قررت فرنسا اختيار الفيلم الإيراني "It Was Just an Accident – كان مجرد حادث" للمخرج الإيراني المعروف جعفر بناهي، كي يمثلها في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في جائزة الأوسكار المقبلة.
وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من السجناء السياسيين السابقين والذين يقابلون بالصدفة رجلاً يشتبهون أنه من عذبهم ونكل بهم في السجن السياسي بإيران ويقررون اختطافه، ثم يقعون في حيرة من أمرهم هل يقتلونه أم يسامحونه على ما اقترفه بحقهم من ظلم وتعذيب.
وتعتبر هذه المرة الثانية على التوالي التي تقرر فيها فرنسا اختيار فيلم غير ناطق بالفرنسية ليمثلها رسمياً في جوائز الأوسكار، ففي العام الماضي تم اختيار فيلم "ايميليا بيريز" الناطق بالإسبانية ليمثلها في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
ويعتبر فيلم "كان مجرد حادث" هو الأول للمخرج جعفر بناهي بعد خروجه من السجن في إيران عام 2023، وهوالمخرج الذي له تاريخ حافل من الأفلام السينمائية التي تنتقد بشكل واضح وصريح النظام السياسي والاجتماعي في إيران، وبسبب هذه الأفلام وجرأتها واجه بناهي عقوبات قاسية من النظام الإيراني ومنع من التصوير لمدة 20 عاماً وسُجن مرتين، إلا أنه كان يخوض تحديات كبيرة من أجل خروج أفلامه للنور ومنها فيلم "تاكسي" الذي صوره بالكامل وهو تحت الإقامة الجبرية وعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي ونال الجائزة الكبرى وهي الدب الذهبي، ولم يستطع الحضور لاستلامها وتسلمتها بدلاً عنه فتاة صغيرة ظهرت في الفيلم.
وقد نال فيلم "كان حادث بسيط" إشادات عالمية عديدة، وخصوصاً بعدما عُرض في المسابقة الرسمية الدولية في الدورة الماضية من مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا ونال جائزة السعفة الذهبية، وقد ألقى بناهي وقتها خطاباً مؤثراً عقب حصوله على الجائزة "أعتقد أن هذه اللحظة المناسبة لسؤال كل الناس، وجميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة عن الآخرين، في كل مكان في العالم، في إيران أو في العالم، وأسمح لنفسي أن أطلب شيئا واحدا: دعونا نضع جانباً كل المشاكل والاختلافات، والأمر الأكثر أهمية في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا".