكن يمكن أن تكون خسارة سياسية بالنسبة له.

ويرى جاي، المؤلف المشارك لكتاب "الحرب مع إيران: العواقب السياسية والعسكرية والاقتصادية" أنه لا حاجة إلى النظر إلى أبعد من جورج بوش الأب وجورج بوش الابن لمعرفة تأثير الحرب على المكاسب السياسية الأمريكية.

ويقول حاي"لقد قام الثنائي الرئاسي الأب والابن - لنسميهما بوش الأب وبوش الابن، بما يتوافق مع فكرتنا الرومانية- بشن حرب ضد العراق، ونتذكرهما أساسا بسبب هاتين الحربين. ومع ذلك، ننسى أن أعمال بوش الابن كمنتصر بدت في يوم من الأيام أعظم. فقد غزا العراق، وأسر رئيسه وشنقه، وأرسل حاكما ليحكمه. ورأى 71% من الناخبين آنذاك أنه يقوم بعمل جيد. وأصبح بوش يحمل لقب "بوش ميسوبوتاميكوس"، المنتصر على بلاد ما بين النهرين..

وقال جاي إنه" كما نعلم، تحولت حرب بوش إلى مستنقع، وتراجعت نسبة تأييده بشكل كبير وخسر حزبه السيطرة على مجلسي الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2006 التي ركزت على الحرب. ثم خسر الانتخابات الرئاسية التالية. وكان المرشح الجمهوري التالي الذي فاز بالرئاسة قد أهان الأخ الأصغر لبوش، ورفض الكثير مما دعمه حزبه الجمهوري، بما في ذلك غزو العراق الذي أصبح بلا معني الآن. وبجانب الأزمة المالية عام 2008، غيرت مغامرة بوش الابن في العراق أمتنا، وجعلتها أكثر غضبا وأكثر انقساما، وأقل ثقة بالسلطة".

واعتبر جاي أنه ربما يكون بوش الأب الذي حقق نصرا واضحا ودائما أفضل حالا، إلا أن هذا لم يكن هو الحال. فقد أشرف هذا الرجل النبيل ذو الطباع الهادئة على هزيمة جيوش صدام حسين في الكويت. وطرد التحالف الدولي الذي شكله العراقيون في أقل من 100 ساعة. وكانت الخسائر منخفضة، وابتهج الشعب، مما أدى إلى ارتفاع شعبية بوش الأب إلى 89 % في فبراير 1991. ومع ذلك، خسر بوش كويتيكوس (محقق النصر في الكويت) في الانتخابات بعد 21 شهرا. وتراجع في جميع استطلاعات الرأي بعد المؤتمر الوطني الديمقراطي في منتصف يوليو 1992. وفي الوقت نفسه، انخفضت نسبة تأييده إلى 29% .

ويرى جاي أن مهمة بوش لم تكن سهلة، فقد واجه بيل كلينتون الذي كان يتمتع بالموهبة السياسية، وكان الاقتصاد في وضع سيء. ومع ذلك، ظل جورج بوش الأب صانع انتصار عسكري ساحق في الخارج. لكن ذلك لم يكن كافيا. فقد وجد بوش الابن هزيمة سياسية في هزيمة عسكرية، بينما وجدها بوش الأب (الهزيمة السياسية) في انتصار عسكري. وعلى عكس روما، ليست أمريكا أمة تعيش من أجل مجد الحرب.

وأكد جاي أن كل هذه الأمور تحظى بأهمية في الوقت الذي يدرس فيه ترامب خياراته بشأن إيران. ومن الواضح أن الرئيس يريد أن يكون سياسيا يحدث تحولات إيجابية. وقد أوحى اختياره لجي دي فانس نائبا له بوجود خطة لضمان استمرار هذا التحول.

ويرى جاي أنه لا أحد يقول إن الرسوم الحمائية قادرة على إعادة الصناعة الأمريكية إلى وضعها خلال سنوات قليلة. إن استعادة حدود أمريكا وجعل سياسة الهجرة في خدمة المواطن العادي واستعادة الثقافة هي مشروعات طويلة الأجل أيضا. ولن يحدث أي من هذا إذا تكبد الجمهوريون خسارة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي عام 2026 ثم تعثروا في انتخابات الرئاسة عام 2028.

وأشار جاي إلى أن هناك سيناريوهين بشأن التعامل مع إيران؛ الأول وهو السيناريو المتشائم يشير إلى أن الحرب مع إيران لن تساعد مشروع ترامب، وإنما قد تدمره، معتبرا أن الضربات الأمريكية المحدودة قد تشعل حربا شاملة، حيث توسع إيران نطاق الصراع نظرا لأنها تواجه التهديد الوجودي الخارجي الوحيد. وتقصف إيران قواعد أمريكية في جميع أنحاء الشرق. ويرد الطيارون الأمريكيون بقصف منصات الصواريخ الإيرانية ومراكز القيادة، وفي النهاية البنية التحتية. ولا شيء من هذا يقنع طهران بالتوقف عن إطلاق النار.

ونتيجة لذلك، ترتفع أسعار النفط وتظل مرتفعة مع احتراق ناقلات النفط في مضيق هرمز. وتتسبب أسعار النفط المرتفعة في خفض الاستهلاك، مما يدفع العالم إلى حالة ركود. ويتعرض الأمريكيون واليهود والإسرائيليون للاستهداف في جميع أنحاء العالم. وتتدفق الأسلحة الأمريكية على الشرق الأوسط بينما تتطلع الصين إلى تايوان. ويصبح اسم ترامب يضرب به المثل، ثم يخسر فانس المقيد بالرئيس في انتخابات عام 2028. ويطلق خليفة ترامب الديمقراطي الصواريخ على الملالي لمدة ثمانيةأعوام، ومع ذلك تتمكن إيران من امتلاك قنبلة نووية. ثم يعرض المحافظون الجدد، وبعضهم عاد من هجرتهم إلى الحزب الديمقراطي في عهد ترامب، أن يقودوا الجمهوريين للخروج من البرية.

وأشار جاي إلى أن السيناريو المتفائل للتعامل مع إيران هو أن تنجح حملة عسكرية محدودة في القضاء على آخر بقايا البرنامج النووي الإيراني. وتقنع التهديدات المتراكمة طهران بأن الانتقام الكبير لن يؤدي إلا إلى تعريض النظام لخسائر أكبر. والأفضل من ذلك، أن يتخلى قادة إيران وهم يقفون فوق أنقاض قاعات تخصيب اليورانيوم، عن برنامجهم النووي.

وتتسبب الهزيمة العسكرية في حدوث انقلاب واحتجاجات شعبية تدفع العناصر الأكثر جشعا في الحرس الثوري الإسلامي إلى إبرام صفقة هادئة مع المتظاهرين لتخفيف القيود الاجتماعية وفتح الاقتصاد الإيراني أمام الاستثمار الدولي. وتهرب شخصيات النظام التي هددت بقتل ترامب إلى روسيا، حيث تسقط من النوافذ (يتم اغتيالها). وتتم إعادة فتح السفارة الأمريكية في طهران وتنتشر شائعات بأن الإسرائيليين يرغبون في إجراء محادثات تطبيع.

ويرى جاي أن هذا سيناريو متفائل للغاية، حيث تسير الأمور لصالح أمريكا من كل الجوانب. ومع ذلك، حتى مع هذا الاحتمال غير المرجح، ماذا سيكون رأي المواطن الأمريكي العادي؟ إنه لا يعيش في الشرق الأوسط ولم يسبق له أن زاره. لقد شعر بالفخر عندما انتصرت أمريكا، لكنه لم يكن شعورا عميقا - كانت الحملة الجوية قصيرة، وشاهد في الغالب خرائط على شبكة "سي إن إن" ومقاطع فيديو غير واضحة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تكن هناك قوات على الأرض ولم يتم إسقاط أي تماثيل.

وبعد بضعة أشهر، وبينما كان يحاول المواطن إرجاء غسل الأطباق بعد مباراة كرة القدم الأمريكية، شاهد تقريرا على برنامج "60 دقيقة" عن الحريات الجديدة في إيران، مما أسعده. ولكن في صندوق الاقتراع ذلك الخريف، كان يفكر في أمور تؤثر عليه حقا وعلى حياته في الولايات المتحدة وهي الاقتصاد والضرائب والثقافة والهجرة والجريمة. ولن يدلي المواطن بصوته في الانتخابات فيما يتعلق بإيران، لأن الأمر لا يعني له الكثير.

واختتم جاي تحليله بالقول إنه لهذا السبب، كان الرئيس ترامب حكيما عندما ابتعد عن الحرب. لا يحتاج ترامب إلى سعيٍ عسكري في الشرق الأوسط لكي يحقق المجد على غرار القائد الروماني كراسوس، وإنما يتعين عليه استخدام القوات الأمريكية في المنطقة لردع إيران، لا لضربها، والعودة إلى التركيز على العمل الذي يهم المواطنين الأمريكيين العاديين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك