المخرج: الفكرة ولدت مع جائحة كورونا.. وبطلة العمل: شخصية «حياة» متواجدة حولنا طوال الوقت
يواصل العرض المسرحى «حكايات الشتا» عرضه على مسرح الغد بالعجوزة، وهو تأليف وأشعار إبراهيم الحسينى وإخراج محمد عشرى، يدور حول «حياة» سيدة تقدمت بها العمر، وتعيش بمفردها فى شقة تعرضها للبيع لدواعى السفر، ويحضر بالفعل شاب وخطيبته لمعاينة الشقة، وتنطلق من هذه الزيارة الأحداث بين الواقع والخيال تتناول الوحدة التى تعيشها صاحبة الشقة ورحلتها فى البحث عن الونس.
وشارك فى بطولة «حكايات الشتا» كل من هبة سامى وعبير الطوخى ومصطفى سليمان ومايا عصام وتامر بدران وفرح داوود، وألحان وغناء رجب الشاذلى ويشاركه الغناء ياسمين رجب، وتوزيع موسيقى يحيى عز، وديكور أحمد الألفى، وأزياء نورهان سمير.
وأوضح مخرج العرض محمد عشرى أن فكرة العرض جاءت فى وقت جائحة كورونا، وكان وقتها مجبرًا على عدم الذهاب لوالدته والتواصل معها بشكل مباشر خوفًا عليها، وذلك رغم أنه يسكن بالقرب منها، ومن هنا جاءت رغبته فى تقديم شىء عن التواصل الإنسانى، وتواصل مع الكاتب إبراهيم الحسينى والذى كتب النص، والذى كان فى البداية كان باللغة العربية الفصحى قبل أن يتفقا على تغيره للعامية.
وعن التعامل مع عناصر العرض قال عشرى: فكرة تحويل القاعة لشقة بطراز خاص يتناسب مع طبيعة العرض من ذكريات بطلته «حياة»، هى فكرة مشتركة بينى وبين مصمم الديكور أحمد الألفى، والذى نفذ بشكل أعلى من طموحاتى.
وأضاف: كنت أريد أن أقدم رواية تجمع ما بين الغناء والاستعراض والحكى والتشخيص، ومن هنا كانت فكرة أن يكتب المؤلف إبراهيم الحسينى الأشعار فى صالح العرض، وجعلتنا نبنيه على أن تكون الموسيقى والأغانى متداخلين فى نسيج الحكاية، وأضاف لنا كثيرًا وجود الملحن رجب الشاذلى بخبرته، والتى جعلنا نقدم جرعة مكثفة من فكرة العرض.
وأعرب مخرج «حكايات الشتا» عن سعادته بردود فعل الجمهور الإيجابية على العرض، والتى جعلته يشعر بوصول فكرته لجميع الأطياف ومختلف الأعمار والطبقات، والذين عاشوا مع العرض وشعروا أنهم جزء من الحكاية، لأن الجميع يبحث عن الونس.
وعن شخصية «حياة» قالت بطلة العرض، الفنانة هبة سامى: هى شخصية متواجدة حولنا طوال الوقت ولكننا لا نراها، بسبب انشغالنا بالحياة ولأنها لا تعبر عن احتياجاتها، بالتأكيد لن نعبر عن احتياجاتنا طوال الوقت، العرض محاولة لفتح الناس قلوبها لبعضهم البعض، مثلما فعلت بطلته والتى فتحت قلبها للناس، «حياة» داخل كل واحد فينا، وليس فى السن المتقدم فقط، فالعرض يستعرض شخصيتها فى مراحل مختلفة من عمرها.
وأضافت: بأن النص المكتوب جيد وراقٍ ودافئ، يناسب العائلة، لا تخجل أن تدعوا أحد لمشاهدته، خاصة أننى مدرس للتمثيل والإخراج فى قسم علوم المسرح فى كلية الآداب بجامعة حلوان، ويجب علىّ ألا أقدم عكس ما أدرسه للطلبة فى المحاضرات، ووجدت فى «حياة» جرعة تمثيل مشبعة بالنسبة لي، وحالات مختلفة من التشخيص، إلى جانب أننى شعرت بأنها ستخرج الطاقة التمثيلية التى أحب تقديمها على المسرح.
وعن استعدادها للشخصية قالت: عملنا مع مخرج العمل على كيفية توصيل جرعة المشاعر الخاصة بالشخصية بطريقة تناسب فكرة العمل، «حياة» هى «كولاج» من التفاصيل، وحاولت أن أختار من تفاصيل الحياة والمشاعر حولى، فى كل تفاصيل الشخصية من الملابس وحركتها على المسرح، برؤية مخرج العمل.
وأعربت هبة سامى عن رضاها عن ردود أفعال الجمهور، وأسعدها تعليق البعض بأن «حياة بتحكى عنه»، فضلا عن تكرار هذا التعليق من رجال ونساء، وهذا يعنى أن كل شخص يرى نفسه فى العرض.