قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بجولة تفقدية لمتابعة الحالة الإنشائية لموقعي إنشاء مصنع المعالجة الميكانيكية والبيولوجية لتدوير المخلفات الصلبة البلدية، والمدفن الصحي بمركز قوص بمحافظة قنا بتكلفة مالية قدرها ٢٨٨ مليون جنيه، وذلك ضمن المشروعات الممولة من البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة التابع للوزارة، بحضور حازم صلاح الظنان، مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، والدكتور حازم عمر نائب محافظ قنا وممثلي وحدات إدارة المخلفات واستشاري البرنامج والشركات المنفذة للمشروع.
أوضحت فؤاد، أن ذلك يأتي ضمن تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للنهوض بمنظومة إدارة المخلفات البلدية الصلبة بمختلف المحافظات لتحسين مستوى الخدمة والنظافة العامة من أجل عودة الشكل الجمالي للمدن والمراكز والقرى، كما أنها لمتابعة أعمال إنشاء البنية التحتية لمنظومة إدارة المخلفات من مصانع تدوير ومحطات وسيطة ومدافن صحية بالمحافظات الأربعة الواقعة في نطاق عمل البرنامج الوطني (قنا/ أسيوط/ الغربية/ كفر الشيخ).
وأضافت وزيرة البيئة، أن الدولة المصرية اتخذت خطوات جادة في ملف إدارة المخلفات، هذا إلى جانب مساهمة وزارة البيئة في المبادرة الرئاسية حياة كريمة بهدف توفير خدمات للمواطن في قرى مصر للارتقاء بمستوى المعيشة، وذلك بعد تحديد عدد من المراكز ذات الأولوية داخل محافظة قنا، للعمل بها، واستمرارًا لجهود الوزارة من خلال دورها التخطيطي والتنظيمي والرقابي في متابعة تنفيذ مشروعات البنية التحتية للنهوض بالمنظومة وتحقيق استدامتها، لافتة إلى ما يشهده العالم من الاهتمام المتصاعد بملف التغيرات المناخية، وجهود مصر الحثيثة في هذا الشأن، والتي تتضمن ربط الحد من انبعاثات الاحتباس الحراري بالإدارة المتكاملة والآمنة للمخلفات من خلال إعادة التدوير والمعالجة والتخلص الآمن منها.
وأكدت وزيرة البيئة، على إنشاء مصنع المعالجة الميكانيكية والبيولوجية لتدوير المخلفات الصلبة البلدية بقوص، والذي يقع على مساحة ١٨ فدانًا، لخدمة وتلبية احتياجات (قوص وقفط ونقادة)، مضيفة أن نسبة إنجاز المشروع بلغت ما يقارب ٧٥% من الأعمال، إلى جانب توريد معظم المعدات اللازمة إلى الموقع، بتكلفة مالية قدرها ١٨٠ مليون جنيه وبطاقة استيعابية ٥٠٠ طن يوميًا، ويتضمن خطًا متكاملاً من ٣ أجزاء: منظومة الفرز واسترجاع المفروزات لإعادة تدويرها، ومنظومة إنتاج السماد العضوي (الكمبوست)، ومنظومة إنتاج بدائل الطاقة، ثم يتم نقل المخرجات من المرفوضات إلى المدفن الصحي.
وأشارت وزيرة البيئة، إلى أن المشروع يحقق أبعادًا بيئية واقتصادية واجتماعية، حيث يعمل على تحسين إدارة المخلفات الصلبة بطرق مستدامة، تقليل كميات المخلفات عبر إعادة الاستخدام والتدوير، الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتأثيرات التغير المناخي، إضافة إلى تقليل الاعتماد على المقالب العشوائية للمخلفات، وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، فضلاً عن دعم الاقتصاد المحلي عبر توفير فرص عمل وإشراك القطاع الخاص.
وأضافت، أن مشروع المدفن الصحي والذي يقع على بعد حوالي ١٣ كم من مدينة قوص خارج الكتلة السكنية، بتكلفة مالية ١٠٨ مليون جنيه، بلغت نسبة إنجاز المشروع ما يقارب ٥٧% من الأعمال، حيث يعتمد المدفن على المخرجات من العمليات الصناعية لتدوير المخلفات عن طريق التخلص الآمن من المرفوضات التي هي نواتج العملية الإنتاجية من المخلفات وإنتاج السماد العضوي بمصنع تدوير ومعالجة المخلفات، إلى جانب مصنع الصالحية لتدوير ومعالجة المخلفات. ويهدف إلى التخلص الآمن من المخلفات البلدية الصلبة بعد معالجتها حفاظًا على صحة المواطنين والبيئة، وتعظيم كمية المخلفات التي سيتم التخلص منها في المساحة المتاحة.
هذا وتقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد بالشكر لشركاء التنمية من الجهات الدولية المانحة في النهوض بمنظومة إدارة المخلفات الصلبة وفي دعم المشروعات التنموية والبنية التحتية في مصر على مدار السنوات الماضية، مؤكدة على الدور الحيوي الذي يقومون به بالتعاون مع الوزارة في رفع وعي المواطنين بالمنظومة الجديدة لإدارة المخلفات وتحفيز المشاركة المجتمعية لكافة فئات المجتمع خاصة الشباب ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
جدير بالذكر، أن محافظة قنا من المحافظات الواقعة في نطاق عمل البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة التابع لوزارة البيئة، حيث تم دعمها في المرحلة السابقة بتمويل قدره ١٠٠ مليون جنيه، ممثلة في معدات جمع ونقل المخلفات ومشروعات بنية تحتية للنهوض بالمنظومة من محطة وسيطة ومدفن صحي ومصنع تدوير ومعالجة، بالإضافة إلى دعم العاملين بالمنظومة داخل المحافظة بمهمات الوقاية اللازمة لحمايتهم وكذا تنفيذ برنامج بناء القدرات ورفع كفاءة العاملين بالمنظومة والجمعيات الأهلية العاملة بالمجال من خلال تنفيذ دورات تدريبية لإدارة المخلفات للنهوض بالمنظومة