أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السبت، أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العمل على إنهاء الحرب على قطاع غزة، محذرا من أن عدم الالتزام بذلك قد يؤدي إلى "انفجار الجحيم".
وتخالف تصريحات ترامب ما يحاول نتنياهو، أن يسوقه لجمهوره من اليمين المتطرف داخل إسرائيل الغاضب من موافقة حكومته على اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث ينظرون للاتفاق على أنه "إعلان هزيمة" في ظل الإخفاق في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، بحسب وكالة الأناضول التركية.
ففي مواجهة هذا الغضب، يسعى نتنياهو لإظهار أن وقف إطلاق النار هو "خطوة مؤقتة"، إذ ادعى، في خطاب متلفز مساء السبت، أن لديه ضوءا أخضر أمريكيا من الرئيس الحالي جو بايدن، وترامب نفسه، لاستئناف القتال في غزة إذا فشلت المرحلة الأولى من الاتفاق، ولم تظهر أي بوادر نجاح للانتقال إلى المرحلة الثانية.
لكن ترامب، وفق ما أعلنه، لا يريد للحرب على غزة أن تُستأنف، لأن ذلك يتعارض مع مشروعه الأهم في منطقة الشرق الأوسط، المتمثل في استئناف زخم التطبيع بين دول عربية وإسرائيل، فضلا عن رغبته في تركيز اهتمامه على ملفات أخرى بعيدا عن المنطقة.
وهذا ما شدد عليه ترامب في تصريح لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، السبت، إذ أكد أنه طلب من نتنياهو إنهاء الحرب على غزة.
وفي هذا الصدد، أفاد ترامب، بأنه قال لنتنياهو: "استمر في القيام بما يجب عليك القيام به. يجب أن ينتهي هذا الأمر (الحرب)".
وردا على سؤال بشأن كيفية ضمان إدارته التزام إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة بوقف إطلاق النار، قال إن ذلك "سيتم من خلال الإدارة الجيدة".
وأضاف أن "الاحترام" المفترض لبلاده سيضمن ذلك أيضا.
وأوضح ترامب: "يجب على الولايات المتحدة أن تُحترم مرة أخرى (...) إذا احترمونا سيستمر وقف إطلاق النار. وإذا لم يحترمونا، فسينفجر الجحيم".
وفي الساعة الـ8:30 من صباح الأحد (6:30 ت.غ)، بدأ سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما.
إذ تشمل المرحلة الأولى وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة بما فيها محور نتساريم إلى مناطق بمحاذاة الحدود.
كما تتضمن إعادة فتح معبر رفح للمساعدات من اليوم الأول ودخول 600 شاحنة يوميا من المساعدات الإنسانية لغزة، ولعبور المرضى في اليوم السابع.
إلى جانب الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، الذين تتضارب التصريحات بشأن أعدادهم التي تتراوح بين 1737 و1977.
ويُعزى ذلك التضارب، على ما يبدو، إلى الغموض المحيط بوضع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة، من حيث عدد الأحياء والأموات بينهم، ما يؤثر مباشرة على تحديد أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.
ويستمر تنفيذ جميع إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية من الاتفاق، طالما استمرت المفاوضات حول الشروط، مع بذل ضامني الاتفاق (مصر وقطر والولايات المتحدة) قصارى جهودهم من أجل ضمان استمرار المفاوضات غير المباشرة حتى يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.